بيروت ـ كمال الأخوي
يعمل لبنان حالياً على تحضير رد رسمي على طلب المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك، الذي دعا المسؤولين اللبنانيين إلى الالتزام بنزع سلاح حزب الله، وذلك ضمن رسالة وصلت إلى بيروت في 19 يونيو الماضي. وأكد مصدر رسمي لبناني لوكالة فرانس برس أن الرد اللبناني يتضمن مطالب بضمانات مهمة، أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وقف الخروقات الإسرائيلية، إطلاق سراح الأسرى، وترسيم الحدود، بالإضافة إلى ملف إعادة الإعمار.
ويرافق هذا التطور تصعيد مستمر في قطاع غزة، حيث تؤكد إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تركيزها على إنهاء العملية العسكرية في القطاع من خلال استعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس كأولوية قصوى، ثم هزيمة الحركة في أقرب وقت ممكن. وأعلنت إسرائيل استمرارها في العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، حيث قُتل 13 فلسطينياً وأُصيب العشرات إثر غارات استهدفت منتظري مساعدات إنسانية في مدينة خان يونس جنوب غزة، كما استهدفت غارات أخرى مستودعات للمساعدات في مناطق مختلفة من القطاع.
على الصعيد الدولي، من المتوقع وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين في البيت الأبيض، في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار ودفع مساعي إطلاق سراح الرهائن. ويأتي ذلك في ظل دعم مصري وقطري للوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الصراع ويخفف المعاناة الإنسانية في غزة.
أما في لبنان، فتتزامن هذه التحركات مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية خاصة في الجنوب، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في نوفمبر 2024 بوساطة أميركية، والذي ينص على نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان، انسحاب حزب الله من المنطقة جنوب نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها خلال الحرب، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل.
ويرفض لبنان في رده على الورقة الأميركية التنازل عن مطالب انسحاب إسرائيل من المرتفعات الخمس الاستراتيجية التي تحتلها، ويشدد على ضرورة احترام سيادة لبنان وأمنه، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متزايداً مع استمرار العمليات العسكرية في غزة والتوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
قد يهمك أيضــــــا
أرسل تعليقك