راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي
آخر تحديث GMT23:16:57
 العرب اليوم -

بمناسبة احتفال "أوبرا باريس" بالذكرى 350 لافتتاحها

راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي

راقصات الرسام ديغا
باريس - العرب اليوم

من الممكن ألا تناسب مقطوعات الأوبرا ذائقتك الموسيقية، أو أن تنظر لرقص الباليه كفنّ غربي بعيد عن  الرّقص الشرقي، لكن من المستبعد أن تمرّ بهذا المعرض مرور الكرام، ولا تتوقف متأملاً ومتمتعاً بما يضمه من عشرات اللوحات والمنحوتات. إنه معرض يقام حالياً في «متحف أورساي» للفنون في باريس، وهو واحد من سلسلة معارض خصصت للاحتفال بذكرى مرور 350 عاماً على افتتاح دار الأوبرا القديمة في القلب التجاري للعاصمة الفرنسية.

هذا المعرض مخصص لما أبدعته ريشة الرسام والنحات والمصور الفرنسي إدغار ديغا من أعمال تعكس شغفه بفن الأوبرا. فطيلة مسيرته العملية الممتدة لأربعين عاماً، كان هذا الفنان المولود في باريس عام 1834 والمتوفى فيها عام 1917 يتابع ما يُقدم على مسرح الأوبرا، ويعتبره أحد المصادر الرئيسية لإلهامه. وديغا تأثر برسامين سبقوه من أمثال كلود مونيه وإدوار مانيه وكاميل بيسارو، كما أثّر في فنانين جاءوا بعده وكانوا تلاميذ له. لهذا فإن أسلوبه يجمع ما بين الطبيعي والانطباعي. وهو كان مسحوراً بكل ما يدور في مبنى الأوبرا المعروف باسم «قصر غارنييه»، من معمار وسلالم رخامية ومصابيح من الكريستال ومقصورات مذهبة وأوركسترا تتخذ مكانها عند المقدمة من أسفل المسرح. هذا هو الإطار العام، حتى إذا انفتحت ستائر القطيفة الثقيلة عن المشهد الراقص ودخلت الحوريات الراقصات سائرات على أطراف الأصابع، توهجت روح الفنان واحتفظت عيناه بما سيصب على قماش اللوحة، فيما بعد، من حركات وألوان.

أحب المبنى وأحب معه من كان يسميهم «ساكنيه». أي المؤلفين والعازفين والمنشدين ومصممي الديكور والثياب وطبعاً الراقصات. بل إنه كان يحب الجمهور الجالس في الصالة ويراقب انشداده إلى المسرح، ويرسم أزياء السهرة الأنيقة وعوينات السادة وقبعات السيدات والمراوح اليدوية والتسريحات وكل تلك الأجواء بكافة وجوهها وتفاصيلها. كان ذلك المكان هو نقطة التقاء النخبة من أهالي العاصمة، من سياسيين وفنانين وأدباء وتجار. ولهذا راح الرسام يغرف من مشاهد ذلك العالم المصغر القائم بذاته ويلتقط الزوايا وتدرجات الإضاءة وانعكاساتها على الوجوه. لقد درس حركات الراقصين والراقصات، واقتنص لحظات التحليق فوق الخشبة، واقترب برهافة شديدة من مشاهد الغرام والبهجة أو الفراق والأسى.

كان ديغا فناناً رومانسياً. كما كان يتمتع بفضول يجعله لا يكتفي بما يراه على خشبة المسرح، بل يتسلل إلى ما وراء الكواليس لكي يرسم الفوضى التي تسبق العرض والتوتر الذي يطبع حركات الراقصات والمغنيات، ويجعلهن يدرن في غرف التبديل مثل نحلات قلقة. ولعل أهم ما في هذا المعرض هو أنه الأول من نوعه. ولم يحدث أن أقيم معرض في فرنسا يتخذ من الأوبرا موضوعاً وحيداً له. وقد كان إدغار ديغا هو الرسام العظيم الأنسب والأكثر غزارة في هذا الميدان. لقد كانت رسومه بمثابة التسجيل الوثائقي المصور لوجه فن الباليه في القرن التاسع عشر. وهو معرض استثنائي يستمر حتى 20 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.

قد يهمك أيضا:

الفلكلور الإماراتي على سور الصين العظيم

الجامعات الفلسطينية في غزة تشارك في المهرجان الدولي للتراث

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 22:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دارفور على صفيح ساخن بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - دارفور على صفيح ساخن بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab