في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتزايد التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة تهدد حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، نداءً عاجلاً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، داعياً إياه إلى التدخل الفوري لوقف الحرب المستمرة على القطاع، وتسهيل إدخال المساعدات الإغاثية والغذائية، مؤكداً أن ترمب "القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات".
وقال السيسي، في كلمة مصورة بثها التلفزيون المصري، إن مصر "لا يمكن أن تتخذ موقفاً سلبياً تجاه الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "لدينا كم كبير من المساعدات الإنسانية جاهزة لدخول غزة عبر معبر رفح، ونبذل كل جهد لإدخالها"، لكنه أشار إلى أن "الظروف داخل القطاع باتت مأساوية للغاية، والأمر أصبح لا يُطاق".
وأضاف الرئيس المصري أن مصر تقوم بدور "مخلص وشريف" تجاه الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة إدخال أكبر عدد من شاحنات المساعدات إلى غزة، حيث يحتاج القطاع، وفق قوله، إلى ما بين 600 إلى 700 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان في الظروف الحالية.
في المقابل، أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، بوجود مجاعة حقيقية داخل قطاع غزة، وقال: "لا يمكن التشكيك في ذلك. الأطفال يعانون جوعاً شديداً، ويجب أن ينعموا بالغذاء والأمان فوراً"، مضيفاً: "يمكننا إنقاذ الكثير من الناس".
وأكد ترمب أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات إلى غزة، مشيراً إلى أن تل أبيب "تستطيع فعل الكثير في هذا الشأن"، كما أعلن عن خطة لإنشاء مراكز توزيع طعام في القطاع "دون حواجز أو حدود"، لافتاً إلى أن عدة دول أبدت استعدادها للمساهمة في إرسال المساعدات الغذائية إلى غزة.
وفي إشارة إلى الحاجة لحلول دبلوماسية، قال ترمب إن التعامل مع حركة "حماس" صعب جداً، بسبب عدم رغبتها في التخلي عن المحتجزين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش معه سيناريوهات مختلفة إذا لم يتم الإفراج عنهم.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن صور الأطفال الجائعين في غزة "مروعة"، مؤكداً ضرورة "حشد دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، فيما كشف مكتبه أن ستارمر قدّم خطة للسلام في غزة خلال اجتماعه مع ترمب، تركز على الإغاثة الإنسانية العاجلة، وصياغة مسار عملي لتنفيذ حل الدولتين.
وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير فلسطينية بأن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 14 فلسطينياً خلال 24 ساعة، من بينهم طفلان، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة وفيات الجوع إلى 147 حالة منذ بداية الأزمة، منهم 88 طفلاً.
وتشير بيانات منظمة "يونيسف" إلى أن أكثر من 320 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، محذّرة من أن "كل ساعة تأخير قد تكون قاتلة".
من جهتها، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالسماح بدخول ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً، موضحة أن لديها آلاف الأطنان من المواد الأساسية العالقة في الأردن ومصر.
وعلى الأرض، أعلن الهلال الأحمر المصري انطلاق قافلة مساعدات ضخمة نحو غزة تضم 135 شاحنة تحمل قرابة 1500 طن من الأغذية والمواد الإغاثية، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية التي أدت، بحسب مصادر فلسطينية، إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً خلال اليوم ذاته، بعضهم أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية.
وتتزامن هذه التطورات مع انعقاد مؤتمر دولي في الأمم المتحدة برئاسة السعودية وفرنسا لدعم حل الدولتين وإنهاء النزاع، في ظل غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن جلساته، وهو ما يضع مستقبل العملية السياسية في مهب الريح وسط تصاعد أصوات المطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وبدء مسار تفاوضي حقيقي يعالج المأساة المتفاقمة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
جولة ناجحة للرئيس السيسي في قطر والكويت تؤكد عمق العلاقات العربية
السيسي وأمير قطر يتفقان على دعم إعادة إعمار غزة وتحقيق حل سياسي للفلسطينيين
أرسل تعليقك