حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره
آخر تحديث GMT06:59:41
 العرب اليوم -

حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره

رعي الغنم
القاهرة - العرب اليوم

اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتغل برعاية الغنم في مقتبل عمره الشريف، ولقد كان في هذا الأمر آثار زكية اعتنى العلماء ببيانها، تعرفًا للحكمة الكامنة وراء هذا التأهيل الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: "وأنت؟" فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» رواه البخاري.

قال الإمام ابن بطال في شرح الحديث أنه: "توطئة وتقدمةً في تعريفه –صلى الله عليه وسلم- سياسة العباد، واعتبارًا بأحوال رعاة الغنم، وما يجب على راعيها من اختيار الكلأ لها، وإيرادها أفضل مواردها، واختيار المسرح والمراح لها، وجبر كسيرها، والرفق بضعيفها، ومعرفة أعيانها وحُسن تعهُّدها، فإذا وقف على هذه الأمور كانت مثالًا لرعاية العباد، وهذه حكمة بالغة". اهـ.

ومن الجدير بالذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدَّادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم» رواه البخاري.

فإنه يشير إلى تمتع من يرعى الغنم بالسكينة والوقار كما ورد في رواية أخرى، وهذا مما يناسب هيئة النبي الذي يبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى، ويرعى المؤمنين بهذه الرسالة، ويحوطهم بعنايته وعطفه؛ ولهذا رعى كل الأنبياء الغنمَ.

والإمام ابن حجر يرى أن رعي الغنم يعلم الرسل الصبر على الأمة، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة (عند تكليف الرسل برسالة الله)؛ لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم.

والدكتور البوطي يلتفت إلى معنًى لطيف في هذا التقدير الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرى فيه ذوقًا رفيعًا وإحساسًا دقيقًا جمَّلَ الله تعالى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم، ذلك أنه حين رأى في نفسه القدرة على العمل والكسب بذل جهده لتوفير نفقته إشفاقًا على عمه أبي طالب الذي كان يُرَبِّيه وينفق عليه، وربما كان ما يجنيه صلى الله عليه وسلم قليلًا، ولكنه تعبير عن شهامة في طبعه وبرٍّ في معاملته، وأن خير مال الإنسان ما اكتسبه بيده، لا ما جناه وهو مستلقٍ على ظهره، دون أن يبذل أي فائدة لمجتمعه، وأن صاحب أي دعوة لن تقوم لدعوته أي قيمة إذا كان كسبه من عطايا الناس وإنفاقهم عليه؛ ولذا فقد كان صاحب الدين الحق الذي هو الإسلام أحرى الناس كلهم بأن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي حتى لا يكون لأحد من الناس فضل عليه، فيعوقه ذلك عن أن يصدع بكلمة الحق في وجهه غير مبالٍ بأثرها في نفسه.

المصادر:
- شرح صحيح البخاري لابن بطال.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
- فقه السيرة النبوية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
 
نقلاً عن موقع دار الافتاء المصرية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره حكمة رعي النبي صلى الله عليه وسلم للغنم في صغره



النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة -العرب اليوم

GMT 17:20 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

ثوران بركاني جديد في أيسلندا

GMT 01:20 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

قوات الاحتلال الاسرائيلي تداهم شرق قلقيلية

GMT 04:38 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك

GMT 22:13 2024 السبت ,16 آذار/ مارس

محمد صلاح يحدد شرطين للتجديد مع ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab