القاهرة ـ العرب اليوم
انطلقت مساء اليوم مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير في العاصمة المصرية القاهرة، في حدث تاريخي يحضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من الشخصيات الرسمية والدولية، ضمن مشاركة 79 وفداً رسمياً، من بينها 39 وفداً برئاسة ملوك ورؤساء دول وحكومات. ويعد المتحف، الذي يقع على منحدر يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، نافذة حية على حضارة مصر الفرعونية وتراثها الثقافي الغني، حيث سيستقبل الجمهور اعتباراً من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
نص الخبر:
شهد حفل الافتتاح حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعقيلته انتصار السيسي، حيث أكد الرئيس أن المتحف يكتب "فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل في قضية هذا الوطن العريق"، واصفاً المتحف بأنه "أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حضارة مصر التي لا ينقضي بهاؤها"، مشيراً إلى أنه ليس مجرد مكان لحفظ الآثار، بل "شهادة حيّة على عبقرية الإنسان المصري".
وأشار السيسي إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تعاون دولي واسع، مع تقديره الكبير للدعم الذي قدمته دولة اليابان الصديقة، وللجهود الكبيرة التي بذلها المصريون على مدار السنوات الماضية من مسؤولين ومهندسين وباحثين وأثريين وفنيين وعمال، من أجل تحقيق هذه المهمة التاريخية العظيمة. ودعا الرئيس الحاضرين إلى جعل المتحف "منبراً للحوار، ومقصداً للمعرفة، وملتقى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان".
بدأ حفل الافتتاح في تمام الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي (17:30 بتوقيت غرينتش) واستمر لمدة ساعة ونصف، وتخللته فقرات فنية ووثائقية تبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتاريخ إنشاء المتحف، والرحلة الطويلة لإنجازه. بعد انتهاء الحفل، قامت كبار الشخصيات بجولة داخل قاعات العرض الرئيسية للمتحف، التي تحتضن أبرز المعروضات الأثرية.
يُعد من أبرز عوامل الجذب في المتحف محتويات مقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون، التي ستُعرض مكتملة لأول مرة منذ اكتشافها على يد عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر، وتشمل القناع الذهبي الشهير، العرش، والعربات الحربية. كما يعرض المتحف مركب الملك خوفو، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الكنوز الفرعونية التي تسلط الضوء على تاريخ الفراعنة وعظمة حضارتهم.
استغرق بناء المتحف أكثر من 20 عاماً، ويغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، بتكلفة تجاوزت مليار دولار، ما يجعله أحد أكبر المتاحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. وقد تم تجهيز واجهته المهيبة بإضاءة خاصة خلال الليالي الماضية، ليظهر المتحف بأبهى صورة، ويطل على أهرامات الجيزة على بعد كيلومترين فقط، في رمزية واضحة للترابط بين الماضي والحاضر.
وأشارت مصادر رسمية إلى أن الحفل يحظى بتغطية إعلامية واسعة، حيث توافد أكثر من 450 مراسلاً دولياً يمثلون نحو 180 وسيلة إعلامية، كما أعلنت هيئة المتحف عن توفير بث مباشر مجاني عبر منصة تيك توك، لضمان وصول الحدث لأكبر عدد من المشاهدين حول العالم.
ويرى خبراء الآثار أن مشروع المتحف المصري الكبير يتجاوز نطاق علم المصريات وحفظ الآثار، إذ يمثل "صرحاً حضارياً شاملاً" يعكس قدرة مصر الحديثة على إنشاء مشروع ثقافي عالمي، ويعيد صياغة علاقة المصريين بتاريخهم وحضارتهم، ويعزز الهوية الثقافية الوطنية. وقد وصفت جايكا المتحف بأنه "الكنز الكبير للبشرية"، فيما اعتبرته اليونسكو علامة فارقة في مسيرة مصر للحفاظ على تراثها الثقافي الغني.
ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجاً لمشروع طويل بدأ قبل أكثر من عقدين، ويهدف إلى توفير مساحة عرض كافية للآثار المصرية القديمة، بعد أن أصبح المتحف المصري بميدان التحرير محدوداً أمام الكم الهائل من الكنوز الأثرية، مع توفير بيئة تعليمية وبحثية وترفيهية للزوار من مختلف أنحاء العالم، ليصبح منبراً للحوار والمعرفة وملتقى للإنسانية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك