الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى تحسين جودة الهواء
آخر تحديث GMT23:51:49
 العرب اليوم -

الصراعات في الشرق الأوسط "أدت إلى تحسين جودة الهواء"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصراعات في الشرق الأوسط "أدت إلى تحسين جودة الهواء"

عناصر من تنظيم "داعش"
لندن – العرب اليوم

أدت الاضطرابات السياسية والصراعات المسلحة في الشرق الأوسط إلى نتائج غير مقصودة تمثلت في تحسين جودة الهواء.

ويقول باحثون إن دولا مثل سورية والعراق شهدت تراجع مستويات تلوث الهواء إلى حدٍ كبيرٍ.

وانخفضت نسبة النيتروجين في الهواء في العاصمة السورية دمشق بواقع 50 في المئة منذ بداية الحرب الأهلية.

ومنذ عام 2004، توصل العلماء إلى طرق يمكن من خلالها رصد مستويات ملوثات الغلاف الجوي بدقة اعتمادا على نشر أدوات مراقبة مستويات الأوزون الملحقة بالقمر الصناعي "أورا" الذي أطلقته وكالة علوم الفضاء الأمريكية (ناسا).

واعتمدت هذه الدراسة الجديدة على بيانات واردة من مركبة فضاء بهدف الكشف عن أثر الأنشطة الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية على مستوى تلوث الهواء في منطقة الشرق الأوسط خلال العشر سنوات الماضية.

وبالنظر إلى مستوى النيتروجين في الهواء الذي ينتج عن عملية احتراق الوقود الحفري، خاصة المستخدم في تشغيل وسائل النقل، توصل الفريق البحثي إلى أن المسألة تنطوي على قدر كبير من التعقيد وأن تلك المستويات غير قابلة للتوقعات.

تطور درامي

في دول مثل سوريا التى فر منها الملايين نتيجة الصراع المسلح الذي بدأ عام 2011، انخفضت معدلات أكسيد النيتروجين في مدن مثل دمشق وحلب.

ولكن في لبنان، على سبيل، ارتفعت تلك النسبة بواقع 30 في المئة نظرا لتدفق اللاجئين.

ويرى العلماء أن ارتفاع نسبة أكسيد النيتروجين لا يتناسب على الإطلاق مع تراجع النمو الاقتصادي في لبنان.

يقول جو ليليفيلد، الأستاذ بمعهد ماكس بلانك للكيمياء لبي بي سي إن "ما حدث كان ملفتا للانتباه".

وأضاف "يمكنك رؤية السوريين يتجولون هنا وهناك، ويمكنك معرفة إلى أين يذهب السوريون، ويمكنك أيضا التعرف على معسكرات اللاجئين في شمال الأردن، لكنهم يتوجهون أيضا إلى مدن مثل طرابلس وبيروت".

وأكد أن معدل استهلاك الطاقة ارتفع في تلك المناطق، علاوة على الزحام المروري الذي أصابها، إذ أن هناك عددا أكبر من السيارات التي تسهم بنصيب كبير في زيادة الانبعاثات".

في المقابل، هناك دول مثل اليونان، لعب الركود الاقتصادي والقوانين الجديدة التي صدرت لحماية البيئة الدور الأكبر في التأثير على انبعاثات أكسيد النيتروجين فيها، وهو ما ينطبق على إسرائيل والسعودية التي تطبق قوانين مماثلة.

أما في العراق حيث يتوغل تنظيم الدولة، فهناك أثر جلي يظهر على جودة الهواء في البلاد.

وفي المناطق الواقعة جنوب البلاد مثل كربلاء، ذات الأغلبية الشيعية، ترتفع نسبة تلوث الهواء، بينما تتراجع تلك النسبة في الاتجاه المقابل شمال العراق، وهي المنطقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

ويقول الباحثون إن تنوع الآثار التي ظهرت في الفترة الأخيرة على ملوثات الهواء في منطقة الشرق الأوسط تلقي الضوء على الكثير من الامور الهامة التي قد تفيد في توقع مستوى الانبعاثات الضارة للغازات المختلفة، أبرزها انبعاثات الكربون والنيتروجين.

لكن في بعض الدول التي لا تتوافر عنها بيانات فيما يتعلق بالانبعاثات الملوثة للهواء، يمكن التوصل إلى بعض الفرضيات العلمية عن طريق سيناريوهات متوقعة، وهو ما لا يمكن تطبيقه على دول منطقة الشرق الأوسط وفقا لليليفيلد.

انتقادات

ويرى بعض العلماء أن منهجية هذه الدراسة لا يمكن أن توفر صورة دقيقة واضحة لتأثير مختلف العوامل الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية على جودة الهواء ودرجة تلوثه لأنه، على سبيل المثال، من الممكن أن تتراجع نسب انبعاثات الكربون وأكسيد النيتروجين، وأكسيد الكبريت، بينما ترتفع نسب ملوثات أخرى نظرا لاعتماد السكان في تلك المناطق على وقود رديء للغاية للتدفئة.

ويرى آخرون أن الدراسة اتبعت الأبحاث السابقة التي أُجريت أثناء الحرب في العراق.

وأشار هؤلاء إلى أن الدراسة ركزت على الدور الهام الذي تلعبه البيانات الدقيقة التي يوفرها القمر الصناعي.

وأكدوا أن هذه الدراسة ألقت الضوء على حجم التلوث البيئي الذي تعانيه منطقة الشرق الأوسط والأثر السلبي الهائل الواقع على سكان المنطقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى تحسين جودة الهواء الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى تحسين جودة الهواء



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab