متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري
آخر تحديث GMT23:20:55
 العرب اليوم -

تستعين بمؤثرات صوتية وبصرية طبيعية لإثارة حماس الجمهور

متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ "الحكي الأثري"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ "الحكي الأثري"

جانب من ورشة حكي للأطفال في أحد المتاحف المصرية
القاهرة _ العرب اليوم

الحضور الجديد لفن "الحكي" في أروقة المتاحف المصرية وساحات المساجد التاريخية والمناطق الأثرية ارتبط في بدايته بمحاولات الحفاظ على هذا النوع من الفنون التراثية النادرة، ونقله إلى الأجيال الجديدة، غير أن هذه المحاولات سرعان ما أدت إلى ميلاد شكل جديد من فن تاريخي يتمتع بسحر خاص أُطلق عليه فن "الحكي الأثري"، ويستوحي مفرداته الفنية وأدواته من فن الحكي التراثي الذي يُعد أحد أشهر الفنون الشعبية الشفهية.

واتجهت المتاحف المصرية أخيرًا إلى توظيف المكانة التاريخية لفن "الحكي" في الترويج لمقتنياتها وللمعالم الأثرية المختلفة واستبدال السيَر التاريخية المعروفة التي ألهمت الشعراء، وأثارت حماس الجمهور لأجيال متعاقبة، مثل أدهم الشرقاوي وأبو زيد الهلالي، لتحل محلها شخصيات تاريخية ارتبطت بالمعالم الأثرية والتراثية ومقتنيات المتاحف، ليصبح فن "الحكي الأثري" بسحره الذي يجذب معظم فئات المجتمع وسيلة جديدة للترويج لمقتنيات المتاحف والمعالم الأثرية ونشر الوعي الأثري، والتعريف بالتاريخ والتراث من خلال سرد القصص والحكايات التاريخية برؤية جديدة تعتمد على عنصر التشويق الذي يعد أحد مفردات فن "الحكي".

وأدى الإقبال الجماهيري وتفاعل فئات متنوعة خاصة الشباب والأطفال إلى تحول ورش "الحكي الأثري" إلى ضيف دائم في فعاليات وأنشطة المتاحف كافة، وبرز إلى الساحة جيل جديد من الحكائين الشباب يعملون على صياغة الحكايات التاريخية المرتبطة بالمعالم الأثرية، وروايتها بطريقة مبسطة تناسب الجمهور الجديد.

و"شهد فن الحكي الأثري نموًا لافتًا خلال السنوات الماضية" وفق الدكتورة هبة عبد العزيز، مفتش الآثار بإدارة الوعي الأثري والتواصل المجتمعي بوزارة السياحة والآثار، التي تقول لـ"الشرق الأوسط"، إن "ورش الحكي أصبحت موجودة دائمًا في كل الأنشطة والفعاليات الأثرية والفنية، وقد بدأت الفكرة باتجاه الحفاظ على هذا الفن التراثي، لكنها سرعان ما تطورت إلى شكل فني جديد يساهم في الترويج للمعالم الأثرية من خلال رواية القصص التاريخية بطريقة بسيطة ومشوقة تجذب جميع الأعمار والفئات".

وتستخدم ورش "الحكي الأثري" مفردات الأماكن الأثرية ومقتنياتها كمؤثرات صوتية وبصرية تمتزج مع الحكاية، حيث تنساب الكلمات في فضاء تراثي يُعزز التشويق ويثير خيال الجمهور.

صياغة الحكاية الأثرية يجب أن تكون مناسبة لعمر الجمهور المستهدف؛ ففي ورش الأطفال تكون الحكايات أكثر بساطة ولا تتضمن الكثير من المعلومات التاريخية، على عكس ورش الشباب أو الكبار، لكن يظل عنصر التشويق قاسمًا مشتركًا في كل الحكايات، بحسب تعبير الباحثة الأثرية الشابة رنا إيهاب، والتي تضيف لـ"الشرق الأوسط"، "تنقسم أي قصة خلال سردها إلى ثلاثة محاور رئيسية، هي البداية، والقمة أو العقدة، ثم الحل التدريجي في نهايتها".

القطع الأثرية النادرة حتى وإن كانت صغيرة لا تخلو من القصص الشيقة، وفق الدكتورة هبة عبد العزيز، التي تؤكد على "أنه تتم الاستعانة بهذه القطع خلال نسج القصص، لإضفاء أجواء من الواقعية لإثارة خيال الجمهور، وفي ورش الحكي الخاصة بالأطفال نطلب منهم قبل أو بعد سرد القصة أن يقوموا برسم ما يريدونه حول الحكاية أو المقتنيات، وفي البنايات الأثرية نستخدم المؤثرات الصوتية والبصرية الطبيعية من المكان، فيمكننا أن نستخدم صوت الآذان في مسجد تاريخي، أو صوت الريح داخل إحدى الساحات؛ فالأمر يعتمد على ضبط توقيت السرد مع هذه المؤثرات".

وتقوم الكثير من المتاحف المصرية، بينها متحف الفن الإسلامي والمتحف المصري بميدان التحرير "وسط القاهرة" بإصدار قصص "حكي أثري" مطبوعة للأطفال يتم توزيعها مجانًا خلال هذه الورش، وتتضمن القصص حكايات شيّقة حول شخصيات تاريخية من عصور مختلفة، أو قضايا تعبّر عن شكل الحياة في حقبة زمنية بعينها.

وأصدر المتحف المصري بميدان التحرير خلال الفترة الماضية الكثير من القصص التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة للحياة خلال عصر الفراعنة، منها قصص تتعرض لفن التحنيط، والكتابة والتعليم والزراعة، والأمومة والأسرة في العصر الفرعوني، إضافة إلى القصص التي تتناول حياة ملكات وملوك الدولة الفرعونية.

وهو ما تعتبره صباح عبد الرزاق، مدير عام المتحف المصري، "وسيلة فعالة لنشر الوعي الأثري والتعريف بالتاريخ، خصوصًا بين الأطفال والشباب"، وتقول لـ"الشرق الأوسط"، "خلال بعض الجولات يطلق الباحثون الأثريون مؤثرات صوتية وبصرية كثيرة خلال صياغة الحكاية، فمثلا في ورشة (حكي) عن الزراعة في مصر القديمة نسمع أصوات الطيور خلال السرد ونشاهد القطع الأثرية الخاصة بها".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جهود كبيرة لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتعزيز حضور المتاحف التخصصية

تعرف على أفضل المتاحف التي يمكنك زيارتها في سلطنة عمان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري



إطلالات نجمات الوطن العربي تدعم التوعية بسرطان الثدي

القاهرة / الرياض _ العرب اليوم

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس
 العرب اليوم - واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة
 العرب اليوم - الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر
 العرب اليوم - وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 08:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد شخص باستهداف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية جنوب لبنان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 09:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

فضل شاكر في المحكمة وسط إجراءات مشددة

GMT 23:44 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر في الدم

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً

GMT 04:28 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يكشف عن هوية جثمان الرهينة الثانية

GMT 02:08 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إلغاء مباراة برشلونة وفياريال في ميامي

GMT 04:16 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إخلاء مبنى الكابيتول في وايومنغ بسبب عبوة ناسفة

GMT 02:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الأوكراني يستهدف مصنع كيماويات جنوبي روسيا

GMT 02:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب سواحل الإكوادور بقوة 5.6 درجة

GMT 02:34 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تتهم أستراليا بـ"انتهاك جوي" في بحر الصين الجنوبي

GMT 21:25 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

شريحة ذكية تمنح الأمل في استعادة البصر للمكفوفين

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 11:29 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية

GMT 05:35 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار أثاث غرفة النوم لتجنب الفوضى وتعزيز الراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab