اكتشاف أبراج مراقبة للجهاز المناعي تحمي من الجراثيم
آخر تحديث GMT22:23:21
 العرب اليوم -

اكتشاف "أبراج مراقبة" للجهاز المناعي تحمي من الجراثيم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اكتشاف "أبراج مراقبة" للجهاز المناعي تحمي من الجراثيم

الخلايا المناعية
القاهرة - العرب اليوم

تُعرف الميتوكوندريا في المقام الأول بأنها المكونات المنتجة للطاقة في الخلايا، لكن العلماء يكتشفون بشكل متزايد أنها تؤدي أكثر بكثير من مجرد توليد الطاقة للخلايا.بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Live Science، تشارك الميتوكوندريا في وظائف المناعة مثل السيطرة على الالتهابات والاستجابة للعدوى.

كشفت نتائج دراسة جديدة أن الميتوكوندريا تلعب دورا رئيسيا آخر في الاستجابة المناعية، مثل استشعار نشاط البكتيريا، ومساعدة العدلات، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، على محاصرتها والقضاء عليها.

على مدار الستة عشر عامًا الماضية، ركزت الدراسة على فهم القرارات التي تتخذها الخلايا المناعية أثناء العدوى، وكيف يؤدي انهيار عمليات صنع القرار هذا إلى المرض.

تُلقي النتائج الحديثة الضوء على سبب صعوبة مقاومة الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، للعدوى، كاشفة عن صلة محتملة بين خلل الميتوكوندريا وضعف الدفاعات المناعية.

أسلحة سرية للجهاز المناعي
إن العدلات هي أكثر أنواع الخلايا المناعية وفرة، وتعمل كأول مُستجيب في الجهاز المناعي. وتعد إحدى آليات دفاعها الرئيسية هي إطلاق مصائد العدلات خارج الخلية، أو ما يُعرف بـNET، وهي هياكل شبكية الشكل تتكون من الحمض النووي والبروتينات المضادة للميكروبات. تقوم المصائد اللزجة بحبس الميكروبات الغازية وتُحيّدها، مما يمنع انتشارها في الجسم.

حتى وقت قريب، كان العلماء يعتقدون أن تكوين مصائد العدلات خارج الخلية يُحفزه في المقام الأول الإجهاد والتلف الخلوي. ولكن توصلت الدراسة الجديدة إلى أن الميتوكوندريا يمكنها اكتشاف مُنتج ثانوي بكتيري مُحدد، هو اللاكتات، واستخدام هذه الإشارة لبدء تكوينها.

ترتبط اللاكتات عادةً بإرهاق العضلات لدى البشر. ولكن في سياق العدوى البكتيرية، يلعب دورًا مختلفًا. تُطلق العديد من البكتيريا اللاكتات كجزء من إنتاجها للطاقة. وجد فريق الباحثين أنه بمجرد أن تُبتلع البكتيريا بواسطة جسيم البلعمة (الجسيم المُلتهم)، يُمكن للعدلات استشعار وجود هذه اللاكتات.

داخل الجسيم المُلتهم، تُخبر اللاكتات العدلات بوجود البكتيريا، وأن العمليات المُضادة للبكتيريا غير كافية للقضاء عليها. عندما تكتشف الميتوكوندريا في خلايا العدلات وجود اللاكتات، تبدأ بإرسال إشارات إلى الخلية للتخلص من الشبكات العصبية الاصطناعية التي احتجزت البكتيريا. بمجرد إطلاق البكتيريا خارج الخلية، يُمكن لخلايا مناعية أخرى قتلها.

عندما تم حجب قدرة الميتوكوندريا على استشعار اللاكتات، فشلت العدلات في إنتاج الشبكات العصبية الاصطناعية بفعالية. تعني تلك النتيجة أن البكتيريا كانت أكثر عرضة للهروب من الأسر والتكاثر، مما يُظهر مدى أهمية هذه الآلية للدفاع المناعي. تُسلط هذه العملية الضوء على حوار مُعقد بين أيض البكتيريا وآلية الطاقة في الخلية المُضيفة. ما يجعل هذه النتيجة مفاجئة هو أن الميتوكوندريا داخل الخلايا قادرة على اكتشاف البكتيريا المحاصرة في الجسيمات البلعمية، على الرغم من أن الميكروبات محصورة في مساحة منفصلة. بطريقة ما، تستطيع مستشعرات الميتوكوندريا التقاط الإشارات من داخل هذه الأجزاء - وهو إنجاز مذهل في التنسيق الخلوي.

تُعدّ الدراسة الجديدة جزءًا من مجال متنامٍ يُسمى الأيض المناعي، والذي يستكشف كيفية تشابك الأيض والوظيفة المناعية بعمق. فبدلاً من اعتبار الأيض الخلوي مجرد وسيلة لتوليد الطاقة، يدرك الباحثون الآن أنه محرك أساسي للقرارات المناعية.

تقع الميتوكوندريا في قلب هذا التفاعل. إن قدرتها على استشعار البيئة الأيضية للخلية والاستجابة لها، بل وحتى تشكيلها، تمنحها دورًا حاسمًا في تحديد كيفية وتوقيت نشر الاستجابات المناعية.
مرضى الذئبة

على سبيل المثال، تُقدم نتائج الدراسة سببًا رئيسيًا لكون مرضى الذئبة الحمامية الجهازية، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن، يعاني غالبًا من التهابات متكررة. تعجز الميتوكوندريا الموجودة في الخلايا المتعادلة لدى مرضى الذئبة عن استشعار اللاكتات البكتيري بشكل صحيح. ونتيجةً لذلك، انخفض إنتاج الخلايا المتعادلة الشبكية بشكل ملحوظ. يمكن أن يُفسر هذا الخلل الوظيفي في الميتوكوندريا سبب كون مرضى الذئبة أكثر عرضة للعدوى البكتيرية - على الرغم من أن أجهزتهم المناعية نشطة باستمرار بسبب المرض.

تشير هذه الملاحظة إلى الدور المحوري للميتوكوندريا في موازنة الاستجابات المناعية. فهي تربط بين قضيتين تبدوان غير مرتبطتين، هما: فرط نشاط المناعة، كما هو الحال في الذئبة، وضعف المناعة مثل زيادة قابلية الإصابة بالعدوى. عندما تعمل الميتوكوندريا بشكل صحيح، فإنها تساعد الخلايا المتعادلة على شن هجوم فعال وموجه على البكتيريا. ولكن عندما تتعطل الميتوكوندريا، ينهار هذا النظام.
آفاق علاجية جديدة

يفتح اكتشاف دور الميتوكوندريا في استشعار اللاكتات البكتيري لتحفيز تكوين الخلايا المتعادلة الشبكية يفتح آفاقًا جديدة لعلاج العدوى. على سبيل المثال، يمكن للأدوية التي تُعزز استشعار الميتوكوندريا أن تعزز إنتاج الخلايا المتعادلة الشبكية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. من ناحية أخرى، بالنسبة للحالات التي تساهم فيها الغدد الصماء العصبية في تلف الأنسجة - مثل حالات الإصابة الشديدة بمرض كوفيد-19 أو التهاب الأذن الوسطى، أو أمراض المناعة الذاتية – يمكن أن يكون من المفيد الحد من هذه الاستجابة.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اكتشاف سمة في الخلايا المناعية قد تقود إلى "علاجات شخصية" لسرطان الثدي

تدريب الخلايا المناعية لاكتشاف السرطان ومهاجمته

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف أبراج مراقبة للجهاز المناعي تحمي من الجراثيم اكتشاف أبراج مراقبة للجهاز المناعي تحمي من الجراثيم



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:00 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

الإكثار من النوم يسبب آلام الظهر
 العرب اليوم - الإكثار من النوم يسبب آلام الظهر

GMT 10:10 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

لبنان في مواجهة الأوهام الإيرانيّة…

GMT 10:24 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

سلاح عرفات… وسلاح “حماس”

GMT 01:45 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

GMT 05:27 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

جيش الاحتلال ينسف مباني في خان يونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab