الدوحة - العرب اليوم
انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة منافسات بطولة كأس العرب لكرة القدم، بعد أقل من ثلاث سنوات على استضافة قطر لكأس العالم 2022، لتعود الملاعب ذاتها التي شهدت مباريات أكبر منتخبات العالم وتنافس الأبطال، فتفتح أبوابها مجدداً أمام 16 منتخباً عربياً يسعون إلى كتابة فصل جديد من المنافسة الإقليمية الأبرز في كرة القدم العربية. وتبدأ المباريات اليوم، الأول من ديسمبر/كانون الأول، بمشاركة منتخبات تنتمي إلى الاتحادين الأفريقي والآسيوي، في نسخة تستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري على ستة ملاعب عملاقة في مختلف أنحاء قطر.
وتشهد المباراة الافتتاحية مواجهة تجمع المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور بنظيره الفلسطيني على ملعب البيت، أحد أهم الملاعب التي احتضنت مونديال 2022. كما تُقام بقية المباريات على ملاعب لوسيل، وأحمد بن علي، والمدينة التعليمية، وخليفة الدولي، وملعب 947، في توزيع يهدف إلى استثمار البنية التحتية الحديثة التي أنشأتها قطر للحدث العالمي قبل أعوام قليلة.
ويشارك في البطولة منتخبات من 16 دولة عربية جاءت من أفريقيا وآسيا، من بينها قطر، الجزائر، الأردن، الإمارات، البحرين، السودان، الصومال، العراق، الكويت، المغرب، السعودية، اليمن، تونس، جزر القمر، جنوب السودان، جيبوتي، سوريا، عمان، فلسطين، لبنان، ليبيا، مصر، وموريتانيا. وتأهلت قطر تلقائياً بوصفها الدولة المضيفة، بينما تأهلت الجزائر بصفتها حاملة لقب النسخة السابقة. كما ضمت البطولة المنتخبات العربية الأعلى تصنيفاً وقت إجراء القرعة، وهي مصر وتونس والسعودية والمغرب والعراق والإمارات والأردن. وانضمت بقية المنتخبات من خلال مباريات تأهيلية بنظام المباراة الواحدة جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن تأهل البحرين، والسودان، وجنوب السودان، والصومال، والكويت، واليمن، وجزر القمر، وجيبوتي، وموريتانيا، وسوريا، وعمان، وليبيا، ولبنان، وفلسطين.
وهذه النسخة هي الثانية التي تستضيفها قطر بعد نسخة عام 2021 التي مثلت آنذاك بروفة تنظيمية ضخمة قبل سنة واحدة من استضافة كأس العالم، وأكدت جاهزية البلاد لاستضافة الأحداث الكبرى. وقد أثنت الاتحادات الرياضية آنذاك، وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على مستوى التنظيم وتطور البنية التحتية القطرية. وعبّر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بعد نهائي 2021 عن رضاه الكبير، قائلاً إن البطولة ستستمر تحت مظلة الفيفا لأنها أثبتت نجاحها على جميع المستويات، مشيداً بالملاعب الستة الرائعة، وبالتجربة المتميزة التي وفرتها قطر للمنتخبات والجماهير بفضل المنشآت الحديثة وأنظمة النقل المتطورة والبنية التحتية المتكاملة.
ولم يقتصر زخم النسخة الحالية على المنافسة وحدها، إذ كشف المنظمون قبل أيام عن التميمة الرسمية للبطولة، وهي شخصية "حُجا" أو "جحا"، أحد أشهر ظرفاء التراث العربي الشعبي. واختيرت الشخصية بوصفها رمزاً يجمع بين الحكمة وخفة الظل والنظرة الساخرة التي اشتهر بها "فيلسوف البسطاء"، في محاولة لإعادة استحضار تراث عربي مشترك يعود إلى صدارة المشهد في عصر باتت فيه الحكايات الشعبية تتوارى خلف زخم الإعلام الرقمي والقصص اليومية السريعة. وتظهر تميمة البطولة بصورة تخييلية لشخصية جحا التي تشكل حضوراً محبباً لدى الأجيال عبر قصصه الطريفة ومواقفه الرمزية.
وتأتي البطولة الجديدة وسط اهتمام عربي واسع، مدفوعاً بتطلعات الجماهير إلى منافسات قوية ومستوى فني مرتفع، وإلى تجربة تنظيمية أخرى تستفيد فيها قطر من خبرتها العالمية الأخيرة. ومع انطلاق صافرة البداية في مواجهة قطر وفلسطين، تبدأ رحلة جديدة لكرة القدم العربية تُعيد جمع المنتخبات في حدث واحد، وتستعيد روح المنافسات الإقليمية التي ينتظرها الجمهور كل دورة بشغف متزايد.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
منتخب مصر يحدد قائمته النهائية بمشاركة ثلاثة وعشرين لاعبا في كأس العرب
فيفا يختار 3 حكام مصريين لكأس العرب 2025 في قطر
أرسل تعليقك