الفاشر ـ العرب اليوم
تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، تصعيداً عسكرياً حاداً نتيجة الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات الدعم السريع على المحور الجنوبي للمدينة. ورغم الحصار المفروض على الفاشر منذ 10 مايو 2024، يواصل الجيش السوداني التصدي لهذه الهجمات ضمن معارك مستمرة منذ عدة أشهر، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل حاد. هذه المواجهات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين والنازحين، وسط تحذيرات دولية متكررة من الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق بسبب استمرار القتال وغياب الخدمات الأساسية.
أعلنت الأمم المتحدة في بيان رسمي أن ما لا يقل عن 89 مدنياً لقوا حتفهم خلال عشرة أيام فقط جراء الهجمات التي نسبت إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم أبو شوك المجاور. وحذر جيريمي لورنس، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، من أن العدد الفعلي للضحايا المدنيين قد يكون أعلى بكثير، مشدداً على ضرورة وقف هذه الهجمات فوراً، كونها تسبب معاناة إنسانية غير مقبولة.
في ظل هذا النزاع المستمر، تعاني الفاشر وأقاليم دارفور بشكل عام من أزمة إنسانية وصحية حادة، حيث تواجه المدينة نقصاً شديداً في الغذاء والخدمات الصحية، وتزايداً في حالات سوء التغذية التي أدت إلى زيادة في أعداد الوفيات بين السكان المدنيين. كما يشهد إقليم دارفور تفشياً واسعاً لوباء الكوليرا الذي ضرب المجتمعات ومخيمات النزوح، مضيفاً ضغطاً كبيراً على الموارد الصحية الضعيفة أساساً.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية تسجل حالات إصابة بالكوليرا، حيث تم تسجيل ما يقرب من 48,768 حالة إصابة، بالإضافة إلى 1,094 حالة وفاة حتى 11 أغسطس 2025. ويعتبر الكوليرا مرضاً خطيراً، إذ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج المناسب الذي يشمل الحقن الوريدي، محلول تعويض السوائل، والمضادات الحيوية.
يأتي هذا النزاع المسلح في ظل حرب مفتوحة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليون نسمة، حسب إحصائيات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين تشير دراسات جامعية أميركية إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير، إذ يتجاوز 130 ألفاً.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك