مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب
آخر تحديث GMT06:45:37
 العرب اليوم -

مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب

زواج القاصرات
الدار البيضاء ـ العرب اليوم

في مدينة الدار البيضاء، وسط المغرب، وقبل ثلاث سنوات فُرض على سلمى أن تتزوج أحد أقاربها بشكل تقليدي، علما بأنها لم تكن تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، أي أنها كانت قاصرة.وتحكي سلمى كيف كانت مضطرة للقبول وشرعت في التحضير لحفل الزفاف، وكيف كانت عائلتها متوجسة أمام احتمال أن يرفض قاضي الأسرة منحها إذنا بالزواج بسبب سنها، لأن مدونة الأسرة في المغرب تشترط بلوغ 18 سنة. تقول سلمى، 19 عاما، " صراحة لم يكن الأمر بالنسبة لي عسيرا حتى أحصل على إذن بعقد القران، فقد تقدمت بطلب مكتوب للقاضي يحمل توقيعي وتوقيع والدي، وبعد دراسة الطلب والاستماع إلينا حصلت على الإذن الذي مكنني من الزواج بشكل قانوني"وعندما سئلت عن مدى الرضا عن حياتها الزوجية حاليا وارتباطها في سن مبكرة، تقول سلمى الأم لطفلة تبلغ من العمر سنتين " لو عاد بي الزمن 3 سنوات إلى الوراء، لن أوافق على الزواج مقابل التخلي عن دراستي وطموحي، الزواج مسؤولية تتطلب الكثير من النضج والصبر وهو ما يصعب التحلي به من قبل فتاة في مقتبل العمر".

سلمى واحدة من بين عشرات الآلاف من القاصرات في المغرب اللواتي توجب عليهن الحصول على إذن من طرف القاضي.والقاضي هو الشخص الوحيد الذي يخوله القانون في المغرب أن يقبل أو يرفض طلب تزويج القاصر طبقا للسلطة التقديرية التي يمنحها له الفصل 20 من مدونة الأسرة المغربية، وهذا الفصل يرفضه عدد من الحقوقيون والبرلمانيين كما يعتبرونه شكلا من أشكال التحايل على القانون. وتحدد مدونة الأسرة المغربية التي جرى تبنيها في 2004، سن الزواج في 18 عاما للمرأة والرجل، لكنها المادة 20 منها تمنح لقاضي الأسرة المكلف بالزواج أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون السن الأهلية، وذاك بقرار يعلل يبين فيه المصلحة والأسباب المبررة لذلك، بعد الاستماع لأبوي القاصر أو نائبه الشرعي والاستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.

الفصل 20.. استثناء أم قاعدة؟

أعادت النائب البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية (معارض)، فاطمة الزهراء برصات، مؤخرا، الجدل القائم حول ظاهرة تزويج القاصرات بالمغرب إلى الواجهة، بعد أن تقدمت بمقترح قانون يقطع الطريق أمام الاستثناءات المتضمنة في مدونة الأسرة والتي تسمح بتزويج القاصرات.تقول البرلمانية فاطمة الزهراء برصات، إن الدافع وراء تقديم الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية مقترح قانون بنسخ المواد 20 و21 و22 من مدونة الأسرة، هو عدم توظيف تلك المواد بالشكل المطلوب من طرف السلطة التدبيرية التي أعطيت للقضاء، إضافة إلى تسجيل انتشار كبير للظاهرة.وعللت البرلمانية موقفها بالقول إن "الإحصاءات الرسمية لوزارة العدل كشفت عن قبول أزيد من 25 ألف طلب لتزويج قاصر من أصل 32 ألف سنة 2018، كما استجاب القضاء لـ 85 في المائة من طلبات الإذن بزواج القاصرات، بين سنتي 2011 و 2018".

واستنادا إلى هذه الأرقام، اعتبرت البرلمانية أن الاستثناء تحول إلى "قاعدة"، وهو ما يستوجب إلغاء تلك المواد القانونية وفتح ورش عمل لمراجعة وملائمة مدونة الأسرة مع مقتضيات الدستور والاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الأطفال التي صادق عليها المغرب.وتعمل التنظيمات المدنية والحقوقية منذ سنوات في المغرب، على التوعية بخطورة ظاهرة تزويج القاصرات على المجتمع. وتلفت البرلمانية فاطمة الزهراء ، إلى أن ظاهرة تزويج الطفلات القاصرات، لها آثار وخيمة ومباشرة على الجانب النفسي والصحي والتعليمي والاجتماعي والثقافي للطفلة، التي تتوقف حياتها بمجرد الزواج حيث تضطر لتحمل مسؤولية أكبر من سنها وعبء يفوق طاقتها.ولمعالجة الظاهرة، تقترح البرلمانية وضع مقاربة شاملة وسياسات عمومية متكاملة لحماية القاصرات ومنع تزويجهن وتمكينهن من التمتع بحقوقهن الطبيعية وعلى رأسها التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

قد يهمك ايضا:

صديق سابق لعشيقة جيفير إبتساين يُفجر مفاجأة في قضية "التحرش الجنسي بالقاصرات"

أعضاء في البرلمان الصومالي يرفضون قانونًا يمنع زواج القاصرات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 04:34 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

فى مواجهة «حسم»!

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 14:14 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

GMT 15:54 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

صحة غزة تعلن توقف الخدمة في 6 مرافق طبية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab