كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر
آخر تحديث GMT20:23:59
 العرب اليوم -

توقّف الشحن كان له أثر على استيراد الأخشاب اللازمة

"كورونا" يجدد الشغف بصناعة "العود" التي صمدت أمام الوباء في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "كورونا" يجدد الشغف بصناعة "العود" التي صمدت أمام الوباء في مصر

درس العزف بمركز لتعليم الموسيقى في الجيزة
القاهرة ـ العرب اليوم

في انتظار بدء درس العزف بمركز لتعليم الموسيقى في الجيزة (غرب القاهرة)، يجلس ميسرة محمد منحنياً على عوده ويعزف من الذاكرة لحناً سودانياً يحمله بعيداً عن صخب وباء "كوفيد-19" الذي يملأ العالم، جاء هذا المهندس المولع بالموسيقى من الخرطوم إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول خصيصاً من أجل إتقان العزف على العود في هذا المعهد الذي افتتح في أوج أزمة فيروس كورونا المستجد ويقول محمد إن دورته التدريبية كان موعدها في الأصل: "في فبراير/شباط، ولكن مع كورونا توقف كل شيء وتمكنت من البقاء في القاهرة فترة أطول لكي أكرس كل وقتي للعود"، وتوفر المدرسة تدريبات على سبع آلات، غير أن العود هو الآلة التي تحظى بأكبر اهتمام بلا منازع، وفق روماني ارميس مؤسس المعهد ويوضح هذا العاشق للموسيقى الذي يعزف العود، أن المركز يضم "15 طالباً لكل آلة، ولكن لدينا قرابة 25 طالباً لدروس العود بما يشمل أولئك الذين يدرسون عبر الإنترنت"، وتؤكد مدرّسة العود هاجر أبو القاسم أن "غالبية التلاميذ" مبتدئون، وهي فخورة بوجود "أربع بنات" يتعلمن العزف على هذه الآلة التي يشكّل الرجال أكثرية عازفيها.

ويحتل العود الذي اخترع قبل آلاف السنين، موقعاً مركزياً في الموسيقى العربية التقليدية القائمة على المقامات، وظل لفترة طويلة آلة مرافقة، إلا أنه خرج من الظل شيئاً فشيئاً منذ نهاية القرن الـ19 ويلاحظ صانع العود خالد عزوز الذي يعمل في المجال منذ 25 عاماً "حماسة كبيرة" على تعلم العود منذ بدء انتشار الفيروس، مع زيادة غير مسبوقة في الطل ويدير عزوز أكبر ورشة لتصنيع العود في مصر، في حي المرج (شمال القاهرة) ويعمل فيها 32 شخصاً، وتوفر الورشة الآلات للفرع المصري لـ"بيت العود"، وهي مدرسة لتعليم العزف لها فروع عدة في العالم العربي  وتنتج ورشته 750 عوداً في الشهر تصدّرها إلى 12 دولة، من السويد إلى تونس، مروراً بالولايات المتحدة والسعودية التي باتت أكبر زبائنها منذ 2017.

ويقول بسعادة: "مشكلة العود أنه ينبغي التدريب على عزفه 3 أو 4 ساعات يومياً، وعادة الناس لا يجدون وقتاً، لكن منذ ظهرت كورونا كل الناس يشعرون بالملل في بيوتهم، ويتصلون بي عبر الإنترنت لطلب آلات" وسجلت مصر رسمياً أكثر من 125 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينها حوالي 7100 وفاة، وقد رفعت البلاد أكثرية القيود التي فُرضت في الأشهر الأولى من انتشار الوباء ورغم اعتبار أرميس أن فتح مركز لتعليم الموسيقى في زمن كورونا "نجاح"، لكن كانت للفيروس بعض الآثار على صناعة العود ويوضح عزوز أن "توقّف الشحن كان له أثر" على استيراد الأخشاب اللازمة لصناعة العود خلال الشهور الممتدة من مارس/آذار إلى يوليو/تموز، ما أدى إلى خفض الإنتاج.

ويقول: "نحن نصنع العود من الألف إلى الياء، ولكن ليس في مصر غابات لذلك فكل الأخشاب هنا مستوردة" من الهند والصين وأفريقيا وأمريكا الشمالية ويؤكد محمد من جهته أنه كان دوماً منجذباً للقاهرة "مثل المغناطيس"، مشيراً إلى أن "كل العازفين الذين برزوا كانوا في مصر أو في العراق مثل محمد القصبجي ورياض السنباطي"، وهما ملحنان وعازفين مصريان شهيران ارتبط اسمهما بأغاني أم كلثوم ويتابع: "أعزف على 4 آلات ولكن العود هو المفضل لدي، لأنه آلة نحتضنها وتترجم ما بداخل المرء من مشاعر"، وفي المعهد، تقرر ألا يزيد عدد الذين يتدربون في كل غرفة عن طالبين لأسباب صحية، ويحرص أرميس على تهوية المكان بشكل دائم ولذلك، يؤكد أرميس "يأتي الطلبة وهم يشعرون بالأمان ويتخلصون من همومهم عبر الموسيقى"، ويضيف بفخر "لقد صمدنا" في وجه الوباء.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تقرير يؤكّد أنّ تعليم الأطفال الموسيقى يحقق لهم البهجة ويجعلهم أكثر ذكاء

أسلوب مُذهل لموسيقي أميركي يبهر الآلاف بالعزف وهو يتزلج

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة
 العرب اليوم - عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 11:02 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فائزة رفسنجاني تُثير الجدل مجدداً وتؤكد أن والدها تم اغتياله
 العرب اليوم - فائزة رفسنجاني تُثير الجدل مجدداً وتؤكد أن والدها تم اغتياله

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 01:56 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع بمسؤولين سعوديين في الرياض

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 08:03 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يصعد بعد تراجع مخزونات الخام الأميركية اليوم الأربعاء

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 12:49 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يمتدح إيلون ماسك بعد خلاف طويل ويؤكد حبه الدائم له

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 15:17 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

انفراجة دبلوماسية تسبق لقاء ترمب وشي جينبينغ في قمة آسيان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab