سوق الأجانب ملتقى العمالة الآسيوية في السليمانية العراقية
آخر تحديث GMT11:18:22
 العرب اليوم -

"سوق الأجانب" ملتقى العمالة الآسيوية في السليمانية العراقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "سوق الأجانب" ملتقى العمالة الآسيوية في السليمانية العراقية

سوق الأجانب بالعراق
بغداد - العرب اليوم

يجتمع العاملون الآسيويون المقيمون في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، كل يوم جمعة في الحديقة العامة وسط المدينة، التي يخال المار أمامها نفسه خلال ذلك اليوم وكأنه في جنوب شرق آسيا، لاكتظاظ المكان بالمقيمين من نيبال وبنغلادش والهند، وصولا للفلبين والصين.وتتصاعد الأبخرة والروائح الزكية وعبق التوابل والبهارات التي تأخذك لعوالم المطبخ الآسيوي التعددي الساحرة، حيث تجد القدور الضخمة والنيران مشتعلة تحتها، أمام مدخل الحديقة على رصيف المشاة العريض، الذي يغدو بمثابة مطعم آسيوي مفتوح في الهواء الطلق، والذي يعرف بـ"سوق الأجانب" يوم الجمعة.

وتقوم مجموعة من هؤلاء العمال بإعداد وبيع وجبات الطعام الخاصة بمختلف البلدان التي وفدوا منها، فهذا الركن يختص بالطعام البنغالي وذاك بالنيبالي والثالث بالهندي وهكذا دواليك.ويقوم البعض الآخر منهم ببيع الخضروات والفواكه والأسماك ومختلف الحاجيات الأساسية لهم، التي قد لا تتوفر بالضرورة دوما في المتاجر ومحال البقالة، مما يفسر إطلاق اسم "سوق الأجانب" على هذا الرصيف كل جمعة.هو تجمع جميل أشبه بلوحة مزركشة يمثل ملتقى للعمال في يوم عطلتهم، كي يرتاحوا خلالها ولو لساعات قليلة من أعباء العمل اليومية وروتينه وضغوط الحياة.كما أنه يمثل فرصة لتعارف بعضهم على بعض، حتى أن العديد من قصص التعارف تلك تتكلل بالارتباط والزواج، فملتقى الجمعة هذا يعزز التواصل الإنساني بين العمال ويمنحهم هامشا للترويح عن النفس وسرد قصصهم وحكاياهم وذكرياتهم فيما بينهم.

ولا يقتصر بيع هذه الوجبات على العمال الآسيويين فقط، بل إن بعض المارة ومرتادي المكان من أهل المدينة، وحتى السياح، يقبلون على تذوق وشراء هذه الوجبات، أقله من باب التجربة والتعرف على نكهات ووصفات جديدة، مما يضعنا أمام مشهد "كوسموبوليتي" حيث تختلط اللهجات واللغات واللكنات والأذواق، ويتشارك الجميع الفرحة والبهجة.المكان أشبه بخلية نحل، إذ يغطي ضجيج الأحاديث الجانبية والضحكات حد القهقهة أحيانا، على كل شيء، في مشهد عابق بالحرارة الإنسانية، مما يزيد المدينة انفتاحا وغنى وتعددية وجمالا، إذ تجتمع مختلف الأعراق والأديان وتتشارك في هذه البقعة الصغيرة من المدينة، لكن الكبيرة وعظيمة الدلالة باحتضانها هذا الموزاييك البشري الجذاب.

وتتعدد قصص هؤلاء العمال البسطاء المرحين، الكبار بعزة نفسهم وكرامتهم، المحبين للحياة رغم اغترابهم وتواضع حالهم المادي وبعدهم عن ذويهم وأطفالهم وأوطانهم. فمثلا نجد زوجين يتشاركان إعداد الطعام وبيعه، بينما أطفالهما في موطنهم نيبال.على أن أكثر ما يلفت الانتباه، هو تحدث هؤلاء العمال بكردية "مكسرة" لكن بطريقة جميلة ومفهومة تماما، حيث أصبحت تنافس شهرة لكنة "العربية المكسرة" التي تتميز بها العمالة الآسيوية في بلدان الخليج العربية.

قد يهمك ايضا:

نصائح السفر الى أجمل الوجهات السياحية بروناي

رئيس حكومة إقليم كردستان يعلن ندعو لخروج كافة القوات غير القانونية من الإقليم

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الأجانب ملتقى العمالة الآسيوية في السليمانية العراقية سوق الأجانب ملتقى العمالة الآسيوية في السليمانية العراقية



GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab