حسابات الخسائر البشرية في سورية تُستخدم سياسيًا للتدخل العسكري
آخر تحديث GMT05:04:19
 العرب اليوم -

تكشف حجم العنف الذي يتعرض له الأبرياء يوميًا ودمار البنى التحتية

حسابات الخسائر البشرية في سورية تُستخدم سياسيًا للتدخل العسكري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حسابات الخسائر البشرية في سورية تُستخدم سياسيًا للتدخل العسكري

جثة لسوري مجهول قتل على يد قوات الأسد

لندن ـ سليم كرم أعلنت الأمم المتحدة منذ أكثر من شهرين، إحصاءآت جاءت صادمة للعالم أجمع، عندما أكدت أن "ضحايا نظام بشار وصل عددهم إلى 60000 شهيد". ومنذ أيام قليلة، أعلن مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن "عدد القتلى على أيدي القوات النظامية الموالية لبشار الأسد وصل إلى 70000 قتيل". وسواءً كان العدد 60 أو سبعين ألفًا، يبدو أن هذه الأرقام قليلة جدًا في ضوء معدل القتل اليومي الواقعي في سورية، إذ يبدو أنها أرقام تفتقد إلى المصداقية.
ولكن بغض النظر عما إذا كان العدد أقل من ذلك أو أكثر من ذلك، إلا أن هذه الأرقام أثارت بعض التساؤلات حول ما إذا كانت أسهمت في التقليل من عدد القتلى؟ وهل أسهم الإعلان عن عدد ضحايا نظام بشار في إنقاذ حياة الآلاف؟ أم أن إعلان تلك الإحصاءآت قد ألقى الضوء على زيادة الهوة بين النظام والمعارضة مما أدى إلى زيادة عدد القتلى؟.
من خلال ما سبق، يمكن القول إن "حسابات الخسائر في الأرواح يتم استغلالها سياسيًا في أغلب الأحيان. وتلقي هذه الحسابات الضوء على حجم العنف التي تتعرض له البلاد من الداخل ومدى إمكان تجاوز العنف للداخل عبر الحدود لتصل آثاره السلبية إلى دول الجوار من جهة، بينما من جهةٍ أخرى يتم تضخيم هذه الأرقام والمبالغة فيها، كما هو الحال في سورية والعراق ودارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حتى يتم إفساح الطريق أمام القوى التي تعمل على تضخيم حسابات الخسائر السياسية لتحقيق مصالح سياسية".
ويؤيد هذه الرؤية ما أعلنته الحكومة الليبية الجديدة من أن "عدد القتلى الذين سقطوا من الجانبين خلال الحرب الأهلية بين الثوار الليبيين والموالين للقذافي هو 5000 من كل جانب، وهو ما يساوي 10000 هم إجمالي عدد القتلى من طرفي الصراع، بينما كانت الأرقام المعلنة للخسائر البشرية تترواح ما بين 30 و50 ألف قتيل، وهي الأرقام التي روج لها معارضو التدخل الأجنبي في ليبيا".
ومن الواضح أن الإعلان عن الحسابات الدقيقة للخسائر في الأرواح والتمسك بها والتعامل معها على أنها حقائق، يتوقف على المصالح السياسية الخاصة بالطرف المستخدم لتلك البيانات، إذ لدينا على سبيل المثال الإدارة الأميركية والإدارة البريطانية اللتان أعلنتا أنهما لا تستطيعان الحصول على مصدر دقيق يحدد عدد الخسائر البشرية الناتجة عن تدخلهما العسكري في العراق، لأن كلتا البلدين لديهما معلومات تؤكد أن "الأرقام المعلنة من جانب المنظمات الدولية والحقوقية ترجح تورط البلدين في كارثة إنسانية في العراق".
وفي الوقت نفسه، تستخدم الإدارتان الأميركية والبريطانية الأرقام الخاصة بالخسائر البشرية في سورية، والصادرة عن الأمم المتحدة التي اعتمدت على ستة قوائم أعلنتها جهات ومنظمات إنسانية على رأسها المرصد السوري لحقوق الإنسان الكائن في لندن، وتتعامل معها على أنها حقائق حتى تحصل على تأييد المجتمع الدولي لها في التدخل العسكري في سورية.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات الخسائر البشرية في سورية تُستخدم سياسيًا للتدخل العسكري حسابات الخسائر البشرية في سورية تُستخدم سياسيًا للتدخل العسكري



GMT 23:07 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

الاعتراف بدولة فلسطين لن يغير الواقع على الأرض

إطلالات فاخرة النجمات بالأزرق السماوي تجمع بين الجرأة والرقي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:26 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

نباتات داخلية تجعل منزلكِ أكثر صحة وجمالاً
 العرب اليوم - نباتات داخلية تجعل منزلكِ أكثر صحة وجمالاً

GMT 03:20 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

بزشكيان يؤكد أن طهران لن تستسلم للعقوبات وستقاوم حتى آخر نفس
 العرب اليوم - بزشكيان يؤكد أن طهران لن تستسلم للعقوبات وستقاوم حتى آخر نفس

GMT 11:14 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

شمس البارودي تضع حداً لمسألة عودتها للتمثيل
 العرب اليوم - شمس البارودي تضع حداً لمسألة عودتها للتمثيل

GMT 11:37 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

رسميًا آرسنال يعلن تجديد عقد ويليام ساليبا حتي 2030

GMT 02:37 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

السلطة الفلسطينية ترحب بجهود ترامب لوقف الحرب على غزة

GMT 07:22 2025 الإثنين ,29 أيلول / سبتمبر

مكسرات وفواكه مجففة تعزز نمو الشعر بشكل طبيعي

GMT 07:36 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

السعي المكشوف

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

«موعد» مُنصف بعد «وعدٍ» ظالم

GMT 05:26 2025 الثلاثاء ,30 أيلول / سبتمبر

نباتات داخلية تجعل منزلكِ أكثر صحة وجمالاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab