بعد انتهاء المهلة التي منحتها "إكواس" (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ) للمجلس العسكري في النيجر والذي أعلن الانقلاب أواخر الشهر الماضي، بدأ الأخير بالاستنفار أمنياً تحسباً لأي تدخل عسكري. فقد دفعت القوات المسلحة في النيجر بتعزيزات إضافية إلى العاصمة نيامي، وذلك استعدادا لأي تدخل أجنبي محتمل.
وكشف مصدر مطلع أن قافلة من نحو 40 شاحنة بيك أب وصلت إلى نيامي ليل الاثنين، وجلبت قوات من أجزاء أخرى في البلاد "من أجل الاستعداد لمعركة محتملة"، حسب ما نقلت شبكة سي إن إن.
وكان المجلس العسكري أعلن في وقت سابق، أن "دولة أجنبية تستعد للعدوان على النيجر دون تحديدها". كما شدد على أنه "لن يتخلى عن خطواته رغم انتهاء المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وكانت المجموعة الإفريقية حددت يوم الأحد المنصرم كمهلة قصوى لتسليم "الانقلابيين" السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة.
من جانبها أكدت دبلوماسية أميركية بارزة أن قادة الانقلاب في النيجر رفضوا، الإثنين، السماح لها بلقاء الرئيس المنتخب محمد بازوم في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، والذي قالت إنه يخضع لـ "إقامة جبرية فعلية".
وأضافت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية، أن الضباط المتمردين لم يستجيبوا للضغط الأميركي من أجل إعادة البلاد إلى الحكم المدني.
وصرحت نولاند للصحفيين: "كانوا حازمين تماما بشأن الكيفية التي يريدون المضي قدما بها، ولا يدعم دستور النيجر ذلك". ووصفت المحادثات بأنها كانت "صريحة للغاية، وصعبة للغاية في بعض الأحيان".
وتحدثت نولاند بعد اجتماع استمر ساعتين في عاصمة النيجر، نيامي، مع بعض قادة الانقلاب في بلد كان شريكا هاما للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
ووصفت المحادثات بأنها كانت "صريحة للغاية، وصعبة للغاية في بعض الأحيان". وتحدثت نولاند بعد اجتماع استمر ساعتين في عاصمة النيجر، نيامي، مع بعض قادة الانقلاب في بلد كان شريكا هاما للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وقالت نولاند، عن حديثها إلى قادة المجلس العسكري: "أوضحت تماما أنواع الدعم التي سيتعين علينا قطعها قانونيا في حال لم يتم استعادة الديمقراطية".
وأضافت: "إذا صنفت الولايات المتحدة الوضع في النيجر على أنه "حكومة منتخبة ديمقراطيا أطيح بها بوسائل غير دستورية"، فإن القانون الفيدرالي يتطلب قطع معظم المساعدات الأميركية، وخاصة العسكرية".
وذكرت أنها شددت أيضا على اهتمام واشنطن بوضع الرئيس محمد بازوم، والذي قالت إنه محتجز رفقة زوجته وابنه.
جاء اجتماع نولاند مع الجنرال موسى سالو بارمو، الضابط الذي تدرب في الولايات المتحدة، و3 ضباط آخرين شاركوا في الانقلاب، لكنها لم تلتق قائد الانقلاب، الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي السابق.
فهل تفعلها دول إكواس التي يعقد قادتها الخميس المقبل اجتماعاً جديدا لبحث الوضع في النيجر، بعد أسبوعين على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم. لعل الإجابة تتضح من الانقسام الحاصل بين دول المجموعة ذاتها، التي تعارض أي حل مبني على تدخل عسكري.
فضلا عن أن الولايات المتحدة التي دانت الانقلاب وأوقفت مساعداتها مهددة باجراءات عقابية أخرى، أكدت على لسان وزير خارجيتها تمسكها بالحل الدبلوماسي، مستبعدة بذلك بطريقة غير مباشرة أي لجوء للقوة.
كذلك أوضح حسب مصدر قريب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أنه لن يتم النظر في التدخل العسكري في هذه المرحلة، وفق ما نقلت فرانس برس
يذكر أن هذا الانقلاب هو السابع في منطقة غرب إفريقيا ووسطها خلال 3 أعوام، بمنطقة الساحل الأفقر في العالم. وبالنظر لثروات النيجر من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في حرب دائرة مع متشددين في منطقة الساحل الإفريقي، تحظى الدولة بأهمية اقتصادية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
والنيجر دولة حبيسة ومساحتها تزيد عن مثلي حجم فرنسا وتمر في مجالها الجوي مسارات كثيرة للرحلات الجوية من إفريقيا وإليها. و لم يتحدد الزمن ولا الكيفية التي ستستمر من خلالها أي جولة مقبلة من المفاوضات مع المجلس العسكري.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي أرسلت من قبل قوات عسكرية إلى دول أعضاء فيها تعاني من اضطرابات، قد طلبت من قادة انقلاب 26 يوليو أن يتنحوا عن السلطة بحلول يوم الأحد وإلا سيواجهون تدخلا عسكريا محتملا، لكن المجلس العسكري رد بإغلاق المجال الجوي للنيجر وتعهد بالدفاع عن البلاد.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أميركا تُجمد مساعدات النيجر و"إيكواس" تضع خطتها للتدخل وقادة الانقلاب يطلبون تدخل فاغنر
قادة الانقلاب في النيجر يرفضون الرضوخ للتهديد بالحرب والمدن الرئيسية بلا كهرباء
أرسل تعليقك