طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب
آخر تحديث GMT18:40:50
 العرب اليوم -

كشفت أنه يعمل على مساعدتهم على التعايش مع الصدمة

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب
واشنطن - العرب اليوم

تتنقل أقلام التلوين بسرعة على الأوراق البيضاء في مخيم النازحين في كاغا باندورو في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى إذ ينكب الأطفال على رسم يومياتهم الزاخرة برجال مسلحين ودبابات مع طغيان اللون الأحمر.

وتتأمل الطبيبة النفسية مامي نوريا مينيكو في إحدى الخيم، هذه الرسوم التي تعتبر مؤشرا على الصحة العقلية للأطفال، ومتنفسا يحتاجون إليه بشدة، وتقول "مشكلتهم هي أنهم يتعرضون لمشاهد العنف بشكل يومي".

وتدير هذه الكونغولية البالغة من العمر "43 عامًا" برنامجًا للصليب الأحمر في مخيم النازحين هذا لمساعدة الأطفال الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة.

وتضيف "الرسم يساعد الأطفال على التعبير عما يشعرون به. إنه يوضح ما لا يمكن للأطفال أن يقولوه بصوت عالٍ... في بعض الأحيان، يبدأ بعضهم البكاء بمجرد بدء الرسم".

وتعد مدينة كاغا باندورو التي تستقبل المخيم بمثابة نموذج لدراسة حالة عدم الاستقرار والعنف الدائر في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتقع هذه المدينة على مسافة حوالى 330 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بانغي، على تقاطع طرق استراتيجي يستخدمه رعاة الماشية الرحل.

وكانت كاغا باندورو في قبضة الجماعات المسلحة، لمدة خمس سنوات لا هوادة فيها، وهي ميليشيات تسيطر على معظم أرجاء البلد المضطرب. وعادة ما تزعم هذه الميليشيات أنها تدافع عن مجموعات أو ديانات عرقية معينة، لكنها تقاتل فقط من أجل الاستحواذ على الموارد وتقوم بالابتزاز وأعمال العنف.

وزهقت آلاف الأرواح، في هذه الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، وفر 650 ألف شخص من ديارهم وهاجر 575 ألفا آخرين، وفقا لأرقام الأمم المتحدة اعتبارا من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

وشاهد العديد من الأطفال خلال أعمال العنف، الضرب وعمليات الاغتصاب والقتل، ورأى البعض منازلهم وهي تتعرض للغزو وأهاليهم يتعرضون للإهانة أو الأذى أو الاختطاف أو القتل.

وعاد الهدوء النسبي في كاغا باندورو، الشهر الماضي مع وصول القوات المسلحة بعدما وقّعت الحكومة و14 من أمراء الحرب اتفاق سلام في شباط /فبراير، وهو الثامن في سلسلة المعاهدات، وفي الوقت الحالي، يقتصر وجود الميليشيات على قاعدتهم، رغم وجود أعمال عنف متقطعة في ضواحي المدينة.

ومكّن برنامج الصليب الأحمر نوريا مينيكو من تحديد 233 طفلا تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما يعانون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وفيما تجلس على حصيرة، تسأل مجموعة من ستة أطفال: "من حلم حلما سيّئا الليلة الماضية؟" فترتفع ثلاث أياد، وتخبر فلورين البالغة من العمر 10 سنوات وشقيقتها على حرجها كابوسها قائلة "أمي وأبي أتيا لأخذي لكنني أخبرتهما بأنني لا أستطيع الذهاب معهما"، فقد قُتل والداها العام 2013 على أيدي مجموعة سيليكا المسلحة وهي بغالبيتها مسلمة.

وتقول فلورين التي تم تغيير اسمها لحمايتها "عندما أشعر بالضيق أقوم بهذه التمارين وأفكر في وجبة لذيذة"، ويجلس إلى يمينها إيرفيه البالغ 12 عاما، وهذه جلسة العلاج الثالثة له.

وتظهر رسوم إيرفيه دائما الأمور نفسها: شاحنات صغيرة مزودة مدافع رشاشة مثبتة على ظهرها، جثة في النهر، يد في بئر، منزل يحترق ووالده في الداخل.

ويقول "يجب أن أرسم لأنزع الصور من رأسي وأصبح قادرا على النوم"، وتشير والدته إلى أن الجلسات ساعدت الصبي وحسّنت علاقته بها مضيفة "من قبل، كان يبكي طوال الليل. أما هذا الأسبوع فاستيقظ خمس مرات فقط"، ويساعد العلاج أيضا الأهل على فهم سبب رغبة الطفل في الحصول على الاهتمام أو تصرفهم بعدوانية.

وتعترف والدة إيرفيه بأنه "قبل ذلك، عندما لم يطعني ويفعل شيئا سخيفا، كنت أضربه. لم أكن أفهم، لكنني الآن أصبحت أعلم لماذا ونتحدث عن المشكلة سويا".

ويقول البروفسور جان كريسوستوم غودي كبير الأطباء في مستشفى الأطفال في بانغي، إن المشكلات العقلية المرتبطة بالنزاع منتشرة في بلد يعاني من العنف منذ العام 2003. لكن هذه المسألة تعتبر أيضا من المحرمات، ويوضح "إنها مشكلة صحة عامة فعلية. يمكن أن تسبب الصدمة غير المعالجة الاكتئاب وقد تؤدي إلى العنف... إنها تغذي الحلقة المفرغة".

وتضيف نوريا مينيكو أن الأطفال مثل فلورين وإيرفيه الذين شهدوا أعمال عنف شديدة يتحملون عبئا مدى الحياة، وتلفت إلى أنه "لا يمكننا مسح الأحداث من عقولهم... ما نحاول القيام به هو مساعدتهم على التعايش مع الصدمة التي تعرضوا لها".

وقد يهمك ايضا:

"الثقافة" السعودية تُعيد هيكلة كوادرها استعدادًا لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2020

كاتدرائية في برشلونة تحصل على رخصة بناء بعد 137 عامًا من تصميمها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 21:07 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
 العرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 18:06 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب
 العرب اليوم - بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 12:46 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة
 العرب اليوم - مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة

GMT 00:57 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تغرم غوغل 665 مليون دولار بسبب الاحتكار

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 09:58 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يبدأ تطبيق نظام الحجز المسبق للزوار

GMT 06:31 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سلسلة مؤهلات

GMT 16:24 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البابا يحث قادة العالم على الاستماع إلى صرخة الفقراء

GMT 08:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أناقة المطبخ بين الأبيض والخشب في التصاميم العصرية

GMT 04:41 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 12 وإصابة 10 في حادث حافلة بالإكوادور

GMT 06:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة مفاجئة لاعب أوكراني سابق بعد مباراة خيرية

GMT 23:42 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 17:38 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 32 عاملا في انهيار منجم كوبالت بجنوب الكونغو

GMT 05:07 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء عشرات الرحلات الجوية بعد ثوران بركان في اليابان

GMT 10:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يكشف سرّاً عن علاقته بشيرين عبد الوهاب

GMT 05:01 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى وجرحى في إطلاق نار بولاية نيوجيرسي

GMT 05:34 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مظاهرة حاشدة في بروكسل تطالب بحصار عسكري شامل على إسرائيل

GMT 05:03 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مناطق شرقي خان يونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab