دمشق - العرب اليوم
في خطوة وُصفت بأنها "غير مسبوقة" منذ أكثر من خمسة عقود، أعلنت وزارة التعليم العالي في سوريا عن اعتماد مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي 2025–2026، تم فيها حذف جميع الإشارات والرموز المتعلقة بنظام بشار الأسد، بما في ذلك أسماء القادة وشعارات حزب البعث، وذلك في إطار عملية شاملة لإعادة بناء المناهج بعد سقوط النظام في ديسمبر الماضي.
القرار الجديد، الذي يشمل مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، يأتي امتدادًا لسلسلة قرارات اتخذتها الوزارة في وقت سابق، من بينها حذف مادة التربية الوطنية بشكل نهائي من جميع المراحل الدراسية، وتوزيع درجتها على مواد أخرى. وتم اعتماد علم الثورة رسميًا ضمن المناهج، وفق ما أكدته وكالة الأنباء السورية "سانا" آنذاك.
ويشمل التعديل حذف نصوص وصور اعتُبرت جزءًا من "الخطاب القديم"، إذ أُزيلت المواد التي كانت تمجّد النظام السابق، كما جرت إعادة صياغة محتوى العديد من الكتب لإلغاء كل ما يرتبط بسلطة حزب البعث أو رموزه.
وكان العمل على هذه التعديلات قد بدأ فور سقوط النظام في أواخر ديسمبر من العام الماضي، حيث شكّلت الحكومة الانتقالية لجانًا متخصصة لتحديث المناهج وتخليصها من إرث العقود الماضية، الذي هيمن فيه البعث على المؤسسات التربوية والتعليمية بشكل مطلق.
ويأتي هذا التحول في سياق تغييرات واسعة تشهدها البلاد على مختلف المستويات، بعد أن كانت شخصيات مثل حافظ وبشار الأسد، وشعارات حزب البعث، مكرسة لسنوات طويلة في الكتب المدرسية كجزء من الهوية السياسية للدولة.
وتزامن هذا التعديل مع صدور مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد وعدد من المسؤولين السابقين في نظامه، ما يعكس حجم التغيير الجاري في سوريا، ومحاولة القطع الكامل مع مرحلة ما قبل سقوط النظام.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك