السويداء ـ العرب اليوم
شهدت مدينة السويداء السورية صباح الأحد هدوءاً حذراً، عقب أيام من الاشتباكات الطائفية العنيفة التي أودت بحياة نحو ألف شخص، حيث توقفت أصوات إطلاق النار، وسُجل انسحاب مقاتلي العشائر من أحياء المدينة، فيما بدأت القوات الأمنية الحكومية بالانتشار على مداخلها، مع تحليق مكثف لطائرات حربية يُعتقد أنها إسرائيلية في أجواء المنطقة.
ووفق ما أكده مراسلو وكالات الأنباء من محيط المدينة، فإن طريق دمشق – درعا بدا خالياً من المسلحين، في وقت شهدت فيه قرى ريف السويداء انتشاراً لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، دون أن تدخل هذه القوات إلى قلب المدينة حتى اللحظة.
وزارة الداخلية السورية أعلنت عبر منصّة "تليغرام" أن مدينة السويداء باتت خالية تماماً من مقاتلي العشائر، مؤكدة أنه تم إيقاف الاشتباكات داخل أحيائها بشكل كامل، بعد التوصل إلى تفاهمات ميدانية.
وفي خطوة تهدف إلى استعادة الاستقرار الإنساني والصحي، أرسلت الحكومة السورية صباح اليوم قافلة كبيرة من المساعدات الإنسانية، ضمت أكثر من 40 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية، متوجهة إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، تمهيداً لإدخالها إلى السويداء.
كما أعلنت وزارة الصحة السورية تحرك قافلة طبية عاجلة باتجاه المحافظة الجنوبية، استجابة للأوضاع الصحية المتدهورة الناجمة عن العنف، حيث تشمل القافلة 20 سيارة إسعاف مجهّزة بالكامل، يرافقها طواقم طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية.
الوزارة أكدت أن هذه الخطوة جاءت بالتنسيق مع محافظ السويداء، ومع فتح ممرات آمنة سمحت بإيصال الدعم للمناطق المتضررة. وشدد البيان الرسمي على أن القافلة تعكس "الواجب الوطني والمهني في ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية لجميع أبناء سوريا".
ورغم الهدوء النسبي، أثار تحليق الطائرات الحربية في أجواء المدينة قلقاً شعبياً، خاصة مع ترجيحات بأنها إسرائيلية. ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من دمشق أو تل أبيب بشأن هذا النشاط الجوي.
وكانت المدينة ذات الأغلبية الدرزية قد شهدت خلال الأسبوع الماضي موجة غير مسبوقة من العنف الطائفي، بعد تصاعد التوترات بين مجموعات محلية مسلحة ومقاتلي العشائر، تطورت إلى معارك شرسة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، ونزوح آلاف المدنيين من منازلهم.
الحكومة السورية أعلنت وقفاً شاملاً لإطلاق النار صباح الأحد، بالتزامن مع استعادة مجموعات درزية محلية للسيطرة على المدينة، وإعادة انتشار القوات الحكومية في المنطقة المحيطة، وسط تأكيدات رسمية بأن الأولوية الآن هي للحفاظ على الاستقرار، وتأمين الحاجات الأساسية للسكان المتضررين.
قد يهمك أيضــــــــــا
أرسل تعليقك