كشف باحثون بريطانيون وأميركيون أنَّ الأغذية المليئة بالألياف تقي من أخطر أنواع السرطان، مؤكدين أنَّ استبدال النظام الغذائي الأفريقي المليء بالألياف والوجبات الغربية المليئة بالدهون لمدة أسبوعين، يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء.
وأكد الباحثون في دراسة لهم، أنَّهم استبدلوا الأطعمة المليئة بالألياف مع البرغر والبسكويت وشرائح اللحم، وكانت النتائج قاتلة وصادمة، فبالرغم من أنَّ فوائد الألياف ليست أمرًا جديدًا، إلا أنَّهم اندهشوا من التأثير السريع الذي حدث بمجرد استبدال الوجبات الغنية بالألياف بالأغذية المليئة بالدهون، وأشاروا إلى ضرورة إضافة المزيد من الألياف إلى الوجبات الغذائية.
وأوضحت الدراسة أنَّ سرطان القولون أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا في العالم، حيث يتم تشخيص عدد كبير من الحالات المصابة بالمرض يوميًا، ويعد ثاني أكبر سرطان قاتل بعد سرطان الرئة، الذي يتسبب في وفاة عشرات الآلاف سنويًا.
وأضافت: "من المعروف أنَّ بعض الأشخاص الآتين من أفريقيا والشرق الأقصى إلى الغرب، هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأنواع الخطيرة من السرطان"، مشيرة إلى أنَ إتباع نظام غذائي هو الحل.
وأجرى الباحثون في سبيل معرفة المزيد عن الأنظمة الغذائية التي تقي من السرطان، دراستهم على متطوعين من جنوب أفريقيا، وأميركيين من أصول أفريقية، استبدلوا وجباتهم الغذائية لمدة أسبوعين.
وأعد الباحثون جميع الوجبات الغذائية اللازمة للدراسة، واستبدل الرجال والنساء من المناطق الريفية جنوب أفريقيا وجباتهم الغنية بالأسماك والذرة والفاكهة والخضروات، بوجبات البرغر، والنقانق المقلية وشرائح اللحم وغيرها من وجبات الطعام الغنية بالدهون، ولكنها تفتقر إلى الألياف، والعكس صحيح مع الأميركيين من أصل أفريقي الذين استبدلوا الطعام الدسم بالوجبات الغنية بالألياف.
وأظهرت نتائج الاختبارات المختلفة حجم التغيير الذي حدث في وقت قصير، فبعد أسبوعين من تناول الأفريقيين الطعام الغربي، حدثت الكثير من التغييرات التي ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء.
وفي المقابل، سجل المتطوعون من الولايات المتحدة نتائج أفضل في مجموعة من الاختبارات، حيث أصبحت الأمعاء أقل التهابًا لما تحتويه الألياف من مادة كيميائية تسمى "الزبدات" تحمل خصائص مضادة للسرطان.
وصرَّح الباحث المشارك في الدراسة، جيريمي نيكولسون، من امبريال كوليدج في لندن، بأنَّ "حجم التغييرات السريعة التي وقعت في وقت قصير، أثارت دهشتنا".
وأضاف نيكولسون: "لا يمكننا القول بشكل قاطع، إنَّ هذه المعايير تعني أن التغيير في نظامهم الغذائي قد أدى إلى زيادة احتمال الإصابة بالسرطان أو العكس، ولكننا لاحظنا وفقًا للأدلة التي توصلت إليها دراسات أخرى، أنَّ التغييرات التي شهدناها هي مؤشرات على خطر الإصابة بالسرطان".
وكشفت الدراسة من خلال اختبارات أجرتها على الأمعاء، أنَّ ما يقرب من نصف المتطوعين الأميركيين لديهم زوائد صغيرة يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية، بينما لم يكن أي من الأفريقيين مصابًا بهذه الأورام الحميدة".
ويعتقد الباحث نيكلسون أنَّ استهلاك الألياف هو المفتاح الرئيسي للوقاية من سرطان الأمعاء، الذي قد يتسبب فيه اللحوم الحمراء والمصنعة.
وأبرز أنَّ النظام الغذائي الذي يتبعه الأفارقة، يحتوي على نسبة عالية جدًا من الألياف تصل إلى خمسة أضعاف الألياف الموجود في الطعام الأميركي، حيث يضم النظام الغذائي الأفريقي ا صحي مجموعة من المواد الغذائية من خبز وفطائر الذرة، وشوربة الفاصوليا ل والأسماك والعدس والفواكه والخضروات.
وبيَّن أنَّ "ملايين من البكتيريا الجيدة التي تعيش في القناة الهضمية، تتناول الألياف وتنتج موادًا كيميائية صحية، في حين أنَّ البكتريا التي تتغذى على الوجبات الدهنية، تنتج موادًا كيميائية تتسبب في الإصابة بسرطان الأمعاء".
أرسل تعليقك