مقتل وإصابة 4 جنود في انفجار طائرة مفخّخة شمال العراق و"داعش" يأمر بالتوجُه إلى سورية

قُتل اثنين من قوات البيشمركة وأصيب جنديين فرنسيين إثر انفجار طائرة مسيّرة مفخخة، شمال العراق اليوم الأربعاء، واُتهمت جماعة مرتبطة بتنظيم "داعش" بالوقوف وراء الحادث، في أول هجوم يستهدف القوات الخاصة الفرنسية في العراق.

وقال صحيفة اللوموند الفرنسية، أن "طائرة مسيّرة مفخخة أرسلها مسلحون لهم علاقة بتنظيم "داعش"، انفجرت، بتاريخ (2 من تشرين الأول/أكتوبر 2016) عند هبوطها في شمال العراق، مما أسفر عن مقتل عنصرين من قوات البيشمركة في العراق وإصابة اثنين من عناصر القوات الفرنسية بجروح بالغة في حين تأثر بعض الجنود الفرنسيين الآخرين بجروح طفيفة جرّاء الانفجار".

وأضافت الصحيفة، أنه "من غير المعروف إذا تم تفجير الطائرة عن بعد أو عن طريق جهاز توقيت"، مشيرةً الى، أن "الجنديين الفرنسيين اللذين أصيبا بجروح بالغة هما عضوان من القوات الخاصة قد تم إخلائهما للعلاج الطبي في فرنسا". وتابعت الصحيفة، أن "وزارة الدفاع الفرنسية امتنعت عن الإدلاء بأي تعليق حيث إنها عادة ما تتكتم على أنشطة قواتها الخاصة في العراق"، لافتةً الى، أن "قوات البيشمركة أو قوات الجيش العراقي لم تدل بأية معلومات عن الحادث".

ويعد هذا الهجوم بطائرة مسيّرة مفخخة الأول من نوعه الذي يشنّه عناصر تنظيم "داعش" ضد القوات الفرنسية المتواجدة في العراق، فيما لم تحدد الصحيفة الفرنسية المنطقة التي وقع فيها الهجوم، لكن انتشار قوات البيشمركة والقوات الخاصة محدد في مناطق شمال العراق. ويشار إلى أن فرنسا لديها 500 عنصر من القوات العسكرية كجزء من جهود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش", وتتضمن هذه القوة مجموعة من عناصر القوات الخاصة يقومون بتدريب قوات البشمركة شمال العراق.

وميدانيا: أمر تنظيم "داعش" جميع قادته وعناصره بترك مناطق، غرب الأنبار ، والتوجه إلى سورية، بعد أن فرَّ عناصر التنظيم من آخر ثلاثة معاقل لـ"داعش" في الأنبار. يأتي هذا في وقت أقدم تنظيم "داعش" المتطرف، على إعدام خمسة شبان ذبحا أمام مرأى الناس في مدينة الموصل.

وكشف مصدر أمني في محافظة الانبار أن "تنظيم "داعش" أمر جميع قادته وعناصره بترك آخر ثلاثة معاقل له في غرب الانبار، وهي عنة وراوة والقائم والتوجه إلى سورية مع عائلاتهم"، مبيناً أن "المناطق الغربية الثلاث الأخيرة المتبقية، لا يوجد فيها عناصر لتنظيم "داعش" بعد هروبهم بشكل عاجل وسريع وترك بعض المقار والأوكار خلفهم وهي مفخخة بالعبوات الناسفة".

وأضاف المصدر، أن "التنظيم ترك خلفه العديد من العجلات والأسلحة التي كان يستخدمها بمناطق جزيرة هيت والدولاب وجزيرة الرمادي التي تم تحريرها خلال الأسبوع الماضي، في عمليات عسكرية سريعة لم تشهد أية مقاومة".

واعلن مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة المقدم ناظم الجغيفي ،أن "القوات المشتركة انجزت الاستعدادات كافة لتحرير طريق بيجي - حديثة بطول 140 كم من حدود قضاء حديثة، وصولاً إلى النقطة المشتركة بين الأنبار ومحافظة صلاح الدين، لتحرير هذا الطريق وتأمينه من عناصر تنظيم "داعش". وأضاف الجغيفي، أن "القوات الامنية من قيادة عمليات الجزيرة والبادية وقطعات من الجيش ستنفذ العملية القتالية لتطهير وتامين طريق بيجي - حديثة خلال اليومين المقبلين، وبدعم من طيران التحالف الدولي لضمان قطع خطوط امدادات تنظيم "داعش" بين الانبار وصلاح الدين".

وتابع الجغيفي أن "معركة تطهير قضاء القائم وراوة وعنة ستكون حاسمة ومتزامنة مع تحرير طريق بيجي - حديثة ومن  محاور عدة لضمان تشتيت عناصر التنظيم وإضعاف قدراتهم وتدمير مقارهم في المناطق الغربية للأنبار". وفي العاصمة ، أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الأربعاء، أن "عبوة لاصقة كانت مثبتة أسفل سيارة حديثة تعود لبائع مشروبات كحولية انفجرت، صباح اليوم، لدى مروره في مدينة الصدر، شرقي بغداد، مما أسفرت عن مقتله في الحال وإلحاق أضرار مادية بالسيارة". وأضاف، أن "عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، بالقرب من سوق شعبية في قضاء المحمودية، جنوبي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة".

وبشأن الأزمة العراقية التركية وتصاعدت التصريحات النارية بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي ، قالت جامعة الدول العربية،اليوم الاربعاء : إنها تتابع "بقلق بالغ" تطورات الوضع بين العراق وتركيا، داعية أنقرة إلى احترام السيادة العراقية. وقال المتحدث باسم أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن "امين عام الجامعة العربية يتابع بقلق بالغ تطورات الموقف المتأزم بين العراق وتركيا". وأضاف المتحدث أن "الأمين العام، وإذ يذكر بالقرارات الصادرة في هذا الشأن عن قمة نواكشوط والاجتماع الوزاري الأخير فى 8/9/2016، يأمل فى عدم تصاعد الأزمة".

ودعا المتحدث باسم أمسن عام جامعة الدول العربية، تركيا إلى "احترام السيادة العراقية والامتناع عن التصريحات أو التصرفات التي تزيد من تعقيد الموقف". ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة في شمال العراق في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشنّ هجوم على مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" منذ حزيران 2014.

وفي هذه الاثناء، قال الناطق باسم الحكومة التركية نعمان قورتولموش إن وجود القوات التركية في بعشيقة بالموصل مشروع، وسيستمر مادامت هناك حاجة إليه. واضاف قورتولموش خلال استضافته في اجتماع محرري الأناضول "أن محاولة زجّ عناصر أجنبية في عملية تحرير الموصل من تنظيم "داعش" المتطرف لا يحقق السلام في العراق ولا يحلّ المشكلة في مدينة الموصل".

وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، أن "النصر النهائي على تنظيم"داعش" المتطرف والحاق الهزيمة بها أصبح قريبا جدا. وقال العبادي في تعزية له للشعب العراقي والأمة الإسلامية والمراجع الدينية بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام واهل بيته الكرام وأصحابه البررة، "اذ تمر علينا هذه الذكرى والعراقيون يحاربون عناصر "داعش" المتطرف ويحققون عليها الانتصارات وهم سائرون على نهج أبي الأحرار في الإصلاح ومحاربة الظلم والإباء وعدم السكوت على الضيم والعدوان، يستلهمون هذه المثل العليا في حربهم مع التطرف وضد الفاسدين".