وزير الثقافة العراقي يروي ملابسات إصابته بـ كورونا ويستذكر بيتا للمتنبي
آخر تحديث GMT03:25:17
 العرب اليوم -

بعد ظهور نتيجة المسحة الطبّية واكتشاف إصابته في 26 حزيران الماضي

وزير الثقافة العراقي يروي ملابسات إصابته بـ "كورونا" ويستذكر بيتا للمتنبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وزير الثقافة العراقي يروي ملابسات إصابته بـ "كورونا" ويستذكر بيتا للمتنبي

وزير الثقافة العراقي حسن ناظم
بغداد ـ العرب اليوم

 روى وزير الثقافة العراقي حسن ناظم ملابسات إصابته بفيروس كورونا المستجد، قبل أيام.وكتب قائلا: "في 26 يونيو الماضي، كشفت نتيجة فحص مسحة كورونا أني مصاب بـ(كوفيد -19)، فذهبت إلى حجر النفس وتسلحت بما يلزم في مواجهة فيروس كورونا، وقبلها في 5 أبريل الماضي، كتبت مقالة عن كورونا عنوانها (المذلة الرابعة لنرجسية الإنسان)". وأضاف: "تكلمت في المقالة عن غرور البشر والجروح النرجسية الكبرى التي يلهج بها الفلاسفة والمفكرون مع نظريات كوبرنيقوس وداروين وفرويد، وعن الجرح الرابع فيروس كورونا، الذي حظر النشاط البشري المعتاد، وجعلنا أمام أكبر تحد اقتصادي واجتماعي لم نعهد مثله من قبل".وتابع: "طالبت في تلك المقالة بأن نتصالح مع الكورونية لنتعافى منها، وها أنا في 26 يونيو 2020 أصاب بكوفيد وأتعافى منه".

وأضاف: "دخل الفيروس جسدي، وبدأ الإعياء والصداع وفقدان الشهية، وبدأ الجرح النرجسي الرابع يتبدى على كياني كله. كم كممت فمي وأنفي، لكن الوعد يجب إنجازه، وعد المذلة. وكم أحطت يدي بقفازات واقية، وكم غسلت يدي وطهرتها بالمطهرات، لكن الوعد يجب إنجازه، وعد الجرح. وكم احتفظت بمسافة اجتماعية وعزلة فردية وخشية مصيرية، لكن الوعد يجب إنجازه، وعد التجربة. وتابع: قال لي الطبيب، مع الفيتامينات، سي ودي والزنك، هناك فيتامين أهم: هو الشجاعة. وطفقت أراقب شجاعتي في المعركة، فقد كان الهجوم متواصلا ليلا ونهارا، استمر 4 أيام بلياليها، أعيا أحدنا الآخر، فعقدت اتفاقية مع الفيروس، هي هدنة نهارية، صار النهار راحة بعض الشيء، وما أن يرخي الليل سدوله حتى تبدأ المعركة من جديد. تذكرت قصيدة المتنبي في الحمى:

وزائرتي كأن بها حياء ..... فليس تزور إلا في الظلام

وقال: "أنهكني الفيروس وأنهكته، كلانا شهد تحولات، هو تحولات كوفيد وأنا تحولات أوفيد، كلانا أعاد النظر في أساطيره، ورموزه، كلانا مر بنوع من السكينة الزائفة، كلانا انتفض ضد الآخر، كلانا محتدم، وثائر، يائس، ومثابر، كنت أسمعه في، وأشعر أنه يسمعني، كوفيد وأوفيد، نلعب معا، على مقربة وبتلامس خشن. لكنه أخيرا، وبعد أيام، سكن فشعرت بسكونه واختفائه. لقد انتهى صراع المرئي واللامرئي". وتابع: "منذ "مولد العيادة"، علمنا فوكو أن المريض المحجور لا ينعزل في علاجه عن هويته الشخصية، ولم تعد سلطة الطبيب مطلقة عليه، فالمريض لم يعد يطيق جو الألغاز الطبية التي يحيط الطبيب بها نفسه، ونشهد مع تفشي كورونا انحلالا للألغاز، وظهورا للهويات الشخصية في المجتمعات".

وأضاف: "حتى الفرد المريض صار يختار بيته محجرا، ومعتقداته علاجا، تترافق الأدوية والتعاويذ، والوصفات الطبية والأدعية. وتلك مسافة أخرى غير المسافة الاجتماعية التي تقتضيها شراسة الفيروس، إنها المسافة بين المريض وطبيبه هذه المرة، المسافة التي تؤسس تحولات كوفيد في قرننا المهووس هذا، وهي المسافة التي تناشد أوفيد أن يعيد التفكير في أساطيره التأسيسية، وأن يعيد تعريف عجرفته وعنجهيته". وتابع: "الأمراض أعراض، والأعراض علامات، والعلامات لا تقول الشيء ذاته دائما، إنها تتبدى لنا، فنراها بعيون مختلفة، نراها مرة تهديدا مرعبا، ومرة امتحانا يعزز فينا العزم والقوة. في الأولى يضعفنا ويفتك بنا، وفي الثانية يرمم صدوعنا ليحيينا".

وقال: "بنفسي قرأت هذه العلامات برؤية أوفيدية، فصار أوفيد يقرأ كوفيد، ويفك شفراته بلا رؤية طبية أسرارية، ولا رؤيا أرواحية، لأن كوفيد لا علاج له، غير أن تقرأه فتهضمه وتتمثله، وقد كان. فها قد عادت الشهية، وتلاشى الصداع، وانحل النحول، ويبدد الإعياء، غير أن كوفيد انطبع في ذاكرة أوفيد جرحا، وفي خلاياه شفرة، وفي سجل تاريخه نزيلا، فبات معروفا بعد الجهل، و مكشوفا بعد الاستتار، والدرس فيه أن الإنسان أقوى من جروحه، وأن ضعفه مثابة لقوته، وأن سقوطه تأسيس لقيامته".

قد يهمك ايضـــًا :

إصادر جديد عن بيت الحكمة يوثق لمعركة الصين ضد فيروس "كورونا"

مركز "إثراء" يتفاعل ثقافيًا مع العالم افتراضيًا بوباء "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير الثقافة العراقي يروي ملابسات إصابته بـ كورونا ويستذكر بيتا للمتنبي وزير الثقافة العراقي يروي ملابسات إصابته بـ كورونا ويستذكر بيتا للمتنبي



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab