استقالة الحكومة
آخر تحديث GMT07:29:39
 العرب اليوم -

استقالة الحكومة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استقالة الحكومة

عمرو الشوبكي

من الصعب أن تقسو فى حكمك على حكومة الببلاوى حين يكون مجيئها وذهابها فى واحدة من أصعب الفترات التى مرت بها مصر فى تاريخها المعاصر، ولكن من الصعب أيضا أن تتجاهل مشكلة أداء الحكومة وضعف حسها السياسى وتعاملها التقليدى والرتيب مع كثير من الملفات، خاصة السياسية والأمنية. صحيح أن الحكومة ضمت خبراء اقتصاديين قد يكونون هم الأهم فى مصر، والببلاوى نفسه واحد منهم، وصحيح أيضا أنها حققت تقدماً اقتصادياً ولو محدوداً أو على الأقل أوقفت التدهور، ولكنها لم تتخذ إجراءات جريئة كانت مطلوبة، خاصة أن كثيرين اعتبروا أن وجود حكومة بتفويض شعبى، وفى ظل تراجع ضغوط الأحزاب وغياب استجوابات البرلمان واضطرارها لإحداث مواءمات حزبية، كل ذلك جعلها فى وضع قادرة فيه على اتخاذ قرارات جريئة لم تقم على أى منها. الحكومة السابقة يكفيها شرف قبول تحمل المسؤولية فى وقت كان كل من يحمل علماً أو كفاءة يعتذر عن عدم المشاركة ويفضل أن يبقى متفرجاً على الأحداث، فالحكومة لم تعد لكثير من الناجحين مطمعاً وهدفاً، ومع ذلك فالببلاوى المهنى قَبِلَ رغم كبر سنه وقَبِلَ معه عدد لا بأس به من أكفأ رجال مصر، رغم أنهم كانوا يعلمون بحجم المخاطر والصعوبات، وهو أمر يستحق الإشادة والتحية. لقد ضمت الحكومة السابقة 34 وزيرا، كان من بينهم 7 حزبيين و27 خبيرا وتكنوقراط من خارج الأحزاب، وقارن الكثيرون بين كلا الفريقين، واعتبر أن أداء الوزراء القادمين من الدولة كان أفضل بكثير من وزراء الأحزاب، وهى مقارنة يمكن قبولها من حيث الشكل، إلا أنه من حيث المضمون من الصعب اعتبارها سبباً لكى نقضى على الشراكة المطلوب استمرارها بين الجانبين، أى الأحزاب ورجال الدولة، حتى تقوى الأولى وتكون قادرة فى المستقبل على بناء مؤسسات حزبية وسياسية قادرة على الحكم والإدارة. حكومة الببلاوى لم تفشل، ولكنها لم تنجح أيضا، فهى أدارت المرحلة الانتقالية بأداء انتقالى غاب عنه الجرأة والخيال، ولكن من المؤكد أيضا أن الجرأة والخيال يتطلبان ظهيراً شعبياً وتوافقاً سياسياً ومجتمعياً، وهو ما لم يكن موجوداً بأى حال. إن إقدام أى حكومة على إجراء إصلاح جراحى من أى نوع سيعنى مقاومة مجتمعية ورفضاً بيروقراطياً عنيفاً، فأى سياسة جديدة تجاه الدعم أو الطاقة أو تطوير التعليم أو إصلاح المنظومة الأمنية سيكون لها ثمن داخل الدولة وفى الشارع، ولا تستطيع حكومة غير متوافق عليها سياسيا من كل الأطراف أن تقدم عليه. من المؤكد أن شخصية مثقفة وذات تاريخ مهنى رفيع مثل الببلاوى فكرت فى حلول خارج الصندوق، ولكنها تراجعت خوفاً من غضب الشارع أو تهديد الإخوان أو إضراب فئوى يستغل الأزمة الاقتصادية لتحقيق مكاسب صغيرة بعضها غير مستحق. الابتزاز والاستباحة ثقافة يستخدمها البعض لتحقيق مكاسب فورية حتى لو جاءت على حساب مكاسب الوطن كله وأى حكومة، بل وأى نظام مهما كانت كفاءته، لن يستطيع أن يتقدم بالبلد إلى الأمام إلا إذا عرف الجميع أن هناك تضحيات عميقة يجب أن يدفعها الجميع بشرط وجود نظام يثق فيه الناس، فيقبل الناس أن يدفعوا ثمن الإصلاح والتقدم. شكراً لحكومة الببلاوى على سلامة القصد ونزاهة الفعل والأداء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقالة الحكومة استقالة الحكومة



الملكات والأميرات والسيدات الأوائل يتألقن في أسبوع من الإطلالات الملوكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2025 الخميس ,18 أيلول / سبتمبر

لقاء الحكومة والإعلام

GMT 15:37 2025 الأربعاء ,17 أيلول / سبتمبر

يوتيوب تطلق مجموعة تحديثات فى YouTube Studio

GMT 15:57 2025 الأربعاء ,17 أيلول / سبتمبر

نيللي كريم تخوض السباق الدرامي الرمضاني 2026

GMT 15:50 2025 الأربعاء ,17 أيلول / سبتمبر

سعد لمجرد يفاجئ جمهوره في أحدث أغانيه

GMT 15:19 2025 الأربعاء ,17 أيلول / سبتمبر

اليورو يسجل أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ 2021

GMT 03:49 2025 الخميس ,18 أيلول / سبتمبر

تسجيل 16 هزة ارتدادية في كامشاتكا الروسية

GMT 04:15 2025 الأربعاء ,17 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 17 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab