مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ رسمياً ظهر الجمعة، بدأت خلال الساعات الماضية الإجراءات التنفيذية لتبادل الأسرى بين الطرفين، وفقاً لما نصت عليه "وثيقة شرم الشيخ" التي وقعت برعاية مصرية ووسطاء دوليين.
وأكدت مصادر إسرائيلية صباح السبت أن الجهات المعنية بدأت بنقل الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، بحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وذلك في إطار تنفيذ المهلة المحددة بـ72 ساعة لإتمام الصفقة. وبالتوازي، أفادت تقارير بأن حماس بدأت تجهيز الرهائن الإسرائيليين الأحياء، تمهيداً لتسليمهم يوم الاثنين.
ويُرتقب أن تستغرق عملية تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم خلال فترة احتجازهم وقتاً أطول، بحسب تقديرات قادة من الحركة، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد مراراً أن "الرهائن، أحياءً وأمواتاً، سيعودون جميعاً".
في السياق، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تضم أسماء 250 أسيراً فلسطينياً سيُفرج عنهم ضمن الصفقة. وتشمل القائمة 195 سجيناً محكوماً بالمؤبد، من بينهم 60 ينتمون إلى حركة حماس، إضافة إلى نحو 1700 معتقل من غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 22 قاصراً.
لكن اللافت أن اللائحة النهائية لم تتضمّن أسماء عدد من الشخصيات الفلسطينية البارزة التي طالبت حماس بالإفراج عنها، وعلى رأسهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حماس حسن سلامة.
وقد أثار هذا الاستبعاد جدلاً داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث اعترض جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" على إطلاق سراح نحو 100 سجين فلسطيني، بينهم 25 من القادة البارزين، مستخدماً حق النقض (الفيتو) لحرمانهم من الدخول ضمن الصفقة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن من تم نقلهم إلى سجن "كتسيعوت" سيُرحّلون لاحقاً إما إلى قطاع غزة أو إلى دول أخرى مثل تركيا وقطر، في حين أن السجناء الذين نقلوا إلى سجن "عوفر" سيفرج عنهم داخل مناطق الضفة الغربية.
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تتابع عملية التبادل ميدانياً، وتراقب تنفيذها لضمان عدم وقوع انتهاكات، وفق ما نصت عليه وثيقة التفاهم. وتنص الوثيقة أيضاً على أن تتم العملية دون أي تغطية إعلامية مباشرة أو مظاهر احتفالية أو مسلحة، كما جرت العادة في صفقات التبادل السابقة.
يُشار إلى أن عملية التبادل تتضمن الإفراج عن 20 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة، مقابل الأسرى الفلسطينيين المدرجين بالاسم في اللائحة الرسمية، فيما لا يزال هناك 48 أسيراً في غزة، منهم 26 لقوا حتفهم، واثنان لا يزال مصير جثمانيهما مجهولاً.
تأتي هذه التطورات في وقت تتسارع فيه خطوات تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، والتي تنص على وقف شامل للحرب المستمرة منذ عامين، وتسوية المسائل العالقة بين الطرفين، وفي مقدمتها وضع الرهائن، ومستقبل حكم القطاع، والانسحاب الإسرائيلي التدريجي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
القسام تعلن استهداف تل أبيب بالصواريخ ونتنياهو يتعهد بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة
بنيامين نتنياهو يرفض اسم العملية العسكرية الجديدة للسيطرة على مدينة غزة "مركبات جدعون 2"
أرسل تعليقك