مصر تستقبل رئيس وزراء الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية
آخر تحديث GMT07:09:59
 العرب اليوم -
اتهام اوبن ايه اي ومايكروسوفت بالمسؤولية عن جريمة قتل بعد دعوى تتعلق بتأثير محادثات شات جي بي تي فيضانات عنيفة تضرب جنوب إسرائيل مع تحذيرات حمراء وعاصفة بايرون تشل المدن الساحلية سلالة متحورة من الإنفلونزا تجتاح العالم وتضغط الأنظمة الصحية وسط تحذيرات دولية من تفاقم العدوى زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب شمال شرق اليابان وتحذير من تسونامي المغرب يتأهل لنصف نهائي كأس العرب بعد فوزه على سوريا قصف إسرائيلي دموي على جباليا شمال قطاع غزة يرفع حصيلة الشهداء ويعيد المشهد الميداني للاشتعال النمسا تحظر الحجاب على الطالبات دون الرابعة عشرة وسط جدل سياسي وحقوقي إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من إلى 70 ألفا و373 شهيداً مع تواصل الانتهاكات وصعوبة وصول فرق الإنقاذ تحذير من ارتفاع نشاط الإنفلونزا ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تطور السلالات واستمرار فعالية اللقاحات محكمة باكستانية تصدر حكماً بالسجن 14 عاماً على الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات
أخر الأخبار

مصر تستقبل رئيس وزراء الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر تستقبل رئيس وزراء الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية

العاصمة الإدارية الجديدة
القاهرة - سعيد الفرماوي

وصل رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين، وذلك في ظل سعي القاهرة المتواصل لتعميق الشراكة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتحمل الزيارة رسائل قوية تدل على أن الرهان على الصين أصبح جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لمصر، التي تسعى إلى تنويع شركائها الاقتصاديين وتحقيق تنمية مستدامة عبر جذب استثمارات ضخمة من الصين في قطاعات متعددة.

تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الشركات الصينية العاملة في مصر تجاوز 2800 شركة، بإجمالي استثمارات يزيد على 8 مليارات دولار، مع توقعات لزيادة الاستثمارات لتصل إلى أكثر من 15 مليار دولار خلال عام واحد. من أبرز المشاريع الجارية التي تشرف عليها الشركات الصينية في مصر هي منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي يتم بناؤها بتكلفة 3.8 مليار دولار من قبل شركة الإنشاءات الصينية الحكومية، وتضم المنطقة حالياً أكثر من 14 وزارة مصرية وتدار وتشغل على المدى الطويل من قبل الشركة الصينية. وفي قطاع النقل، دخل القطار الكهربائي الذي يربط العاصمة الإدارية بالقاهرة الكبرى حيز التشغيل بعد استثمار ضخم شاركت فيه 15 شركة صينية بقيمة 1.2 مليار دولار.

وفي مجال الطاقة المتجددة، تم توقيع اتفاقيات بين شركات مصرية وصينية لبناء محطات رياح في خليج السويس بطاقة تصل إلى 1100 ميجاواط، إضافة إلى مشروعات صناعية مثل مصنع إنتاج السيارات الكهربائية الذي تطوره شركات مشتركة بين مصر والصين، مما يدعم جهود مصر نحو تطوير صناعات متقدمة تواكب التحولات العالمية.

تسعى مصر إلى استثمار التحولات في الاستراتيجية الصينية التي تركز على تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يدفع الشركات الصينية إلى نقل مصانعها خارج البلاد، مما يوفر لمصر فرصة ذهبية لتوطين صناعات جديدة وتوسيع قاعدة الإنتاج الصناعي والتصديري. وبفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تعد مصر بوابة مهمة للشركات الصينية للوصول إلى الأسواق الأفريقية والأوروبية والعربية، بالإضافة إلى تمتعها بقوة عاملة كبيرة ومتنوعة ومدربة على مستوى جيد، مما يعزز من جاذبية السوق المصري للاستثمارات الأجنبية.

ورغم النجاح الملحوظ في جذب الاستثمارات، تواجه العلاقات الاقتصادية بين البلدين بعض التحديات، أبرزها البيروقراطية والتمويل، تعقيدات الإجراءات الجمركية، والحاجة إلى استقرار تشريعي وسعر صرف مستقر، لتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومستقرة. كما أن التغيرات في القوانين الضريبية وتأخر الإجراءات تؤثر على جداول التنفيذ للشركات الصينية التي تشتهر بالتزامها بالمواعيد الصارمة.

على الصعيد الجيوسياسي، تحرص مصر على الحفاظ على توازن علاقاتها مع القوى الاقتصادية الكبرى، حيث تستضيف فعاليات ومبادرات مع شركاء أمريكيين، وفي الوقت ذاته تعزز من علاقاتها الاستراتيجية مع الصين في إطار سياسة تنويع الشركاء وتقليل الاعتماد على التمويلات الغربية، ما يعكس رؤية مصر لاقتصاد عالمي متعدد الأقطاب. ويُنظر إلى التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة كعامل محفز لتقارب اقتصادي أكبر بين مصر وبكين.

في قطاع التكنولوجيا الحديثة، تحتضن مصر عدداً من الشركات الصينية الكبرى مثل "هواوي" و"شاومي" و"زد تي إي"، وتم تأسيس صندوق استثماري مشترك بقيمة 300 مليون دولار مع جامعة "تسينغهوا" للتركيز على الذكاء الاصطناعي وتصميم أشباه الموصلات، إضافة إلى مشروعات لإنشاء مصانع ألياف ضوئية ومراكز تدريب وتأهيل في مجالات البرمجة والتقنيات الحديثة، مما يدعم تحول مصر إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار.

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 17 مليار دولار في 2024، مع نمو مستمر مقارنة بالعام السابق، إلا أن هناك تحديات هيكلية، منها عدم توازن الميزان التجاري الذي يميل لصالح الصين، حيث تستورد مصر سلعاً بقيمة كبيرة مقابل صادرات محدودة، إضافة إلى تعقيدات في الإجراءات والمعايير الفنية التي تعوق تصدير المنتجات المصرية إلى السوق الصينية.

تلعب عضوية البلدين في تجمع "بريكس" دوراً محورياً في دعم العلاقات الاقتصادية، من خلال تسهيل التعاون المالي والتنموي عبر بنك التنمية الخاص بالمجموعة، وتيسير التجارة بالعملات المحلية بين الجنيه المصري واليوان الصيني، مما يحد من الاعتماد على الدولار ويقلل من مخاطر تقلبات أسعار الصرف.

تعمل مصر على تنفيذ خطة طموحة لجذب المزيد من الاستثمارات الصينية، مع التركيز على إقامة مشاريع صناعية وزراعية مشتركة، وتسريع إجراءات الاستثمار داخل المناطق الاقتصادية الخاصة مثل قناة السويس، لتعزيز دور مصر كبوابة استراتيجية تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ويعتبر قطاع السياحة من القطاعات الواعدة في العلاقات بين البلدين، مع توجه مصري لزيادة الحصة من السياح الصينيين عبر تنويع الوجهات وتعزيز الجذب السياحي.

ختاماً، تمثل الشراكة الاقتصادية بين مصر والصين نموذجاً متقدماً للعلاقات الدولية في العصر الحديث، حيث تجمع بين مصالح التنمية الاقتصادية والتوازنات الجيوسياسية، مع توجه مصري واضح لجعل الصين شريكاً استراتيجياً رئيسياً في مسيرة التنمية الوطنية والتحديث الاقتصادي، مستفيدة من الفرص التي تتيحها التحولات العالمية والتغيرات في سلاسل التوريد العالمية.

  قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

القمة العربية في القاهرة تعتمد خطة مصر لإعمار غزة وتدعو لنشر قوات حفظ سلام وتدين وقف إدخال المساعدات للقطاع

الحكومة المصرية تنفي وجود عجز في مواردها المالية وتؤكد انتقال موظفيها للعاصمة الجديدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تستقبل رئيس وزراء الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية مصر تستقبل رئيس وزراء الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 01:50 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
 العرب اليوم - السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

GMT 03:14 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة
 العرب اليوم - ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة

GMT 14:36 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد يحث الصين على إصلاحات هيكلية عاجلة لتعزيز النمو

GMT 08:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يكشف تفاصيل مسلسله الرمضاني مع هذه النجمة

GMT 08:48 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي بين انتقادات موقفه مع سائقه ودفاع جمهوره

GMT 11:46 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

زمن الاستقطاب العميق

GMT 11:48 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

السلاح لا يخفي صوت الضحايا إلى الأبد

GMT 11:59 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الإسلام السياسي

GMT 12:33 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تمدّد الإخوان في أوروبا وتحوّلهم إلى شبكة نفوذ عابرة للحدود

GMT 12:04 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 09:13 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ماجد المصري يكشف أسباب رفض نجله العمل معه

GMT 15:17 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab