عملية تحرير الأنبار تشهد تباطؤًا كبيرًا وأميركا تنسق مع قوات الحشد الشعبي
آخر تحديث GMT05:20:44
 العرب اليوم -

عناصر "داعش" امتصت زخم الضربة الأولى وسقوط مدنيين في الفلوجة

عملية تحرير الأنبار تشهد تباطؤًا كبيرًا وأميركا تنسق مع قوات الحشد الشعبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عملية تحرير الأنبار تشهد تباطؤًا كبيرًا وأميركا تنسق مع قوات الحشد الشعبي

داعش في الفلوجة
بغداد- نجلاء الطائي

أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في 13 تموز/ يوليو 2015، انطلاق عمليات تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، شارك فيها جميع صنوف القوات المسلحة والحشد الشعبي والعمليات الخاصة والشرطة الاتحادية وأبناء عشائر الانبار، وبعد مرور أكثر من عشرة أيام، ومع بدء انطلاق العمليات العسكرية تمكنت القوات المشتركة من تحرير عدد من المناطق التي كانت تسيطر عليها عناصر التنظيم المتشدد.

وأكدت مصادر استخباراتية وأخرى محلية لـ"العرب اليوم"، حقيقة ما يجري في كواليس عملية التحرير هذه، مبينة أنّه وعلى الرغم من أنّ القوات المشتركة العراقية حققت تقدمًا واضحًا على الأرض؛ إلا أنّ هناك تهويل إعلامي حول هذه العملية التي تسعى الحكومة العراقية من خلال قواتها المسلحة وبالجهد الدولي القضاء على "داعش"؛ كونه أصبح خطرًا يهدد ليس العراق فحسب؛ بل جميع دول العالم بحسب تصريحات أغلب السياسيين العراقيين فضلًا عن سياسيي الدول الكبرى.

وكشف مصدر استخباري عسكري مطلع لـ"العرب اليوم"، أنّ القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وخلال زيارته الجمعة 17 تموز/ يوليو، قاعدة الحبانية، اجتمع مع القيادات الأمنية في محافظة الانبار، وتقرر تقسيم  قواطع العمليات العسكرية، أي تقسيم المهام في الأنبار، مبيّنًا أنّ القوات المشتركة العراقية سيكون قاطع عملياتها مدينة الرمادي وصولًا إلى حدود الفلوجة مع العاصمة بغداد، فيما ستكون مهمة المناطق الغربية للانبار أي إلى المنافذ الحدودية من مسؤولية الحشد الشعبي لأبناء الأنبار بإشراف من الجيش الأميركي المتواجد حاليًا، في قاعدتي الحبانية والأسد الجوية.

وشدد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنّ القوات الأميركية أو ما يسمون بالمستشارين ستنزل على الأرض إذا لزم الأمر مع طيران مكثف جدًا للتحالف الدولي،  وأبرز أيضًا أنّ عددًا من قادة الحشد الشعبي اجتمعوا مع عدد من المستشارين الأميريكيين لضمان عدم استهدافهم من قبل طائرات التحالف".

وأوضح، أنّ الاتفاق الذي حصل أنّ كل قوة من الحشد الشعبي تكون خارج اتفاق الولايات المتحدة الأميركية سيتم استهدافها، فيما أشار مصدر عسكري محلي، لـ"العرب اليوم" إلى أنّ مدفعية الجيش العراقي وبطريات الصواريخ وجهت ضربات على أهداف مدنية في الفلوجة والرمادي ما أسفر عن سقوط عدد من المدنيين الأبرياء، لافتًا إلى أنّ هذه الضربات كانت غير دقيقة.

وبيّن المصدر، أنّ هذا يتنافى مع بنود اتفاقيات الامم المتحدة الداعية إلى توفير الحماية الامنية للمدنيين العزل في النزاعات المسلحة، وأضاف المصدر المحلي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الجيش الأميركي يعمل على دعم أعداد كبيرة من المقاتلين السنة من أبناء عشائر الانبار، لتنفيذ عملية الهجوم على مركزي مدينة الرمادي والفلوجة بمساندة من الطيران الحربي الدولي والعراقي.

وأردف، أنّ الدعم الذي تريده واشنطن يشبه إلى حد ما الدعم الذي حصل عليه الشيخ الراحل عبدالستار أبو ريشة من واشنطن الذي تمكن من مقاتلة تنظيم "القاعدة" في حينها؛ إلا أنّ التنظيم تمكن من تنفيذ عملية لاغتياله.

وفي سؤال لـ"العرب اليوم" هل هناك تقدم للقوات المشتركة العراقية في الأنبار،أجاب: "نعم هناك تقدم"، مستدركا، "لكن هناك تضخيم لهذا التقدم"، مبرزًا مثال ذلك أنّه في 13 تموز/يوليو أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تحرير منطقة الملعب الاولمبي غربي الرمادي، من سيطرة تنظيم "داعش"، وبعد ثلاثة أيام أعلن التنظيم المتطرف عن تفجير الملعب بعد انسحاب القوات الأمنية منه.

ولفت إلى أنّ خلية الاعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة أعلنت بعد يوم من التفجير، أنّ طائرات القوة الجوية تمكنت من قصف الملعب والمناطق المحيطة به لتواجد عناصر "داعش" هناك، وتابع، أيضًا حول تطهير منطقة الكرمة بالكامل من عناصر "داعش"؛ إلا أنه لم يتم تحرير الكرمة بالكامل كما أعلن في وسائل الاعلام.

وزاد، أنّ القوات المشتركة العراقية تمكنت من تحرير بعض المناطق في بداية انطلاق العملية؛ إلا أنّ عناصر تنظيم داعش وبما يمتلكون من خبرة قتالية بمساعدة من ضباط الجيش السابق؛ تمكنوا من مواجهة الصدمة الأولى للضربة مما أدى إلى بطئ في عملية التقدم نحو الاهداف التي رسمتها قيادة العمليات المشتركة.

وذكر أستاذ العلوم السياسية الدكتور إحسان الشمري لـ"العرب اليوم"، أنّ معركة الانبار تتمتع بأهمية كبيرة على المستوين العسكري والسياسي، عسكريًا ستكون معركة تحريرها بداية الفصل الاخير لـ"داعش" على الارض العراقية، لذلك تحصن على نحو كبير سواء على مستوى الفلوجة أو على مستوى الرمادي، مبيّنًا أنّ التنظيم المتطرف أدرك أن هذه المعارك ستحدد مستقبله في العراق، وتفتح الطريق لمعركة الموصل.

وعلى المستوى السياسي نوه الشمري، إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تعد معركة الانبار بوابة للبدء في مشروع عراقي جديد، مردفًا أنّ الانخراط الكبير للسنة في معارك الانبار سيمهد الطريق لتحقيق مطالبهم السياسية من بغداد لأنهم أثبتوا ثقتهم لها ووقوفهم الى جانب الحكومة والعملية السياسية، وكشف اأنه وفي الجانب الآخر فإن واشنطن، خصوصًا بعد الاتفاق النووي؛ تريد بدء علاقة مع الفصائل الشيعية تحسبًا لثقلها السياسي المقبل.

واستكمل أنّ لهذه الاسباب فإن تباطؤ في العمليات العسكرية من أجل تنسيق أعلى بين المستشارين الأميركيين والحشد الشعبي بالشكل الذي يعمل على بناء الثقة بين الطرفين، موضحًا أنّه وفي جانب التنظيم المتطرف الذي غير قواعد الاشتباك وتحصنت عناصره بالشكل الذي لا يجعل منها صيدًا سهلًا، موجها إلى أنّ بعض المعارك تشهد عمليات كر وفر لانها معركة المصير.

وعن الفترة التي من الممكن أن تتمكن القوات العراقية من تحقيق اهدافها وتحرير الانبار، قال: "لا اعتقد بأنها أيام معدودة مثلما تحدثت بعض قيادات الحشد الشعبي أو القيادات الأمنية، لافتًا إلى أنها ستتراوح بما لا يقل عن شهر، واستأنف أنّ الحديث عن الصلاة في الفلوجة في عيد الفطر المبارك كان خطأ قاتلُا، مشيرًا إلى أنّه يجب الاعتراف بأن المعركة صعبة لكن في النهاية النصر سيكون للقوات الامنية والحشد الشعبي ومقاتلي عشائر الانبار.

وفي سؤال لـ"العرب اليوم" هل تعتقد أنّ عناصر تنظيم "داعش" تمكنت من امتصاص الضربة الأولى من القوات العراقية، استطرد: "نعم اتفق مع هذا الرأي وان تمكنت من امتصاص زخم القوات المتقدمة نحو الفلوجة والانبار؛ بل إن القوات المشتركة تفاجأت بأكثر من خط صد، وتواجد الضباط السابقين من الجيش السابق مع من يوالي "داعش" سيؤثر لكنه لن يكون مانعا أمام انتصار القوات العراقية، منبهُا إلى أنّ "هناك تراكم للخبرة في مواجهة "داعش" فضلًا عن أنّ هناك بيئة طاردة للتنظيم ستغير بكل الـحوال المعادلة لصالح قواتنا العراقية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية تحرير الأنبار تشهد تباطؤًا كبيرًا وأميركا تنسق مع قوات الحشد الشعبي عملية تحرير الأنبار تشهد تباطؤًا كبيرًا وأميركا تنسق مع قوات الحشد الشعبي



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab