اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وقنصًا
آخر تحديث GMT14:44:11
 العرب اليوم -

يعاني السواد الأعظم منهم من أمراض مرتبطة بسوء التغذية والمياه الملوثة

اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وقنصًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وقنصًا

لاجئو مخيم اليرموك الفلسطينيين يواجهون المجهول
دمشق ـ نور خوام

يعاني عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك من الدمار والخراب الناجم عن قصف الطيران العنيف والحصار المتواصل منذ عامين واعتداءات تنظيم "داعش"، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص المؤن الغذائية.

وأكد اللاجئ أحمد أنَّ الحظ يغني له ولعائلته حال كان من الممكن أن يحصلوا على وجبة من الرز المطبوخ مع مياه غير صالحة للشرب في المخيم الذي يبعد أمتارًا قليلة عن قلب دمشق، مشيرًا إلى أنَّ طبق واحد من الرز بات حلم الكثيرين من اللاجئين المحاصرين.

وأوضح أحمد (استخدم اسمًا مستعارًا لحماية نفسه)، أنهم "يواجهون الموت كل يوم تقريبًا في المخيم الذي يٌباد الآن"، مضيفًا: "الوضع كارثي داخل المخيم، لا يوجد طعام، أو كهرباء أو مياه، تنظيم "داعش" يقتل وينهب المخيم، هناك مناوشات، والقصف مستمر، كل شيء يٌقصف في المخيم، وبمجرد دخول متطرفي "داعش" إلى المخيم، أحرقوا العلم الفلسطيني ونحروا المدنيين".

يُذكر أنَّ اليرموك كان ضاحية دمشقية معروفة بالضجيج يقطنها 200 ألف مواطن أصبحت تعاني من المجاعة منذ حوالي عامين تقريبًا بعد أن حاصرتها القوات الحكومية السورية حصارًا لا هوادة فيه، أدى إلى تضيق الخناق على وصول إمدادات المياه لأشهر طويلة، وهو تكتيك يصفه الناشطون بالاعتماد على المياه كأداة للحرب.

وفرّ عشرات الآلاف من المخيم مع بدء الأحداث الدموية، غير أنَّ 18 ألف هم الآن يقطنون فيه تحت الحصار، ويعاني السواد الأعظم منهم من أمراض تبدأ بسوء التغذية مثل أمراض الكبد والأمراض المرتبطة باستهلاك المياه الملوثة، كما أنهم يقفون على خط مواجهة آخر العمليات المتطرفة التي ينفذها تنظيم "داعش" الذي سيطر على غالبية مناطق المخيم.

وأفاد ناشطون سوريون من داخل المخيم بأنَّ بين 2.000 و 4.000  مقيم في المخيم فروا ساعين نحو إيجاد ملجأ داخل القرى القريبة مثل يلدا، وبابيلا وبيت سحم في ريف دمشق، أما عمن مكثوا في أمكانهم فيواجهون مستقبلًا قاتم.

وأشاروا إلى أنَّ أسعار الغذاء قفزت بعد أن وصل سعر رغيف الخبز إلى 10 دولارات أي ما يعادل 6.80 يورو،  وبالتالي يضطر السكان الذين يعانون من سوء التغذية للمشي كيلومتر من أجل شراء المواد الغذائية من طريق يلدا، وهم حاليًا من  يستفيدون من اتفاق وقف إطلاق النار المحلي بين الحكومة والمعارضة؛ لكن معظم السكان يختارون البقاء في منازلهم لتجنب التعرض للقتل في تبادل لإطلاق النار والاشتباكات بين القناصة  أو البراميل المقذوفة.

وذكر الناشط سامح همام (اسم مستعار) ممن فروا إلى منطقة قريبة من المخيم بعد أن دخل "داعش" إلى المخيم، أنَّ الأوضاع ازدادت سوءا، إذ سرق المتطرفون المستلزمات الطبية المتبقية وكانت هناك زيادة في التفجيرات العشوائية بقذائف المورتر والصواريخ والبراميل المتفجرة.

وصرَّح رئيس الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان في سورية والمقيم في اليرموك سليم سلامة، بأنَّ ما يقرب من 200 شخص لقوا حتفهم في مخيم اليرموك عام 2014 بسبب الجوع، موضحًا حاجة المخيم الماسة للإمدادات الطبية، مع نقص المعدات والمضادات الحيوية والمسكنات التي تستخدم لعلاج الجرحى.

وأضاف: "يشعر الكثير من الفلسطينيين في مخيم اليرموك بعيدًا عن الأزمة الإنسانية بتخلي العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره عن قضيتهم، لافتين الانتباه نحو عدم الاهتمام بالنسبة إلى المقيمين الذين تحملوا عامين من الحصار،  بعد أن فر الآلاف من مواطنيهم خلال العام الماضي".


 وتابع سلامة: "ينتابني أنا والسواد الأعظم ممن غادروا شعور بخيبة الأمل والحزن المطلق، وشعور بالخيانة من قبل المجتمع الدولي، إنَّ عدم الاكتراث بمعاناة الفلسطينيين يدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بحياة المدنيين الذين يتضورون جوعا حتى الموت في القرن الحادي والعشرين".

واستطرد: "أنا لست غاضبًا فقط؛ ولكنني ساخط على هذا الصمت المخيف، فمجلس الأمن يتخذ قرارات لا قيمة لها وليست مفعلة، العالم كله كاذب بالنسبة إلينا".

وأردف: "أعتقد في بعض الأحيان أننا لا ننتمي إلى هذا العالم، إنَّ الشعب الفلسطيني ليس جزءا من الإنسانية ولا أعتقد أن هناك ضوءًا للفلسطينيين في نهاية النفق، إلا إذا كان النفق يؤدي إلى ستوكهولم أو برلين، الفلسطينيون بحاجة الآن لمنقذ أو مخلص"، متسائلًا: "هل هناك شيء أسوأ من الموت من جوعًا؟".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وقنصًا اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وقنصًا



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 04:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشاهنشاهية بعد 45 عامًا!

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:07 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليبيا أضحت اثنتين

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب تونس يعلن إنهاء تعاقده مع فوزي البنزرتي بالتراضي

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كروس يرفض إقامة مباراة وداع خاصة له بعد اعتزال كرة القدم

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عملة "بيتكوين" تترجع بنسبة 2.13% مع ترقب نتائج أعمال الشركات

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيوكاسل الإنكليزي يعلن تجديد عقد أنتوني جوردون

GMT 16:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور والتدبير المنزلي لجعل المنزل أكثر راحة

GMT 21:10 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يطيح بمدربه البرتغالي كاردوزو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab