أبو بكر البغدادي يظهر للمرة الأولى في الموصل والتنظيم يعتبر خروجه تمرينًا لمواجهة الطوارئ

أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، الثلاثاء، بأن الاضطرابات التي هزت مدينة الموصل أرغمت زعيم تنظيم "داعش" المدعو ابو بكر البغدادي على الخروج من مخبأه في أحد احياء المدينة، فيما أشار إلى أن إعلام التنظيم نَشطَ في وصف ما حدث بأنه "تمرين تعبوي لمواجهة حالات الطوارئ".

وأوضح أن الاضطرابات التي ضربت، مدينة الموصل والتي يصفها تنظيم داعش بأنها عاصمة دولة الخلافة دفعت بزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي للخروج من مخبأه ولقائه مواطنين مدنيين في حي الرسالة, لافتا إلى أن البغدادي كان يستقل سيارة دفع رباعي بيضاء اللون وتحيطه ثلاث مركبات مدججة بالمسلحين يرتدون زيًا أسودًا وملثمين في ظهور هو الأول من نوعه في الموصل منذ أشهر طويلة, وأضاف أن ظهور البغدادي يعكس حجم خطورة الاضطرابات التي ضربت مدينة الموصل اليوم"، مشيرًا إلى أن مفارز تنظيم داعش الاعلامية نشطت في وصف احداث الموصل اليوم بأنه مجرد تمرين تعبوي لمواجهة حالات الطوارئ في مسعى منه لطمأنة الرأي العام.

وأشار إلى أن هناك شبه حظر على التجوال خاصة المركبات في أغلب احياء الموصل في الوقت الحالي وسط انتشار غير مسبوق لمسلحي التنظيم خاصة في محيط المقرات الرئيسية والدواوين التي اغلقها بقوة سلاح جيش العسرة, فيما شهدت مدينة الموصل، الثلاثاء سلسلة حوادث واضطرابات كان أبرزها اغلاق مداخل المدينة وإقامة استعراضات فردية للمسلحين وصولا الى اغلاق دواوين التنظيم بقوة السلاح من قبل ما يسمى بـ"جيش العسرة" ومحاصرة أحد الاحياء التي تحتوي على منازل قيادات بارزة في "داعش".

وسقط قادة تنظيم داعش واحدا تلو الآخر، سواء عبر استهداف دقيق من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، أو خلال المعارك الدائرة في العراق وسورية, وكان آخر من قتل من قادة التنظيم المتطرف المدعو وائل عادل حسن سلمان الفياض المعروف أيضاً باسم الدكتور وائل, حيث كان يعد قيادياً بارزاً يشغل منصب وزير إعلام داعش، وقد قتل في غارة جوية نفذها التحالف في السابع من أيلول/سبتمبر استهدفت موقعه قرب مدينة الرقة السورية, وقبل الفياض كان قد قتل المتحدث باسم داعش والمسؤول عن عملياته الخارجية أبو محمد العدناني.

وتضاءل عدد القادة المؤسسين لداعش أو من التحقوا بالتنظيم بعد تأسيسه مباشرة وأصبحوا قادة فيه وشاركوا في مرحلة تأسيس ما يسمى بـ"الخلافة" تنظيم داعش بعد أن اجتاح التنظيم مناطق واسعة من العراق وسورية في صيف عام 2014, ومن الطبيعي أن يتم تعيين أشخاص لملء الشغور الذي يحدثه مقتل القياديين, لكن السؤال هو: من هم القادة المتبقون؟

أبوبكر البغدادي, حيث ولد إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي، المعروف بـ "أبوبكر البغدادي" عام 1971 في أسرة عراقية، ودرس في الجامعة الإسلامية في بغداد, ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الأميركية، اعتقل البغدادي لسنوات عدة في معسكر بوكا، وهو سجن أميركي جنوب العراق، قبل أن يصبح زعيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2010، وهو اسم التنظيم قبل أن يصبح "داعش" الذي وصل إلى سورية عام 2013, وفي حزيران/يونيو من هذا العام، اختار التنظيم المتنامي أبوبكر البغدادي "خليفة للمسلمين" في كل مكان، ودعا الجميع لتقديم الولاء له, وأثبت أنه شديد القسوة في القضاء على خصومه، ولم يبد تردداً في الانقلاب على حلفاء سابقين, وشن حرباً ضد جبهة النصرة المنبثقة عن تنظيم القاعدة في سورية، مما أدى إلى الانشقاق عن زعيم القاعدة أيمن الظواهري في وقت سابق هذا العام.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد عرضت مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى تحديد مكان البغدادي والقبض عليه أو إدانته, وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر 2015 وجهت طائرة تابعة للقوة الجوية العراقية ضربة لمكان في منطقة الكرابلة اجتمع فيه أبو بكر البغدادي مع قياداته، ويعتقد أن عددًا كبيرًا من عناصر الحماية الشخصية لأبو بكر البغدادي وبعض القادة الكبار قتلوا، وقيل حينئذ إن أبو بكر البغدادي لا يُعرَف مصيره، إلا أن تسجيلاً صوتياً له صدر بعد ذلك في 27 كانون الأول/ديسمبر 2015.

ويتميز البغدادي بمجموعة من المساعدين، يتراوح عددهم حسب التقديرات بين 12 و15 شخصًا، ويترأس المجموعة قائد يدعى أبو علي العنبري، الذي تولى لفترة مسؤولية عمليات داعش في سورية، ولكن الأهم في سجل العنبري أنه يعتبر العقل الاستراتيجي للتنظيم, حيث كان العنبري جنرالاً في الجيش العراقي في عهد صدام حسين, ويعتبر نائباً لأبو بكر البغدادي، وهو على ما يبدو العقل التنفيذي وراء الاستراتيجية العسكرية، أي الهجمات التي تقوم خلايا نائمة بتنفيذها في أوروبا، والهجمات المشتركة والمخططة جيدا التي يجري تنفيذها من طرابلس في ليبيا عبر مدن القناة المصرية وشبه جزيرة سيناء، وعمليات داعش للسيطرة على مصادر النفط.

أبو سليمان الناصر, واسمه الحقيقي نعمان سلمان منصور الزيدي، ولا يُعرف سوى القليل عنه, وقد خلف أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق، بعد أن قتل مع زعيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي في عملية مشتركة للقوات الأميركية والعراقية في تكريت في نيسان/أبريل عام 2010، كوزير حرب لما كان يسمى “الدولة الإسلامية في العراق”، واختار لنفسه اسما جديدا وهو “الناصر لدين الله الفاطمي أبو لؤي سليمان”.

وللمصادفة أنه كان أيضاً معتقلاً في سجن بوكا العسكري, وكانت قوات الأمن العراقية زعمت أنها قتلت الناصر في شباط/فبراير 2011 في مدينة هيت غرب بغداد, ومع ذلك، نفت “دولة العراق الإسلامية” مقتله في وقت لاحق من الشهر نفسه, ولم يصدر الناصر أي تصريحات علنية منذ إعلانه حتى الآن, فيما استهدفت غارة جوية أميركية في وقت متأخر من 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، اجتماعا لكبار قادة التنظيم في الموصل في العراق، ما أسفر عن مقتل 20 مسلحًا من داعش، ومن ضمنهم أبو أيمن العراقي، رئيس ما كان يسمى مجلس الشورى العسكري في ذلك الوقت، وقد حل محله أبو سليمان الناصر رئيسا للمجلس العسكري للتنظيم.

ويعرف أبو عبدالقادر, شوكت حازم الفرحات الملقب بـ"أبو عبد القادر", بوزير الإدارة العامة في تنظيم داعش، ويقدم الاستشارات في قضايا الإدارة الاقتصادية, وورد اسمه في قائمة أبرز الممولين لداعش التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية, ويشغل أبو محمد, بشار إسماعيل الحمداني الملقب بـ"أبو محمد"، منصب وزير ملف السجناء في تنظيم داعش, في حين يعرف أبو لؤي, واسمه الحقيقي عبد الواحد خضير أحمد الملقب بـ"أبو لؤي"، بوزير الأمن العام في تنظيم داعش، ويقدم المشورة في القضايا العسكرية أيضا.

ويرأس أبو قاسم, عبد الله أحمد المشهداني الملقب بـ"أبو قاسم"، وزارة المقاتلين المقاتلين الأجانب والانتحاريين في تنظيم داعش, فيما يعد أبو شيماء فارس رياض النعيمي الملقب بـ"أبو شيماء"، وهو بمثابة وزير الأسلحة في التنظيم, بينما يعتبر أبو كفاح خيري عبد حمود الطائي الملقب بـ"أبو كفاح"، من يشغل منصب وزير التفخيخ في التنظيم, في حين عهد إلى أحمد أبو أسمرة, وهو مواطن سوري أميركي، إليه إدارة العمليات الإعلامية لداعش، ويقال إنه من مدينة حلب.

ويعد أبو همام الأثري, واسمه الحقيقي تركي العنبلي، وهو بحريني الجنسية ومن الشخصيات البارزة في التنظيم، وله تأثير كبير في الفتاوى التي يصدرها التنظيم. وكان تلميذ الأردني محمد المقدسي، وقد كتب السيرة الأولى لحياة أبوبكر البغدادي, فيما كان أبو فاطمة الجحيشي, أحمد محسن الجحيشي، المعروف باسم أبو فاطمة، في البداية المسؤول عن عمليات داعش في جنوب العراق, ويشغل منصب ولي جنوب ووسط الفرات، وهو عضو بارز في التسلسل الهرمي للتنظيم.

وتقلد أبو خدر الواصفي محمد حميد الدليمي الملقب بـ"أبو خدر الواصفي"، المسؤول عن الاتصالات الداخلية في التنظيم, فيما حظي أبو سجى, واسمه الحقيقي عبد الرحمن العفاري، بمسمى "منسق شؤون الشهداء والنساء" في تنظيم داعش, بينما يعتبر أبو ميسيرة: أحمد عبد القادر الجزاع الملقب بـ"أبو ميسيرة" ، والي بغداد في تنظيم داعش, في حين عرف أبو نبيل, وسام عبد زيد الزبيدي الملقب بـ"أبو نبيل"، بما يسمى والي صلاح الدين في تنظيم داعش.

ونال أبو فاطمة, نعمة عبد نايف الجبوري الملقب بـ"أبو فاطمة"، منصب "والي" كركوك, فيما تقلد أبو جرناس رضوان طالب حسين إسماعيل الحمدوني الملقب بـ"أبو جرناس"، منصب والي ولاية الحدود في تنظيم داعش, بينما تقلد أبو لقمان علي موسى شواخ الملقب بـ"أبو لقمان"، منصب والي الرقة. سوري الجنسية ومعروف بانتسابه للجماعات المتطرفة، وكان مسجونا في سورية، لكن أطلق سراحه بموجب عفو من بشار الأسد صيف عام 2011.

وتولَّى أبو الأثير العبسي, واسمه الحقيقي غير معروف، "ولاية حلب", وتقول بعض التقارير إن أبو الأثير العبسي أرسل إلى مكان آخر ربما مدينة حمص. وكان شقيقه أيضا أحد المتطرفين المعروفين ويدعى "الشيخ أبو محمد العبسي"، وقد قتل في آب/أغسطس 2012 على يد جماعة منافسة, فيما شغل حجي عبد الناصر: اسمه الحقيقي غير معروف، منصب "والي دير الزور" في تنظيم داعش, أما عمرو العبسي, اسمه الحقيقي غير معروف، شغل منصب "والي حمص"، ويرجح أنه متمركز في حمص ودير الزور، ومتورط في الكثير من عمليات الخطف التي يقوم بها التنظيم.

وشغل أبو عبد الله الكوسوفي واسمه الحقيقي لافدريم موهسكري، وهو من كوسوفو، ويعمل في داعش قائد ميداني بارز في العراق وسورية, في حين قاد أبو خطاب الكردي, واسمه الحقيقي غير معروف، وهو القائد العسكري لداعش عمليات التنظيم في مدينة عين العرب (كوباني), وينحدر من مدينة حلبجة العراقية في السليمانية في كردستان العراق، ويقود مجموعة من الأكراد الجهاديين القادمين من كردستان العراق.

وبرز أبو جندل المصري, اسمه الحقيقي غير معروف. كقائد عسكري بارز في داعش، وقاد عملية حصار قاعدة مينغ الجوية في حلب، والاستيلاء عليها في آب/أغسطس عام 2013, أما أبو عمر قرداش, و اسمه الحقيقي غير معروف, وهو من أصل تركماني وضابط سابق في الجيش العراقي، ذو خبرة قيادية في التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية ولبنان, بينما قاد أبو عمر الملاكم, واسمه الحقيقي غير معروف، وهو عراقي فر من سجن تكريت في أيلول/سـبتمبر 2013، ومنذ ذلك الحين يقود عمليات داعش في إدلب وحلب, في حين يعد أبو ناصر الأمني اسمه الحقيقي محمود الخضر, وهو مسؤول بارز في الرقة. تلف السرية شخصه، لا يكشف عن وجهه ويرتدي القفازات لإخفاء لون بشرته.

وقاد أبو مصعب الحلوس, واسمه الحقيقي خلف ذياب حلوس، عمليات تنظيم داعش للاستيلاء على الرقة, ويعتبر سالم بن غالم  الفرنسي الجنسية، كان مسجونا في فرنسا بتهمة القتل عام 2001، ويقال إنه المسؤول عن الإعدامات في سورية.

يُذكر أنَّ الأشخاص المذكورة أسماؤهم هم من قادة داعش الذين كشفت هويتهم عن طريق التسريبات, ومن المؤكد أنهم ليسوا جميع قادة التنظيم المتطرف الذين قادوه منذ إعلانه الخلافة، فهناك بعض الأسماء غير المعروفة، ومنها ما يسمى بـ"والي نينوى" و"والي دمشق", وهناك أسماء مذكورة من القيادة العليا لداعش لم يعرف عنها شيء، كأعضاء لما يسمى بـ"مجلس الحرب" وهم: أبو كيف وأبو سامع وأبو شهادة وشخص يدعى أبو خضر الأسفي، وهو من المجلس الوزاري لداعش.