المسلسل المصري حرب أهلية يشتبك مع أزمات المجتمع المصري بدون تجميل
آخر تحديث GMT11:01:24
 العرب اليوم -

المسلسل المصري "حرب أهلية" يشتبك مع أزمات المجتمع المصري بدون تجميل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المسلسل المصري "حرب أهلية" يشتبك مع أزمات المجتمع المصري بدون تجميل

الفنانة المصرية يسرا
القاهرة - العرب اليوم

أثار المسلسل المصري «حرب أهلية» الذي يجري عرضه حالياً ضمن ماراثون رمضان، جدلاً واسعاً قبل أن يبدأ بسبب اسمه أو عنوانه، طارحاً تساؤلاً استنكارياً، هل يمكن أن تتدهور العلاقات الاجتماعية بين الأهل إلى حد وصفها بـ«حرب أهلية»؟ فقد جاء الاسم الذي يعتبره قطاع كبير من المجتمع المصري «صادماً»، لا سيما بالنسبة لمسلسل اجتماعي من الطراز الأول.
مسلسل «حرب أهلية» بطولة يسرا، وباسل خياط، وأروى جودة، وسينتيا خليفة، وجميلة عوض، وعدد آخر من الفنانين وهو من تأليف أحمد عادل وإخراج سامح عبد العزيز، وتدور أحداثه حول حياة «مريم» التي تجسدها الفنانة يسرا طبيبة التجميل الناجحة التي تضطرها الظروف لترك ابنتها (تمارا) وهي صغيرة فتشب حاقدة عليها وعلى الجميع، وتتعرض «مريم» للخداع من قبل طبيبها النفسي وزوجها (يوسف) الذي يستولي على أموالها بتوكيل رسمي، وتتصاعد الأحداث وتشتد قسوة الصراعات بين مختلف الأطراف، بينما يشدد مؤلف المسلسل أحمد عادل على أن «الحرب الأهلية الحقيقية بالمسلسل لم تبدأ بعد».
ويقول، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «ما أقدمه في المسلسل لا يمثل سوى نحو 10 في المائة من الحقيقة، فلا أجسد سوى نسبة محدودة للغاية مما يعاني منه المجتمع الذي بات يضج بمشكلات وصراعات أكثر قسوة وعنفاً ووجعاً مما نتناوله في الدراما، ولا يحمل أي إساءة لطرف محدد، فما نقدمه أصبح من ملامح العصر، ولا يخص طبقة بعينها»، ويتساءل: «هل حين أتناول حياة أسرة واحدة من ضمن ملايين الأسر المصرية أكون قد أسأت للمجتمع كله، أو للطبقة التي تنتمي إليها؟! كما أن المسلسل مثلما تطرق إلى مشكلات تخص أصحاب الثراء الفاحش مثل أسرة (عزيز) فإنه تناول (بلطجة) شقيق نور ابنة يسرا بالتبني».
وفي حين تصطدم هذه الرؤية مع آراء جانب كبير من رواد «السوشيال ميديا» الذين أعربوا خلال تعليقاتهم عن اشتياقهم وحنينهم إلى الدراما المصرية الدافئة التي تعكس حياة الأسر العادية والعلاقات السوية بين الناس، لا سيما أفراد الأسرة الواحدة، بما في ذلك قصص الكفاح والنجاح ومساندة أفراد العائلة لبعضهم، منتقدين ما يقدمه المسلسل من علاقات مشوهة وعقوق على حد تعبيرهم يصل إلى حد إلقاء الابنة التي تجسدها الفنانة الشابة جميلة عوض، هدية عيد ميلادها في وجه أمها (يسرا) وطردها من منزلها، فإن المؤلف أحمد عادل يقول: «عندما أبحث عن فكرة للاحتفاء بالعلاقات السوية، أكتشف أنه لا يخرج منها دراما، إنما تتجه عيني إلى الأسرة المختلفة والموضوع المليء بالتناقضات والصراعات، فذلك هو ما يصنع الدراما». ويتابع: «في الوقت نفسه فإن المسلسل بما يقدمه من علاقات متشابكة ومتناقضة إنما يسلط الضوء على قضايا مجتمعية خطيرة، والدليل على ذلك هو أنني لا أقدم (تمارا) كشخصية عادية، إنما هي تعاني من اضطرابات نفسية شديدة، فهي تحاول إيذاء المحيطين بها، خصوصاً صديقاتها المقربات، وقد أصبح الجمهور على وعي برسم الشخصيات الدرامية بما يكفي لاستيعاب أحداث الدراما وما ترمي إليه».
ويتطرق المسلسل الجديد إلى واحدة من أهم القضايا الاجتماعية، لا سيما بعد ارتفاع نسبة الطلاق أخيراً في مصر، وما أسفر عنه من عدم تربية الأبناء بين الأبوين، يقول عادل: «عندما يحدث الطلاق يقوم بعض الآباء بغرس الكراهية داخل نفوس الأبناء تجاه الطرف الآخر، وفي الواقع هذه الكراهية تعد ناراً، تمس الأبناء أنفسهم في البداية عندما يوجهون تلك الكراهية تجاه المجتمع والآخرين، عاجزين عن التواصل معهم على غرار (تمارا)».
تحمل شخصية «مريم» قدراً من المبالغة في مواقفها من حيث «الطيبة» أو المثالية الزائدة، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقتها بابنة الخادمة مقابل تخليها عن ابنتها في طفولتها، لكن يرد عادل قائلاً: «إنها شخصية واقعية من (لحم ودم) وليست ملاكاً، فهي تخطئ وتصيب، ويقدمها المسلسل معترفة بخطئها في حق ابنتها، أما فيما يتعلق بعلاقتها بـ(نور) التي تجسدها مايان السيد، فيكفي أن أذكر أنها تعكس قصة حقيقية بطلتها تنال رعاية واهتماماً يفوقان ما تتمتع به (نور) من جانب يسرا، وقد رأينا رغم ذلك كيف انتفضت وضربت (نور) من أجل (تمارا)».
ويعد عدم استحواذ البطلة على المساحة الأكبر من المشاهد من مميزات ونقاط قوة العمل، بل إن يسرا يقتصر ظهورها في بعض الحلقات على 3 أو 4 مشاهد فقط، مقابل مساحة كبيرة في حلقات أخرى لبعض الوجوه الشابة مثل جميلة عوض، وهو ما يعلق عليه عادل: «لأن يسرا نجمة كبيرة وواثقة بنفسها فهي التي تطلب زيادة مساحة شخصيات أخرى بما يخدم العمل الفني».
كما يتمتع المسلسل كذلك بالأداء التمثيلي المميز لفريق العمل، وكأنها مباراة فنية، إذ تتفوق يسرا على نفسها في الأداء المُعبر الهادئ وهي تتناول قضايا شديدة القسوة والعنف، ويقدم باسل الخياط دور الشرير الأنيق الجذاب ببراعة ونعومة شديدتين بشكل عصري، وتُعد الممثلة الشابة جميلة عوض مفاجأة العمل بقدرتها على تجسيد الفتاة المريضة التي تعاني من اضطرابات نفسية حادة برغم تمتعها بكل مظاهر الحياة المترفة، حيث أدت الدور بسلاسة من دون إفراط في الأداء الشكلي أو ما يقدم عليه البعض في مثل هذه الأدوار المركبة من «تشنجات» ومبالغة في الأداء، وفق نقاد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الفنانة يسرا تهنئ صلاح عبدلله بعيد ميلاده

"كورونا" تضرب الوسط الفني ويسرا تعلن تعافيها من الإصابة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلسل المصري حرب أهلية يشتبك مع أزمات المجتمع المصري بدون تجميل المسلسل المصري حرب أهلية يشتبك مع أزمات المجتمع المصري بدون تجميل



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab