دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قوات الأمن التابعة للحكومة السورية إلى منع "الجهاديين" من دخول جنوب البلاد المتضرر وارتكاب "مجازر".وقال روبيو في بيان نُشر على منصة إكس: "إذا أرادت السلطات في دمشق الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية، فعليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة باستخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم الدولة الإسلامية وأي جهاديين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب مجازر".
ووصف روبيو الاشتباكات الدامية التي شهدتها السويداء في الجنوب على مدار أسبوع بين أبناء العشائر والدروز بأنها "اغتصاب ومذبحة للأبرياء" لا تزال مستمرة ويجب أن تنتهي.
يأتي ذلك بعد أن أفادت أنباء باستمرار الاشتباكات في أجزاء من محافظة السويداء في جنوب سوريا، رغم "وقف إطلاق النار الفوري" الذي أعلنه أحمد الشرع، رئيس السلطة الانتقالية في البلاد.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت أن القتال في محافظة السويداء "توقف" يوم الأحد، بعد أن استعاد مقاتلون دروز السيطرة على المدينة الجنوبية، وأعادت قوات النظام انتشارها في المنطقة التي قُتل فيها أكثر من 900 شخص في أعمال عنف طائفية.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في منشور على تليغرام بأنه "تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر، وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة".
وكانت القوات الحكومية قد أقامت نقاط تفتيش لمنع انضمام المزيد إلى القتال؛ إلا أن إطلاق نارٍ سُمع من داخل مدينة السويداء في وقت لاحق من السبت.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلين من الدروز تمكنوا، يوم السبت، من طرد فصائل مسلحة ممن تقاتلها، خارج محافظة السويداء، بعد أن أمرت الحكومة بوقف إطلاق النار، في أعقاب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة ودول الجوار، لتجنب المزيد من التدخل العسكري الإسرائيلي.
أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات
وعلى الرغم من ذلك، استمرت المعارك في أجزاء أخرى من محافظة السويداء، حتى مع استعادة الدروز السيطرة على قراهم بعد أيام من المعارك العنيفة مع عشائر من البدو المسلحين الذين تدعمهم قبائل أخرى تعيش في مناطق أخرى داخل سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "مقاتلين من العشائر انسحبوا من مدينة السويداء مساء السبت" بعد أن شن مقاتلون دروز هجوماً واسع النطاق.
وكانت إسرائيل قد قصفت القوات الحكومية في السويداء ودمشق في وقت سابق من هذا الأسبوع لإجبارها على الانسحاب؛ في أعقاب اتهامها بارتكابها عمليات إعدام ميدانية وانتهاكات أخرى ضد المدنيين الدروز خلال انتشارها لمدة قصيرة في المحافظة الجنوبية.
"شاهدت طوال حياتي الكثير من الجثث والقتلى، لكن في الأيام الأخيرة، كان للموت شعور آخر"
وفي وقت سابق يوم السبت، شوهدت عشرات المنازل والمركبات المحترقة ورجالاً مسلحين يشعلون النار في المتاجر بعد نهبها، بحسب فرانس برس.
وفي المساء، قال باسم فخر، المتحدث باسم فصيل "رجال الكرامة" وهو واحد من أكبر فصيلين درزيين مسلحين في السويداء، إنه "لا وجود للبدو في المدينة".
كانت الرئاسة السورية قد أعلنت ، صباح السبت ،وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية جنوب البلاد بعد أحداث دامية خلفت أكثر من 900 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وحثت، حينها، الرئاسة السورية في بيانها كافة الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية في جميع المناطق فورا.
وقال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في كلمة صباح السبت، إن "الدولة السورية تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم صعوبة الوضع لكن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق، وعلى إثر هذه الأحداث تدخلت الوساطات الأمريكية والعربية بمحاولة للوصول إلى تهدئة الأوضاع."
هل ترغب في معرفة أحدث التطورات في سوريا؟ تابع التحليلات والتقارير الشاملة عبر قناتنا على واتساب (اضغط هنا).
وأضاف الشرع قائلا : مع خروج الدولة من بعض المناطق بدأت مجموعات مسلحة من السويداء بشن هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم، هذه الهجمات الانتقامية التي ترافقت مع انتهاكات لحقوق الانسان دفعت باقي العشائر إلى التوافد لفك الحصار عن البدو داخل السويداء.
وقال الشرع إن الدولة وقفت إلى جانب السويداء بعد تحرير سوريا وحرصت على دعمها إلا أن البعض أساء للمدينة ودورها في الاستقرار الوطني، وأشار إلى أن الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة.
وقد بدأت قوات الأمن السورية الانتشار في محافظة السويداء لـ"حماية المدنيين ووقف الفوضى"، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السبت.
وفي بيان نشره على تلغرام، قال المتحدث باسم الداخلية نور الدين البابا "بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى". وأتى ذلك في وقت تدور اشتباكات متقطعة في مدينة السويداء وريفها الشمالي، بحسب المرصد ومراسلين لوكالة فرانس برس.
كان السفير الأمريكي لدى تركيا المبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، قد أعلن، فجر الجمعة، اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن ودول الجوار.
وقال باراك في منشور عبر حسابة على منصة أكس : "ندعو الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء سلاحهم والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة".
وكانت إسرائيل قد شنت، يوم الأربعاء، غارات جوية على دمشق، واستهدفت قوات حكومية في الجنوب، وطالبت بانسحابها، وقالت حينها إنها "تهدف إلى حماية دروز سوريا".
وقد نشرت دمشق هذه القوات في أعقاب اشتباكات وقعت بين عشائر بدوية ومسلحين دروز.
كيف يشكل التنوع الطائفي والعرقي الهوية السورية؟
بدوره، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الأقليات في سوريا معرضة "للخطر" تحت حكم أحمد الشرع.
وكتب ساعر على منصة إكس: "خلاصة الأمر: في سوريا الشرع، أن تكون من الأقليات، الكردية أو الدرزية أو العلوية أو المسيحية، هو أمر بالغ الخطورة". وأضاف "لقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً على مدى الأشهر الستة الماضية".
من جهته، رحّب الاتحاد الأوروبي، السبت، بوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، معرباً عن "الصدمة" من حصيلة الاشتباكات الطائفية في جنوب سوريا.
وجاء في بيان صادر عن الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد، بأن الوقت قد "حان للحوار والمضي قدماً في انتقال جامع بالفعل". وأن السلطات الانتقالية في سوريا "تتحمّل مع السلطات المحلية مسؤولية حماية كلّ السوريين، بلا أيّ تمييز".
وحضّ الاتحاد الأوروبي "إسرائيل وكل الجهات الخارجية الأخرى على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها بالكامل".
قوات الأمن الداخلي تبدأ الانتشار في مناطق الاشتباكات بالسويداء 19 يوليو/ تموز 2025صدر الصورة،وكالة الأنباء السورية
التعليق على الصورة،قوات الأمن الداخلي تبدأ الانتشار في مناطق الاشتباكات بالسويداء 19 يوليو/ تموز 2025
الطائفة الدرزية ترحب بوقف إطلاق النار
وقد أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً، عبر صفحتها على فيسبوك، دعت خلاله إلى وقف الاقتتال.
وقالت الرئاسة الروحية: "نجدد دعوتنا اليوم للاحتكام إلى إنسانيتنا ونمد يدنا للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح والفوضى"، بحسب البيان.
كما أكدت الطائفة أن أبنائها لم يكونوا "دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً للإنسانية والتآخي وطالما كان الجبل ملجأً لكل مظلوم وخائف".
940 قتيلاً و 80 ألف نازح منذ بدء أعمال العنف
ووفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، قُتل 940 شخصاً خلال أسبوع في اشتباكات السويداء.
وأحصى المرصد مقتل 326 مقاتلاً و262 مدنياً من الدروز، بينهم 182 "أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية". في المقابل، قُتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة الى 21 من أبناء العشائر البدوية، ثلاثة منهم مدنيون "أُعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز".
كما أفاد المرصد بأن الغارات التي شنتها اسرائيل خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
كما قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 80 ألف شخص نزحوا من منازلهم في محافظة السويداء جنوبي سوريا، منذ بدء أعمال العنف الأحد الماضي.
وأوضحت المنظمة في بيان الجمعة، أن "79 ألفاً و339 شخصاً نزحوا منذ 13 يوليو/تموز، من ضمنهم 20 ألفاً و19 شخصاً نزحوا في 17 تموز/يوليو"، مشيرة إلى أن الخدمات الأساسية في السويداء من كهرباء وماء "انهارت"، إذافة إلى نقص الوقود الذي "شلّ حركة النقل وعرقل عمليات الإجلاء الطارئة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك