انصهار الثنائيات بريشة جريئة في معرض السورية ريما سلمون
آخر تحديث GMT00:04:47
 العرب اليوم -

انصهار الثنائيات بريشة جريئة في معرض السورية ريما سلمون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انصهار الثنائيات بريشة جريئة في معرض السورية ريما سلمون

الرسامة السورية المقيمة في لبنان ريما سلمون
دمشق - العرب اليوم

تضاعفت جهود الفنانين التشكيليين في زمن الوباء، بعد أن وجدوا وقتاً إضافياً لترجمة مشاعرهم والتفرغ لرسمها. الحال نفسها لامست الرسامة السورية المقيمة في لبنان ريما سلمون، فقررت إطلاق معرضها للرسم في غاليري «ميسيون آرت» بمنطقة مار مخايل. وضمن 15 لوحة تعبيرية رسمتها بالرصاص وتقنية الأكليريك، تتناول سلمون موضوع الثنائية بآفاقها الواسعة. فهي من خلال لوحاتها التي تحكي عن الغضب والرومانسية والحب والحنان، وغيرها من الموضوعات الإنسانية، تعبر عما يختلجها من مشاعر. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بواسطة الريشة أستطيع أن أعبر عن أفكاري أكثر من استخدامي للكلمة. وأحب أن يتفاعل معي الناس ويشاركونني الحوارات بعين قارئة لموضوعاتي».

فكرة إقامتها هذا المعرض في زمن «كورونا» جاءت على خلفية دعمها للفن ولشبابه وهواته. أما موضوع المعرض، فهو نتاج حالة مخاض عاشتها، واكتشفت فيها الأنثى والذكر اللذين يسكناها. فرحيل والدها عنها ولد لديها فلسفة مغايرة حول فقدان شخص عزيز. كما أن تأثير حرب سوريا عليها، والمعاناة التي عاشتها، وانتقالها إلى لبنان، أنتجت عندها فراغاً. وفي أسلوب يجمع بين الموت والفراغ، والحب والحياة، ترسم سلمون مشاعرها التي تغوص فيها إلى الماورائيات.

وفي لوحاتها التي تطبع وجوه أشخاصها مشاعر مختلفة، فيها من الغموض والألم والسلام ما يؤلف مجموعة تناقضات. وتروي سلمون مشواراً إنسانياً على طريقتها، يتمحور حول ثنائية المرأة والرجل، وتقول: «كل منا يبحث عن التوازن بين الذكر والأنثى في أعماقه. وفي لحظة معينة، يستيقظ هذا الشعور في داخلنا لأنه موجود في الأصل. فأنا أعمل على هذه الثنائية منذ زمن، ولكن ضمن أسلوب آخر، إذ كانا متباعدين غير ملتصقين، كما أتصورهما اليوم. وكل فنان يملك معرفة بحد ذاتها تتطور في مراحل مختلفة، ويتعرف عليها، كما المجتمع والذاكرة والموت ورحيل أعزاء، هي حالات تتراكم عند الشخص، وفي ظروف معينة تتبلور».

لم تطلق سلمون الأسماء على لوحاتها، حتى أنها لم تحمل معرضها عنواناً. تقول: «لم أشأ تقييد اللوحة بموضوع أفرضه على مشاهدها، بل أترك له حرية التسمية والتفاعل معها. كما أني لم أجد اسماً يمكنه أن يعبر عن موضوعات لوحاتي مجتمعة، فارتأيت أن يدور في فضائية واسعة لا حدود لها».

تأخذك لوحات سلمون في رحلة مع الذات. تعكس ملامح شخصياتها وتعابير وجوهها حيناً، وبخربشات سوريالية تغطي معظمها حيناً آخر، يندفع مشاهدها إلى تفكيك ألغازها، تماماً كما ترغب صاحبة اللوحات. قد تلحظ تفسيرات المتفرج الأمان والعاطفة والتضحية والعبثية، وكل ما هنالك من أفكار قد تدغدغ خياله، فهي تفتح له أبواباً واسعة ليطلع من خلالها إلى مساحات من الثنائيات المنصهرة حيناً، والمجتمعة حيناً آخر في أكثر من شخصيتين.تقول سلمون: «في رأيي، لدى كل منا مساحة تتسع للأنثى والذكر معاً. ويمكننا اكتشافها مع الوقت، عندما تتراكم المحطات والتجارب. قد تكون انبثقت من ظروف خاصة، كالتي عشتها شخصياً، ولكني أتحت الفرصة لناظرها أن يلتقط فيها ما يحاكيه ويعبر عنه».

وعن الألوان المستخدمة في اللوحات التي تتراوح بين الأبيض والأسود والترابي، تقول سلمون إن «الألوان لها علاقة مباشرة بالجسد والبشرة التي تغلفه، وهي بارزة في خلفية اللوحات. ويمكن لهذه الألوان مجتمعة أن تشير إلى بيئة نعيش فيها أو محيط يحتضننا. فاستخدامي لقلم الرصاص هو بمثابة قرار اتخذته للتعبير عما يخالجني، تماماً كالشاعر الذي يعبر عن أحاسيسه بكلمات قصيدته».

وعما إذا استوحت الرمادية الطاغية على معظم لوحاتها من الزمن الذي نعيشه حالياً، ترد: «إننا بالتأكيد نعيش في زمن رمادي، ولكني منذ بداياتي لم أركن إلى الألوان للتعبير عن أفكاري. وهذا المعرض هو تكملة لما بدأته. وإني على قناعة بأننا جميعاً مرتبطون بعضنا ببعض ضمن أجواء واحدة، وكأننا أبناء رحم واحد. ولعل التباعد الاجتماعي الذي نعيش في ظله اليوم، وضعني في صورة سوريالية، كأننا نتحرك ضمن بوتقة واحدة. وهذا التلاقي الذي أبرزه في لوحاتي يعزز شوقنا لحياة اجتماعية طبيعية».وتختم سلمون حديثها قائلة: «هذا المعرض هو بمثابة ولادة جديدة لعملية تلاحم إنسان بآخر، وثقتها بريشة جريئة تتنقل بين الذكر والأنثى، تتفجر مع مجموعة خطوط تركز على البشرة والغلاف والمحيط ومتعة الالتقاء».

قد يهمك ايضا:

"وصية" من جنبلاط إلى هنية

جنبلاط يعلن أنه لن يسمي الحريري لرئاسة الحكومة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انصهار الثنائيات بريشة جريئة في معرض السورية ريما سلمون انصهار الثنائيات بريشة جريئة في معرض السورية ريما سلمون



 العرب اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول

GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab