قفزت أسعار النفط بنحو 6% اليوم الخميس مواصلة المكاسب من الجلسة الماضية إذ بدأ المشترون في الهند إعادة النظر في مشترياتهم من النفط الروسي بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي النفط الروسيتين الكبيرتين روسنفت ولوك أويل، وإقرار الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا بما يشمل حظر الغاز المسال الروسي وعقوبات ضد النفط أيضاً على خلفية الصراع في أوكرانيا.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 3.35 دولار أو 5.35% إلى 65.94 دولار بحلول الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.45 دولار أو 5.90% إلى 61.95 دولار.
وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات وحثت في الوقت نفسه موسكو على الموافقة الفورية على وقف إطلاق نار في الحرب الروسية في أوكرانيا.
وظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقاوم لأشهر ضغوط أعضاء الكونغرس لفرض عقوبات على قطاع الطاقة، على أمل أن توافق روسيا على إنهاء القتال في أوكرانيا. لكن مع عدم وجود نهاية في الأفق، قال إنه شعر أن الوقت قد حان.
وفرضت بريطانيا عقوبات على روسنفت ولوك أويل الأسبوع الماضي.
وبشكل منفصل، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب الحرب، والتي تشمل حظرا على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى دول الاتحاد، إلى جانب إجراءات إضافية تستهدف قطاعي النفط والطاقة، وعددًا من الأفراد والكيانات المرتبطة بالكرملين.
وذكر رئيس استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك أولي هانسن، أن أسعار الخام قفزت بعد بدء تطبيق العقوبات الأميركية وستحتاج بذلك المصافي في الصين والهند إلى البحث عن مصادر بديلة للخام لتجنب الاستبعاد من النظام المصرفي الغربي.
وقالت محللة السوق لدى فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا: "تهدف العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على أكبر شركات النفط في روسيا إلى خنق العائدات التي يمول الكرملين الحرب منها، وهي خطوة قد تؤدي إلى تقليص التدفقات الفعلية لبراميل النفط الروسية".
وبعد الإعلان مباشرة عن العقوبات الأميركية، ارتفعت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من دولارين للبرميل مدعومة أيضاً بانخفاض مفاجئ في المخزونات الأميركية.
وقال المحلل في يو.بي.إس جيوفاني ستاونوفو، إن تأثير العقوبات على أسواق النفط سيعتمد على رد فعل الهند وما إذا كانت روسيا ستجد مشترين آخرين.
وذكرت مصادر في قطاع النفط اليوم الخميس إن من المتوقع أن تقلص شركات التكرير الهندية وارداتها من النفط الروسي بشكل حاد بسبب العقوبات الجديدة. وأصبحت الهند أكبر مشتر للخام الروسي المنقول بحرا بأسعار مخفضة في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022.
وقال مصدران مطلعان إن شركة ريلاينس إندستريز الخاصة، وهي أكبر مشتر للنفط الروسي في الهند، تعتزم تقليل وارداتها أو وقفها تماما.
لكن تَشكك السوق بشأن ما إذا كانت العقوبات الأميركية ستؤدي فعلا لتحول جوهري في المعروض حدت من مكاسب النفط.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك