ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
آخر تحديث GMT00:04:47
 العرب اليوم -

مع نزوح أكثر من مليون لاجئ سوري إلى الدول المجاورة حتى الآن

ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق

ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ودوقة كورنوول كاميلا

لندن ـ سليم كرم بدت الصدمة واضحة على وجوه كل من خلال زيارتهما، الأربعاء، مخيمًا للاجئين السوريين في الأردن بينما اختارا طريقهما المليء بالغبار والتعرجات، فقد شاهد تشارلز وكاميلا الرجال والنساء والأطفال الفارين من الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في سورية.
ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
وأصبحت حديقة الملك عبد الله التي تبعد فقط سبعة أميال إلى الجنوب من الحدود في الرمثا، ملجأً لنحو ألف مواطن يائس ومشرد نصفهم من الأطفال.
كما التقى برجل تم سجنه وتعذيبه مرتين لكتابته شعرًا مناهضًا للحكومة، وقال له تشارلز وكان وجهه متجهمًا: "هل ترى أي نهاية لهذا الرعب؟".
توقف الأمير والدوقة أولًا لتفقد الكابينات القابلة للنقل، حيث تجلس مجموعة من النساء لحياكة الملابس وصنع الحرف اليدوية، التي سيتم بيعها لجمع الأموال لصالح اللاجئين.
ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
على الرغم من عدم وجود لغة مشتركة، تواصلت كاميلا فورًا مع السيدات، وتبادلت معهم الضحك والابتسام.
وسألت من خلال المترجمة "هل سبق لك الحياكة من قبل؟"، وقالت لها إحدى السيدات إنها تعيش في المخيم مع أولادها منذ سبعة أشهر، وواحدة أخرى لمدة عام ونصف. استمعت لهن الدوقة باهتمام، وأعجبت بمصنوعاتهن اليدوية.
بعد ذلك قالت لصحيفة "Mail": "بعض من القصص مؤلمة للغاية، ولكن ما أجده ملحوظًا جدًا هو قوتهم، وروح البهجة التي يتعاملون بها، على الرغم من ظروفهم الصعبة".
وقالت "أعتقد أن كل سيدة لديها أطفال لترعاهم، لذلك عليها المحاربة للبقاء على قيد الحياة. ولكن أعتقد أن الكثيرات منهن لا يعرفن حتى ما إذا كان أزواجهن على قيد الحياة أم لا".
ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
تعرف الزوجان على نعيم، الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، والذي فر من منزله في ديلا مع زوجته وخمسة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 22 و 6 سنوات في تموز/ يوليو الماضي.
وروى نعيم للأمير كيف تم سجنه وتعذيبه مرتين من قبل القوات السورية، حيث تم حبسه لمدة سنتين ونصف لكتابة شعر مناهض للحكومة، وكانت الندوب الناجمة عن إطفاء السجائر في جسده لا تزال مرئية.
وقال "عندما اعتقلتني كان هناك حالات اغتصاب وجميع أشكال سوء المعاملة في السجون. ثم قاموا بتقييدي، وعصبوا عيني، وفعلوا أشياء في جسدي".
وأضاف "نحن نحترم بريطانيا وويليام هيغ. نحن نعرف أنكم تقومون بأفضل ما لديكم. وأنا أتقدم لكم بتحيات الشعب السوري أيها الأمير".
عندما سأل تشارلز ما يمكن عمله لوضع حد لحالة الرعب، أجاب نعيم "الأمر متروك لك، أنت الحل. لقد أصبح السوريون مشكلة للجميع الآن".
ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
قضى الزوجان بعض الوقت في منطقة مخصصة للأطفال، حيث يتم تشجيعهم للتعامل مع صدمة ما شاهدوه، بالتعبير عن طريق الرسم. صورت الكثير من الشخبطة الصبيانية أشكالاً مروعة للبنادق والجثث.
وقالت أميرة، التي تبلغ من العمر 12عامًا "والدي في السجن لكن في بعض الأحيان تقول والدتي إنه ميت. أنا لا أعرف ما إذا كنت سوف أراه مرة أخرى أم لا".
حركت كلماتها الأمير بوضوح، وقال "لقد تعرض الكثير من هؤلاء الأطفال إلى صدمات كبيرة من الأهوال التي شاهدوها قبل أن يأتوا إلى هنا. لقد فقد بعض منهم ذويهم، ومروا بتجارب رهيبة، ومن اللافت أن جميع المنظمات غير الحكومية تقوم بعمل رائع في التعامل مع هذا الوضع المفجع".
وأضاف "أعتقد أن الشيء المهم في هذا الأمر هو تعامل الشعب الأردني الرائع مع الموقف، فقد كان فعلاً لافتًا للنظر. إنهم يتعاملون بسخاء غير عادي ولكنه يمثل ضغطًا كبيرًا، لحاجة المزيد والمزيد من الأغذية والعلاجات والمستشفيات، لذلك من الواضح أن الأردنيين في حاجة إلى المزيد من المساعدة، ليتمكنوا من مواجهة هذا التحدي الهائل".
وقالت كاميلا "رؤية كل هؤلاء الأطفال الذين فقد بعضهم والديهم وتم رعايتهم وتبنيهم من قبل الآخرين، أمر مفجع جدًا".
وأنشأت منظمة اليونيسيف مساحات لخلق صداقات بين الأسر في المخيمات، وزار تشارلز وكاميليا بعضًا منها، الثلاثاء، لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات الشديدة التي شهدوها.
تحدث الدوقة خلال زيارة مركز للأطفال في مخيم للاجئين، إلى نورمان، 13 عامًا، من قرية ماهجا، وعميرة، 12 عامًا، من دائل.
وقالت نورمان التي فقدت والدها وشقيقيها، للدوقة والفتيات اللواتي كن يجلسن معها على الطاولة نفسها، أنها ترسم الحدائق الخلفية لمنزلها في سورية.
رسمت نورمان أشجار البرتقال وأشجار التفاح، وقالت "هذه الحديقة في بيتي ولكني لست متأكدًا من أنني يمكنني العودة إلى هناك مرة أخرى".
ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق
وقالت مديرة برنامج منظمة إنقاذ الطفولة في الأردن سافا موبسلات، 41 عامًا، إنه تم إرسال 600 طفل في المخيمات للمدارس المحلية لمواصلة تعليمهم، بالإضافة إلى الذهاب إلى مراكز العلاج النفسي للأطفال كل يوم.
ويتم تشجيع الأطفال على رسم ما شاهدوه، لأنهم في كثير من الأحيان لم يكن لديهم المفردات للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم.
وقالت "نحن نستخدم الرسم والدراما والموسيقى والفنون كشكل بديل للتعبير عن قلقهم وإحباطهم، لمساعدتهم على الحصول على أكبر قدر من الراحة. ولكنهم يرسمون البنادق، والكثير من اللون الأحمر، ثم يقومون تدريجيًا برسم حدائق الفناء الخلفي.
وأضافت "يختلف الإطار الزمني لشفائهم من طفل إلى آخر، حيث يمكن أن يستغرق الشخص الذي شهد وفاة أحد والديه وقتًا أطول. لدينا فتاة كانت تسير إلى المدرسة، وشاهدت هي وأشقاؤها عمليات القصف، واستغرقت وقتًا طويلاً للتغلب على تلك الصورة. ولكن اليوم أصبحوا يقومون برسم صور لمنزلهم، وأشياء من ماضيهم، مما يمكنهم من الوصول إلى مستقبلهم. وهم يفهمون أن التعليم وحده هو القادر على مساعدتهم للعودة إلى ديارهم، وإعادة بناء ما تم تخريبه".
تم تزيين جوانب الخيمة بصور شخصيات كارتونية مثل "أنغري بيرد" و"سبونج بوب"، وهي شخصيات مفضلة ومألوفة لديهم، كما أن هناك ألعاب السيارات والشاحنات.
وفي مخيم الزعتري، حيث يعيش أكثر من 140 ألف لاجئ، هناك  33 مجموعة لمساعدة 1,650 كل يوم.
وكشفت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن عدد اللاجئين الذين فروا من الصراع في سورية وصل بالفعل إلى مليون شخص، وكان نصفهم من الأطفال، ومعظم الذين تقل أعمارهم عن 11 عامًا  أصيبوا بصدمة أليمة جرّاء ما شاهدوه من موت ذويهم.
وحذر مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس من أن الاستجابة الإنسانية "امتدت بشكل خطير"، وقال: "سورية تتجه نحو كارثة واسعة النطاق".
وتوجه الكثر من اللاجئين إلى الأردن، الذي أبقى حدوده مفتوحة أمام أولئك الذين يفرون من الصراع المرير، على الرغم من الضغط الهائل على موارده.
في الأسبوع الماضي ، دعا الملك عبد الله بقية العالم إلى "تحمل هذا العبء الهائل" لرعاية مثل هذا التدفق الكبير من الأشخاص اليائسين، لأن بلده لن تستطيع أن تفعل ذلك لأجل غير مسمى.
يذكر أن الصراع بدأ في سورية قبل عامين تقريبًا مع بداية التظاهرات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.
سرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف، بعدما حمل معارضو بشار السلاح في محاولة لمقاومة وحشية السلطات. وتصاعد النزاع إلى حرب أهلية تركت أكثر من 70 ألف قتيل، ونزوح أكثر من مليوني شخص. وعبر، الثلاثاء، 1700 شخص الحدود إلى الأردن.
ووعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتوفير عربات مدرعة ودروع واقية لقوى المعارضة السورية في محاولة لإنهاء الأزمة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للجنة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أندرو هاربر لصحيفة "Mail" الأربعاء "إن أهم شيء هو تسليط الضوء على التحديات الهائلة التي يواجهها بلد مثل الأردن، نظرًا إلى توافد عدد غير مسبوق من الأشخاص عبر الحدود.
وأضاف "كل شهر يأتي عشرات الآلاف من الأشخاص. فقد عبر الحدود 72 ألف شخص الشهر الماضي، والشهر السابق له كان العدد 50 ألفًا، وقبله 40 ألفًا، وقبل ذلك 20 ألفًا. ونحن لا نرى أي مؤشرات على أن الوضع سوف يتحسن في أي وقت قريب في سورية.
وأضاف "هناك إطلاق نار في أجزاء كثيرة من المحافظات، وهناك قصف واسع، لذلك هناك شعب كامل ينتقل إلى الأردن، وإذا نظرتم إلى تصاعد الأرقام فسيكون لدينا أكثر من مليون شخص في الأردن من سورية مع حلول نهاية العام، وهذا تقدير متحفظ"، وأشاد بالجهود "الرائعة"، التي تبذلها البلاد حتى الآن، لكنه قال إن "الكلام جميل"، لكنه لا يكفي الآن.
وأضاف "نحن في حاجة إلى دعم كبير للاستثمار. لأن الناس يتوقعون منا أن نفعل المستحيل. الأردن ليست أحد أطراف النزاع، لكنهم يعانون من آثار حرب ليست من صنعهم".
وأردف "يفعل الأردنيون ما ينبغي عن طريق الحفاظ على فتح الحدود، لكن لكل شيء ثمن. هذا الوضع يجعل المستشفيات والعيادات الصحية متأججة. وأصبحت المدارس تعمل على فترتي،ن حيث يذهب الأردنيون في الصباح والسوريون في فترة ما بعد الظهر، وليس هناك المال لدفع مبالغ إضافية للمعلمين".
وواجهت الأردن تحديات هائلة لسبب عبور اللاجئين حدودها، وذلك لأنها أكثر البلاد الآمنة حتى الآن، مما يساعدها على إبقاء الحدود مفتوحة، على عكس بلدان آخرى في العالم".
لكنه أضاف "إن المساعدات الدولية بطيئة جدًا، وقليلة جدًا. نحن نواجه كارثة تلوح في الأفق".
ويتمتع الزوجان الملكيان بعد زيارتهم مخيم الزعتري بفترة استرخاء وجيزة، لزيارة المعالم السياحية والآثار الرومانية المذهلة في مدينة جرش، حيث استبدلت كاميلا حذاءها ذا الكعب العالي بزوج من الأحذية الرياضية المريحة، وحملت مظلة أثناء زيارة بقعة سياحية رائعة.
يعقد الأمير والدوقة جولة تستمر تسعة أيام في الشرق الأوسط، وسوف يتوجهان إلى قطر في وقت لاحق، الأربعاء.
وتم التقاط صورة لكاميلا، الثلاثاء، مع الملكة رانيا العبدالله، حيث رحبت بها والأمير تشارلز في الأردن.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق ولي عهد بريطانيا وقرينته يزوران مخيمات أردنية للفارين من الحرب في دمشق



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab