حملت الدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2025 العديد من المشاهد المعتادة مثل تلويح النجوم من قوارب البندقية والسير على السجادة الحمراء، إلا أن هذا العام شهد تركيزاً غير مسبوق على السياسة وواقع العالم المضطرب بعيداً عن أجواء الاستعراض التي تشهدها المهرجانات الفنية عادة.
على مدى تاريخ مهرجان فينيسيا السينمائي الممتد لأكثر من 8 عقود، كان دائماً المهرجان الأكثر بريقاً. هذا العام لم يختلف الأمر من حيث الحضور، حيث زينت السجادة الحمراء بأسماء بارزة في تاريخ السينما مثل جوليا روبرتس، كيت بلانشيت، جورج كلوني، وجود لو، إلا أن الأفلام جاءت محملة بالعديد من الرسائل الإنسانية والسياسية.
في المؤتمر الافتتاحي للدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2025، قال رئيس لجنة التحكيم، المخرج ألكسندر باين، إن المهرجان معني فقط بالسينما وينأى عن السياسة، إلا أن العروض أثبتت عكس ذلك بعد أن تصدرت الأعمال التي تناولت قضايا العالم المأساوية واجهة المهرجان. لذا، إليك نظرة على أبرز الأعمال الفنية التي وضعت السياسة في واجهة مهرجان فينيسيا 2025.
تصدر فيلم "صوت هند رجب" (The Voice Of Hind Ragab) تلك القائمة، للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي تناول اللحظات الأخيرة في حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي تبلغ من العمر 5 سنوات، وقتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في يناير 2024.
اعتمد الفيلم على التسجيلات الصوتية الحقيقية لمكالمة الاستغاثة التي أجرتها هند رجب قبل مقتلها بطاقم الهلال الأحمر الفلسطيني، ليحصد تصفيقاً حاداً استمر 23 دقيقة، وهي المدة الأطول في المهرجان، بجانب هتافات "فلسطين حرة".
تقول بن هنية من فعاليات فينيسيا 2025: "شعرت أنه كان عليّ أن أفعل شيئاً كي لا أكون متواطئة. لست ناشطة سياسية ولا أملك قوة سوى السينما، لكن بهذا الفيلم لم أكن صامتة".
بعد 8 سنوات من الغياب، عادت المخرجة الأمريكية كاثرين بيليغو بفيلم "بيت من الديناميت" إلى قاعات العرض في مهرجان فينيسيا السينمائي 2025، الذي وضع الجمهور في قلب اللحظات الـ18 الفاصلة بين إطلاق صاروخ نووي على الولايات المتحدة وحتى سقوطه.
الفيلم تناول وجهات نظر مختلفة ما بين جندي وقائد عسكري والرئيس، الذي قام بدوره إدريس إلبا، في رسالة كشفت عنها مخرجة الفيلم قائلة: "الفيلم دعوة للتفكير في مصير هذه الأسلحة. كيف يمكن لفناء العالم أن يكون وسيلة دفاعية؟".
بدت عروض الأفلام هذا العام كأنها استجابة لما يحدث في العالم، حيث قدم المخرج اليوناني يورجوس لانثيموس فيلم Bugonia بطولة إيما ستون Emma Stone، الذي دارت أحداثه حول نظرية مؤامرة يعتقد أصحابها أنها كائن فضائي يسعى لتدمير الأرض، في إسقاط مباشر على أزمة المناخ التي يعاني منها العالم.
وفي رسالته قال المخرج يورجوس لانثيموس: "الإنسانية تقترب من لحظة حساب. يجب أن نختار الطريق الصحيح وإلا فالوقت قصير".
لم تغب الكوميديا السوداء عن الأفلام من خلال فيلم No Other Choice للمخرج الكوري بارك تشان-ووك، الذي يروي قصة موظف طُرد بعد سنوات طويلة، فيلجأ للتخلص من منافسيه على وظيفة جديدة، في نقد واضح لهشاشة الأمان الوظيفي في الرأسمالية الحديثة.
الفنان جود لو أيضاً كان واحداً من النجوم الذين شاركوا في أفلام تحمل رسائل سياسية هذا العام، حيث ظهر في دور فلاديمير بوتين في فيلم ساحر الكرملين للمخرج أوليفييه أساياس، الذي روى كيفية صعوده إلى السلطة.
لم يكن صدى أفلام مهرجان فينيسيا مقصوراً على أروقته وقاعات العرض، بل امتد للعديد من المهرجانات الأخرى، حيث أعلن مهرجان سان سباستيان عن برنامجه مصحوباً ببيان شديد اللهجة يطالب بوقف "الإبادة الجماعية والمجازر غير المتصورة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
ومن لندن تحدث الفنان البريطاني هيو بونفيل عن ما يحدث في غزة، قائلاً: "لا يمكن الدفاع عنه. يجب على المجتمع الدولي أن يفعل المزيد لوقفه"، قبل أن يختتم: "أما عن Downton Abbey، فهو فيلم رائع".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
فنانون يرفعون أعلام فلسطين ويدعمون غزة على السجادة الحمراء لمهرجان فينيسيا السينمائي في دروته الـ 82
أجمل موديلات النظارات الشمسية مُستوحاه من نجمات مهرجان فينيسيا السينمائي 2024
أرسل تعليقك