ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم
آخر تحديث GMT01:22:02
 العرب اليوم -

يعكسان الرؤية المختلفة للرسم والإبداع في مباني لندن

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ يبرزان التصميمات الرائعة في لندن
لندن ـ كاتيا حداد

يقف المبنى الوردي No 1 Poultry، الذي صممه جيمس ستيرلنغ، عند تقاطع البنك في مدينة لندن، مشابهًا لمبنى "باتنبرغ جاليون"، الذي يتميز بالرؤية المختلفة للرسم المعماري، مغطى بالحد الأدنى من الزجاج البرونزي الملون، والبرج المكون من 19 طابقًا في ساحة قصر العمدة، وهو المبنى الوحيد الذي رسمه ميس فان دير روه في بريطانيا.

لقد كان حلم طموح للمطور المعماري والمليونير البالغ من العمر 27 عامًا، بيتر بالومبو، الذي كان من محبي الباوهاوس الألمانية الأميركية، ولمح فرصته في التعامل مع "ميس" عندما كان هو ووالده يخططون لما يجب القيام به في موقع رئيس الوزراء في المدينة، لذلك عام 1962 زار اللورد بالومبو البالغ من العمر 76 عامًا، شيكاغو وبتكليف منه طلب القيام بكافة الأعمال أي كانت التكاليف.

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم

وبعد بضعة أشهر، تلقى بالومبو مجموعة كبيرة تحتوي على رسومات، وماكيت كامل متكاملة من البرونز، مع ملحوظة  مكتوبة بخط اليد، "هل هذا ما كانت تخطط له؟" كان ماكيت المبنى يشبه نسخة مصغرة من المبني الذي صممه "ميس" عام 1958، وهو مبنى سيغرام في نيويورك، إلا أنه سيكون في نصف ارتفاع المبنى الأصلي، وسيكون في الطرف الغربي من ساحة عامة كبيرة جديدة، والذي سيتعين هدم العديد من المباني الفيكتوري لإنشائه. كانت هذه قصة العميل المبهور والمهندس المبدع حينما كان على فراش موته، وحصل "ميس" على فرصته الأخيرة ليضفي للعالم برج برونزي أخر.

وانتابت المدينة سعادة غامرة. "ميس قادم إلى لندن!" هللت الصفحة الأولى في الصحف اليومية. بعد بضع سنوات من وضع التصميمات - المعروضة في هذا المعرض لأول مرة - حصل المشروع على التصريح في أيار/مايو 1969. وبعد ثلاثة أشهر، مات ميس.

وكان بالومبو في ورطة وضغط شديد. إلا أن مساعدي المهندس المعماري أقنعوه أن ميس كان قد رسم بالفعل جميع تفاصيل التصميم بيده، لذلك بدأ بالعمل في الموقع. وتعتبر مهمة شاقة حيث كان المبني يضم 13 مبنى مباعين و348 مبنى مستأجرين سابقًا، وسيستغرق الأمر 11 عامًا للانتهاء منه بتكلفة تصل إلى 10 مليون جنيه استرليني، وفي نفس الوقت تغير المشهد الثقافي والسياسي بشكل يصعب التعرف عليه. وبحلول عام 1982، عندما تم تقديم المشروع مرة أخرى للتخطيط، بدت الشركات الأميركية، وكأنها تعود إلى حقبة ماضية. وتغيرت المواقف تجاه المباني الفيكتورية، التي كان بالومبو يخطط لهدمها، بشكل ملحوظ، والتي أصبحت الأن تراث معرض للخطر يجب الحفاظ عليه.

وكتب المؤرخ غافن استامب إلى رئيس الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر، أن "مقترحات السيد بالومبو المثيرة للجدل رجعية للغاية"، لأسباب ليس أقلها أن المهندس الألماني البالغ من العمر 99 عامًا ميت.

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم

وكشف المهندس المعماري الأميركي فيليب جونسون، الذي كان أساسيًا في تأمين اللجنة الأولى لميس "في الولايات المتحدة ويرعي معرضًا لأعماله في متحف الفن الحديث عام 1947، حول ما اعتبره مخطط من الدرجة الثانية، وقال "أنا أعتبرها فكرة سيئة لواحد من أعظم المهندسين المعماريين في القرن العشرين، أن يمثل بعد وفاته في ما يمكن أن تكون أعظم مدينة في القرن العشرين بقطعة معمارية غير مهمة"، كتب ذلك عام 1984، حيث أجرى تحقيق علني بشأن إطلاق المشروع.

وتقدم ريتشارد روغرز وغيره من المشجعين الحداثيين للدفاع عن "ميس". وقالوا، في حالة الانتهاء من المبنى ستعم لندن حالة من الفرح والحماس، وسيزور الكتاب والسياح والمتخصصين المبنى لتصويرة بالآلاف، فهو البناء المستوحي من عمل فني عظيم". ولكن المد قد تحول بالفعل بعيدا جدا. وكعادته وضع الأمير تشارلز مسمارًا في نعش المشروع، واصفًا البرج بأنه "جزع الزجاج العملاق، وأضاف أنه أكثر ملاءمة لوسط مدينة شيكاغو من مدينة لندن"، وهو الرأي الذي أيدته وزيرة الخارجية.

وهكذا يبدأ الجزء الثاني من المعرض، قصة سريالية مشابهة لقصة بالومبو تعود إلى غريمه جيمس ستيرلينغ، الذي دعم مخطط ميس في الماضي. وكان موقع الذي يشتمل على بنك لوتنس ميدلاند، وكنيسة القديس ستيفن رين، وبنك سواني في انكلترا وقصر البيت الرقص، أشبه ببوفيه الفواكه، مما سنح للمهندس للبدأ في العمل عليه.

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم

وظهر تصميم ستيرلينغ الزاهي في صفحات كراسات الرسم مع صور للنموذج، موضحًا عينات من محيط المكان من أحد الجيران، ومن نوافذ من جهة أخرى، ومن برج غريبة من جهة ثالثة. وبرز تصميمه بهندسته الكونية واصطدم بالزخارف البارونية، جعل قسمًا من الأرض حديقة نباتات للزينة على السطح، وصمم شلال يتدفق أسفل الواجهة. قدم تصميم ينضح بالطاقة، والذكاء والأصالة. ولكن بحلول الوقت لتنفيذ تصميم No 1 Poultry الجديد، وبعد استجواب علني آخر، كان ستيرلينغ قد توفي منذ ست أعوام، وكان بندول الموضة المتقلب قد تأرجح مرة أخرى. عندما افتتح المبنى أخيرًا عام 1998، وتم استكماله بعد بواسطة "مايكل ويلفورد" شريك ستيرلينغ، يبدو أكثر سخافة من تصميم ميس الذي وضعه عام 1960،  كتب الناقد جوناثان مايديس "بدا الأمر ليس فقط ساذج، لكنه ميؤوس منها."  ومر عقدين من الزمن على التصويت الذي صنف المبنى بخامس أبشع مبنى في لندن بواسطة قراء تايم آوت عام 2005، ووصفوه بأنه مثال غير مسبوقة لما بعد الحداثة التجارية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم ميس فان دير روه وجيمس ستيرلينغ من أهم المعماريين في العالم



GMT 21:24 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 11:50 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
 العرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته
 العرب اليوم - ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:03 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إنه خريف السلاح رغم شيطنة التفاوض!

GMT 08:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 05:43 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تكرم أبو الغيط بوسام الشمس المشرقة الوشاح الأكبرا

GMT 08:08 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة جدتي

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تايوان تجلي أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار «فونج وونج»

GMT 05:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موجة قطبية تجتاح الولايات المتحدة والثلوج تصل ولايات الجنوب

GMT 06:00 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة شحن عسكرية تركية قرب الحدود بين أذربيجان وجورجيا

GMT 20:19 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يحيل أفيخاي أدرعي إلى التقاعد

GMT 07:03 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار عاجل من المحكمة بعد اتهام بطل مسلسل Squid Game بالتحرش الجنسي

GMT 02:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي

GMT 01:14 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab