الصليب الأحمر يعاني من أزمة مالية كبيرة بسبب الصراع في سورية والعراق
آخر تحديث GMT19:31:12
 العرب اليوم -

المنظمة الدولية تحتاج إلى 82 مليون دولار عاجلة لاستئناف أعمالها الإغاثية

الصليب الأحمر يعاني من أزمة مالية كبيرة بسبب الصراع في سورية والعراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصليب الأحمر يعاني من أزمة مالية كبيرة بسبب الصراع في سورية والعراق

الصليب الأحمر
دمشق - نور خوام

كشف المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، أنَّ المنظمة تحتاج بشكل عاجل إلى أموال لتغطية العجز الذي لم يسبق له مثيل في الموازنة بسبب الصراع الدائر في سورية والعراق، محذرا من أنه في حالة عدم تلبية الاحتياجات في المنطقة سيقوم المزيد من اللاجئين برحلات هجرة خطرة إلى أوروبا.
وأشار مارديني إلى أن الفجوة المالية في تمويل العمليات في سورية والعراق والأردن ولبنان تنذر بالخطر، حيث وصلت إلى 82 مليون دولار في أواخر أيلول/ سبتمبر عام 2015، مضيفا: "تعتبر المساعدات الإنسانية أمر لا غنى عنه في سورية والعراق والدول المجاورة، وكانت هذه المساعدات ممولة بالكامل ولكن في هذا العام فهي ليست ممولة بالكامل".

ويأمل مارديني في أن يحاول المانحون سد هذه الفجوة بحلول نهاية العام، مؤكدا وجود بعض الإشارات الإيجابية من بريطانيا وحكومات أوروبية أخرى.
وتعتبر منظمة الصليب الأحمر من أقدم المنظمات الإنسانية في العالم وتعد بمثابة صورة مصغرة للنظام الإنساني العالمي الذي يمر تحت وطأة أزمات متعددة في ظل تقليص الموازنات الوطنية في الكثير من البلدان بسبب تدابير التقشف، وحتى عند زيادة مستويات التمويل فإنها ربما لا تلبي كل الاحتياجات العالمية.

وأضاف: "على الرغم من أن عام 2015 كان أكبر عام حصلنا فيه على دعم بعض الجهات المانحة إلا أننا الآن لدينا أكبر عجز أي وقت مضى"، وتقدر اللجنة الدولية أنها ستتطلب موازنة هذا العام تقدر ب 1.65 مليار دولار وهو رقم قياسي للمنظمة التي تحتاج أكثر من 123 مليون دولار كتفقد نقدي شهريا للحفاظ على عملياتها الإنسانية، حيث نمت الموازنة التي تحتاج المنظمة بما يقرب من 50% في السنوات الخمس الماضية.

وأشار مارديني إلى أنه في حالة عدم تلبية احتياجات المنظمة ستضطر إلى استخدام الاحتياط النقدي المقدر ب 308 ملايين دولار، موضحا أنه يأمل عدم استخدام هذه الأموال وادخارها للقيام بالعمليات أثناء الأزمات.
وبيّن أن المنظمة تعمل بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري/ لافتا إلى تحسن وصول المنظمة إلى سورية، حيث استطاعت مضاعفة عدد العمليات المنفذة عبر الخطوط الأمامية خلال العام الماضي، وبرغم هذه الأمور الإيجابية إلا أن مارديني لفت إلى صورة قاتمة للاقتصاد والبنية التحتية المتداعية في البلاد والوضع القاسي بصفة خاصة في المدن المحاصرة مثل معظمية الشام في ريف دمشق والتي زارتها اللجنة الدولية عدة مرات.

وذكر مارديني: "لقد صدمنا عندما علمنا أن الناس هناك ليست لديهم كهرباء منذ عامين ويأكلون العشب ويشربون المياه من المستنقعات، كنا قادرين على مساعدتهم ولكنهم يحتاجون مساعدات كبيرة ونحن بحاجة إلى الذهاب إلى هناك مرة أخرى".
وتابع: "في المناطق التي تسيطر عليها داعش حيث تصعب إمكانية الوصول استطعنا تنفيذ بعض العمليات من خلال التواصل الإداري مع التنظيم"، مشيرًا إلى تسليم العكازات والمعدات الطبية وتنفيذ مشاريع المياه في الرقة.

ويتواجد في سورية حوالي 12 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية مع وجود نصف مليون شخص يعيشون في مناطق محاصرة، ويقدم الصليب الأحمر مياه نظيفة لخمسة ملايين شخص وكذلك الطعام والخدمات الصحية، وأفاد مارديني، بأن هذه الأعمال تأتي في إطار محاولة تقديم بديل للناس عن الرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
واستطرد: "عند تقديم الخدمات العامة للسكان فأنت تعطي لهم بديلًا للبقاء، وهناك معايير أخرى بالطبع ولكن على الأقل نحن نساعد الناس في اختيار البقاء بالقرب من منازلهم، ويأمل السوريون والعراقيون العاديون في العودة إلى بلادهم والحصول على حياة كريمة، وأفضل حل لمواجهة هذه المشكلة هو التصدي لها في البلاد ويشمل ذلك عملا سياسيا يجب القيام به إلا أن المساعدات الإنسانية لا غنى عنها".

ودعا مارديني جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، مؤكدا أن غياب الحل السياسي يجعل هذه القواعد أكثر أهمية، مضيفا: "القانون الولي الإنساني ليس مجرد حبر على ورق لكنه يمكن أن يقلل المعاناة الإنسانية إذا تم العمل به".
وقتل اثنان من منظمة الصليب الأحمر هذا الشهر أثناء السفر في قافلة إلى اليمن، وعلقت المنظمة سفر فريقها إلى اليمن مؤقتا ولكنها تأمل في استئناف العمليات الكاملة قريبا، وأفاد مارديني عند سؤاله عن هجرة اللاجئين إلى أوروبا بأن هجرة ملايين السوريين إلى لبنان والأردن دليلا بارزا على القدرة الاستيعابية لهذه البلدان.

وذكر أنه "في لبنان لدينا أكثر من 1.1 مليون لاجئ في بلد تعدادها 4 مليون فرد، وهناك 25% من سكان هذا البلد يتعافون بالكاد من نتيجة الحرب الأهلية الخاصة بهم، وهناك 200 ألف أو 400 ألف لاجئ في أوروبا، وربما تؤدى الأزمة إلى عمل سياسي أكثر حسما، ويعتبر هذا تذكير صارخ للمجتمع الدولي على أن هناك مشكلة لم تحل بعد، وربما تعد هذه فرصة لاتخذا قرارات سياسية أكثر جرأة لوضع حل بدلا من تمويل المنظمات الإنسانية فقط".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصليب الأحمر يعاني من أزمة مالية كبيرة بسبب الصراع في سورية والعراق الصليب الأحمر يعاني من أزمة مالية كبيرة بسبب الصراع في سورية والعراق



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 10:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فيضانات كينيا تتسبب في انهيار سد ومقتل العشرات

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab