الرياض ـ العرب اليوم
تجاوزت نسبة طلاب وطالبات مرحلتي رياض الأطفال والصف الأول ابتدائي الذين خضعوا للفحص الطبي واللياقي قبل بداية العام الدراسي الجديد 96% في مناطق المملكة كافة، وذلك ضمن برنامج وطني شامل يعزز الصحة الوقائية والكشف المبكر عن المشكلات الصحية لضمان نمو سليم وتحصيل دراسي أفضل للطالب".
ويعد الفحص الطبي اللياقي شرطاً أساسياً لتسجيل الطلاب والطالبات المستجدين في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية في مختلف المناطق والمحافظات في المدارس، ويؤكد المشرف العام على أعمال مراكز الرعاية الأولية بوزارة الصحة، الدكتور أمجد الفالح، أن الفحوص الطبية للطلاب تتضمن المراجعة الشاملة للتاريخ المرضي، واستكمال التطعيمات الأساسية، وإجراء فحوص تشمل النظر والسمع والنطق والأسنان بجانب الطول والوزن، إضافة إلى حساب مؤشر كتلة الجسم.
في السياق ذاته، أظهرت نتائج الفحوص الطبية التي أجرتها وزارة الصحة مشكلات صحية مبكرة لدى بعض الطلاب والطالبات على غرار تسوس الأسنان، إذ وصلت نسبة التسوس نحو 12%، ما يعكس الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي بصحة الفم والأسنان لدى الأسر والطلاب.
كما تضمنت المشكلات الصحية وجود زيادة الوزن لدى بعض الطلاب والطالبات لتصل النسبة نحو 10%، ويلفت الدكتور أمجد الفالح أن هذه النسبة تفرض ضرورة نشر ثقافة التغذية السليمة والنشاط البدني.
في الإطار ذاته، وصلت مشكلات النظر عند بعض الطلاب في المراحل الأولية إلى نسبة 1.7% من الطلبة، كما بلغت مشكلات السمع نحو 0.6%، إذ تشمل ضعف السمع الجزئي أو الكامل.
وأكد الدكتور أمجد الفالح أن هذه النتائج تشكل قاعدة بيانات مهمة تمكّن القطاعات الصحية والتعليمية من بناء برامج موجهة للتعامل مع أبرز التحديات الصحية لدى الطلبة في سن مبكرة.
وعن ضمان الوزارة تنفيذ الفحص في جميع المناطق بالكفاءة نفسها، ذكر الفالح أن الوزارة اعتمدت منظومة متكاملة لضمان تنفيذ الفحص بكفاءة وجودة موحدة على مستوى المملكة، تبدأ من إتاحة المواعيد إلكترونياً عبر تطبيق "صحتي"، الذي يتيح لولي الأمر اختيار الموعد والمركز الصحي المناسب، ثم يجرى الفحص في عيادات طب الأسرة بمراكز الرعاية الأولية، وتُسجَّل النتائج مباشرة في النظام الإلكتروني لوزارة الصحة، بما يتيح انعكاسها تلقائياً في نظام "نور" التابع لوزارة التعليم.
وأضاف أن برنامج فحص اللياقة يدرج بشكل سنوي ضمن الخطة المشتركة بين وزارة الصحة ووزارة التعليم وهيئة الصحة العامة، بما يضمن استدامته وتطويره وفق المستجدات الصحية. كما تضطلع التجمعات الصحية بدور محوري في تدريب وتأهيل الكوادر الطبية على برامج الصحة المدرسية، بما يرفع من جاهزية الكوادر لاستقبال الطلبة المستجدين وتقديم خدمات متكاملة تشمل الفحوص واستكمال التطعيمات.
وأشار الفالح إلى أن أهمية البرنامج لا تقتصر على الجانب الصحي فقط بل تتعداه إلى جوانب تعليمية واجتماعية أوسع، إذ يسهم في تعزيز جودة حياة الطلبة، تحسين تحصيلهم الدراسي، والحد من تأثير المشكلات الصحية المكتشفة على مسارهم الأكاديمي. كما يعزز البرنامج التكامل المؤسسي بين القطاعات الحكومية ذات العلاقة، ويجسد الدور الوقائي الذي تتبناه الوزارة في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030.
أرسل تعليقك