عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات
آخر تحديث GMT22:47:31
 العرب اليوم -

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

العنف الأسري
بغداد - العرب اليوم

تدخل «أزهار» مسرعة إلى مكتبها في إحدى الإدارات العامة في بغداد قبيل انتهاء الدوام. تلملم أغراضها قبل أن تتوجه لبدء إعطاء دورات قانونية لنساء معنفات مستفيدة من تجربتها المريرة في انتشال عائلتها من أيدي رجل «كادت تموت» على يده.
لسنوات، واجهت عائلتها والأعراف الاجتماعية وقانوناً لا يعطي أولوية لقضايا النساء، قبل أن تنجح في أن تحصل على الطلاق من رجل عنيف تزوجته بضغط عائلي بعدما ترملت بسن صغيرة. وتروي «أزهار» (56 عاماً) التي باتت الآن ناشطة حقوقية منخرطة في منظمة «شبكة النساء العراقيات»، أنها «شعرت أنني ضعيفة أمام القانون، لذلك قررت دراسة» الحقوق. وتضيف أنها بعدما حصلت على شهادتها الجامعية في القانون، باتت تساعد «نساء أخريات من معرفتي وتجربتي... لكي يعرفن حقوقهن ويتمكنن من الدفاع عن أنفسهن... أي امرأة معنفة أو تحتاج مساعدة قضائية أُدعمها».
في مجتمع أبوي ومحافظ إلى حد كبير، تقود المنظمات غير الحكومية والناشطات النسويات المعركة للدفاع عن حقوق المرأة في مواجهة العنف، منددة بتقاعس السلطات في مواجهة هذه الحالات وقوانين لا تنصف النساء، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
من حقيبة يدها المليئة بالأوراق، تخرج أزهار صوراً توثق آثار ضربٍ مبرح تعرضت له على يد زوجها. وتقول: «اعتقدت أنني كدت أموت». وتضيف وعلى وجهها الذي لفته بوشاح قرمزي، علامات تحدٍ، «كان ذلك في عام 2010، حينها قررت أن أكسر الطوق وأقمت دعوى تفريق، لكن القاضي كان يعرف زوجي، وقام برد الدعوى».
وتستطرد قائلة: «قدمت للقاضي ثلاثة تقارير طبية توثق الضرر الجسدي الذي أصابني. جوابه كان: (لن أفرق عائلة على أساس تقارير طبية، وماذا لو ضرب رجل زوجته؟)».
بعد عشر سنوات، حصلت «أزهار» على الطلاق. خلال تلك الفترة، استأجرت منزلاً خاصاً بها مع أولادها الثمانية، وعملت في ثلاث وظائف لتعيلهم، بينها إعطاء دروس خصوصية وقيادة سيارة أجرة. وأحصت وحدة حماية الأسرة في وزارة الداخلية «17 ألف دعوى اعتداء زوج على زوجة خلال عام 2021»، وفق ما يقول مدير العلاقات والإعلام في الوزارة اللواء سعد معن. ويتلقى الخط الساخن للوحدة نحو مائة اتصال يومياً في بغداد فقط للإبلاغ عن عنف ضد نساء.
وأظهر إحصاء لوزارة التخطيط العراقية ارتفاعاً بنسبة زواج القاصرات خلال عشر سنوات. فقد تزوجت «25.5 في المائة من النساء قبل بلوغهن 18 سنة، و10.5 في المائة قبل بلوغهن 15 سنة»، بينما بلغت النسبتان في عام 2011 على التوالي 21.7 في المائة و4.9 في المائة. ويقول مدير وحدة حماية الأسرة في وزارة الداخلية علي محمد، إن معظم القضايا تنتهي، حتى بعد تحويها إلى القضاء، بالمصالحة.
لكن الناشطة هناء إدوار، ترى أن «المصالحة دائماً ما تكون على حساب الضحية». وترأس هناء إدوار منظمة «الأمل» العراقية التي أحصت أكثر من 1800 حالة عنف أسري ضمن مراكزها الستة في كركوك هذا العام. وللمنظمة مركزان آخران في النجف والبصرة. وتضيف الناشطة النسوية منذ أكثر من 50 عاماً: «نلاحظ أن حساسية القضاء فيما يخص النوع الاجتماعي، فيما يخص المرأة، أضعف بكثير من الذكورية المتلبسة بها عقول القضاة».
وتشاركها الرأي المحامية مروة عليوي، رئيس منظمة «لأجلها» التي تقدم خدمات قانونية للنساء. وتقول «لا تنظر المحاكم ومجلس القضاء الأعلى لقضايا النساء على أنها أولوية بل تتعامل معها على أنها قضايا عادية».
ويطبق قانون العقوبات العائد لعام 1969 على قضايا تعنيف النساء، أو يتم التعامل معها في معظم الأحيان على أنها جنح عادية. ويُسقط هذا القانون العقاب عن المغتصب إذا تزوج من ضحيته، وهذه من أبرز المواد التي تطالب الجمعيات النسوية بإلغائها.
ولا يزال مشروع قانون العنف الأسري الذي تعمل له منظمات محلية عدة، في أدراج البرلمان منذ 2010، بعد عرقلة أحزاب دينية تمريره. وتشرح عليوي أنه «لعل أهم ما يتضمنه مشروع القانون هو إنشاء مآوٍ للنساء المعنفات».
وتحركت السلطات أخيراً بعدما أثارت قضية تعنيف غضباً عارماً في الرأي العام. فقد تعرضت مريم (16 عاماً) للتشويه بالأسيد من رجل رفضت الزواج منه، كما روت عائلتها لقنوات تلفزيونية محلية. عندما خرجت القضية للإعلام المحلي بعد سبعة أشهر من الجريمة، استقبلها مسؤولون من ضمنهم رئيس الجمهورية، وأبدوا استعدادهم لمساعدتها في العلاج. كما أصدر قاضي التحقيق المختص في قضيتها بياناً أكد فيه أن المشتبه فيهما موقوفان ويجري التحقيق معهما. وترى عليوي أن «قضية مريم لولا الضغط الإعلامي، لكان النظر بها سيأخذ أكثر من عامين».
في كركوك، كانت منظمة «الأمل» طوق نجاة لـ«لينا» (اسم وهمي) بعدما عانت من التعنيف من زوجٍ أرغمت على الارتباط به حين كانت تبلغ 13 عاماً فقط. وتقول: «كان عمري 25 عاماً حين قلت كفى. ضربني زوجي بطريقة لا توصف. لم يلمه أحد. ثم أرسلني هو ووالدي إلى طبيب نفسي ليقول إنني أعاني من خلل نفسي خشية من أن أفضح أمره. الطبيب لاحظ آثار الضرب على جسدي ووصلني بالجمعية».
وتروي الشابة البالغة من العمر 29 عاماً، «كانت لي ثقة بالجمعية أكثر من الشرطة». وتضيف: «يوم أخذت ورقة طلاقي وخرجت من المحكمة، كنت كما الخارجة من سجن». وتطمح الآن لأن تكمل دراسة علم النفس، وهي تعمل ناشطة في الجمعية نفسها التي أنقذتها. وظيفتها زيارة البيوت وإعطاء محاضرات للنساء عن حقوقهن. هكذا، ترصد حالات محتملة لعنف أسري وتسعى برفقة باحثات اجتماعيات إلى مساعدة النساء

قد يهمك أيضا

زواج القاصرات يشعل الأردن مجدداً و مطالب باعتباره إتجارا بالبشر

 مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026
 العرب اليوم - ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 22:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دارفور على صفيح ساخن بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - دارفور على صفيح ساخن بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab