أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم
آخر تحديث GMT10:13:28
 العرب اليوم -

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

تفاقم أزمة المهاجرين
أثينا - سلوى عمر

بينما يلعب أطفالها الصغار قرب أكوام من القمامة لاختيار أشياء مهملة وعبوات من البلاستيك من أجل صنع لعبة جديدة لهم، تتفقد شيراز مدران وهي أم لأربعة أطفال وتبلغ من العمر 28 عاماً، بعيون دامعة المعسكر المهجور الذي أصبح منزلها.

هذا العام، فرت أسرتها من سورية، ولكنها تعثرت في الحدود الشمالية اليونان في مدينة "ايدوميني"، وهي المدينة التي يتم اعتبارها كبوابة لشمال أوروبا لأكثر من مليون مهاجر من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين يبحثون عن ملاذ أمن بعيدًا عن الصراع.

ولكن مع غلق أوروبا للحدود في فبراير/شباط الماضي للحد من حركة الهجرة، قررت السلطات اليونانية ابقاء تلك الحشود في مخيم "ايدوميني" مع وعدهم بالنظر في طلبات لجوئهم في أسرع وقت. ولكن الأسابيع تحولت إلى أشهر، وحياة مدران تحولت الى روتين يومي تقوم فيه بالتسول من أجل إطعام أطفالها ومطالبة السلطات بالحصول عن أي معلومة بشأن طلب اللجوء الخاص بها.

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

وقالت مدران:  "ليست لدينا فكرة عن مستقبلنا، لو نعرف أن الوضع سيكون هكذا لما كنا قد غادرنا سورية، تحدث هنا ألف حالة وفاة يومياً".

وبعد سبعة أشهر من إغلاق الاتحاد الأوروبي الأبواب أمام أعداد كبيرة من المهاجرين الجدد، لا يزال لدى اليونان 57,000 شخص مُحاصر، يعيش العديد منهم في طي النسيان في مخيمات اللاجئين في البر الرئيسي والجزر اليونانية القريبة من تركيا. أعرب المهاجرون الذين يعانون من الفقر عن مخاوفهم بشأن عدم كفاية الغذاء والرعاية الصحية.

وقالت ملك حاج محمد، 23 عاماً، والتي فرت مع شقيقها ياسر من مدينة الرقة السورية التي استولى عليها تنظيم "داعش": "جئنا من حرب ونحن الآن في حرب أبطأ". واضافت: "حتى اذا مات 1000 طفل هنا، الناس في أوروبا لا يعرفون ذلك، لماذا قاموا بإغلاق الحدود عندما اردنا سلامتنا؟"

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

كان هناك أطفال يلعبون في المخيم، وقال طفل منهم اسمه أحمد يبلغ من العمر 10 أعوام: "نحن نركض من داعش"، تم قام بمسك واحد من رفاقه الذي يلعبون معه وقال: "انظروا، هذا هو داعش"، وبعدها قام بالتظاهر بقطع رأسه.

وفي حين أن عدد المهاجرين الذين يدخلون اليونان قد انخفض عن 5000 شخص يومياً في العام الماضي، بدأ مئات المهاجرين بعبور بحر إيجة مرة أخرى بعد محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز في تركيا.

وبسبب القليل من الموارد التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمساعدة طالبي اللجوء، تكافح السلطات اليونانية للتعامل مع هذا التحدي الإنساني الشاق. وتمت الموافقة على طلبات 21,000 مهاجر من أجل الحصول على اللجوء، ولكن لم يتم نفس الأمر بالنسبة ل 36,000 مهاجر.

وكان من المفترض أن يتم ترحيل المهاجرين الذين يصلون اليونان بعد اتفاق 20 مارس/آذار الى تركيا، ولكن تعثر الاتفاق بسبب التحديات القانونية بالاضافة الى ضرورة مراجعة اليونان كل طلبات اللجوء أولاً. حتى الآن، عاد 468 شخصًا من أكثر من 10 الآف شخص كانوا قد وصلوا منذ عقد الاتفاق. وقال عبد الله جلالي، 40 عاماً، وهو أفغاني عالق منذ خمسة أشهر"اننا ننتظر ولا نعرف ماذا يمكننا القيام به".

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

وكان الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان قد المح الى احتمالية انهيار اتفاق الاتحاد الأوروبي فى اكتوبر/تشرين الأول المقبل حال فشل أوروبا دعم منح المواطنين الأتراك حق السفر بدون تأشيرة إلى أوروبا.

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم

وبسبب هذا الوضع الحرج، التقى رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس مع حكومته يوم الخميس في أثينا لمناقشة كيفية التعامل مع تجدد قضية المهاجرين. وحتى المهاجرون الذين يقيمون في ظروف أفضل مترددين بين الأمل واليأس. على بُعد ساعة واحدة من جنوب شرق أثينا، يتواجد 400 مهاجر معظمهم من السوريين في مخيم عطلات حكومي سابق قبالة ساحل "كيب سونيو". كان المخيم مغلقاً خلال الأزمة الاقتصادية في اليونان، ولكن تمت اعادة افتتاحه مؤخراً من أجل استيعاب اللاجئين.

وعلى الرغم من وجود ملعب للكرة الطائرة ومساحة لممارسة الأنشطة الثقافية ومدرسة بدائية، قال حسين الخطيب، 28 عاماً، من دمشق: "حياتنا عالقة فلا توجد وظائق ولا تدريب ولا أي شيء"، فيما قال محمد محمد، 23 عاماً، من سورية : "بعض الناس اصبحوا يتمنون الموت، نعم نحن محظوظون لكوننا هنا، ولكن هذا ليس وطننا، نحن لا نريد أن يكون هذا وطننا".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم أزمة المهاجرين في اليونان تتفاقم والسلطات تماطل في بتِّ طلبات لجؤهم



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab