الخرطوم ـ العرب اليوم
رغم استمرار الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتحذيرات الدولية المتصاعدة من أزمة غذائية كارثية تلوح في الأفق، أكد وزير الزراعة والري السوداني، عصمت قرشي عبدالله، أن البلاد قادرة على تجاوز محنتها ولن تواجه المجاعة، مستشهداً بالدور المحوري الذي يلعبه مزارعو ولاية القضارف في توفير الأمن الغذائي الوطني.
وقال قرشي، خلال جولة تفقدية للمناطق الزراعية بمحلية القلابات الغربية، رافقه فيها والي ولاية القضارف الفريق الركن محمد أحمد حسن، إن السودان "يتعافى" وإن "العالم يشهد توحد أهله خلف القوات المسلحة"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وأضاف أن الحكومة تعمل على معالجة مشاكل التسويق الزراعي، مع إيلاء اهتمام خاص بصغار المزارعين والجمعيات النسوية، مشيداً بتطبيق تقنيات الزراعة الحديثة والتطور اللافت في مراحل المحاصيل الزراعية المختلفة. كما شدد على أن "الزراعة هي المخرج الأساسي لنهضة السودان"، وأن دعم هذا القطاع يمثل أولوية للحكومة في المرحلة الحالية.
تأتي تصريحات الوزير وسط تحذيرات متكررة من وكالات الأمم المتحدة بشأن خطورة الأوضاع الإنسانية في السودان. فقد نبّهت المنظمة الدولية إلى أن الآلاف من العائلات، لا سيما في مدينة الفاشر المحاصرة بغرب البلاد، باتت مهددة بالموت جوعاً. وأكد شيلدون يت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في السودان، أن العاصمة الخرطوم تشهد بدورها تفاقماً في معدلات سوء التغذية، مع وجود مؤشرات مقلقة في مناطق جبل أولياء أيضاً.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" حالياً، إذ يعاني أكثر من 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل الانهيار شبه الكامل في سلاسل الإمداد، وتضرر شبكات التوزيع الزراعي، وغياب الاستقرار في معظم الولايات المنتجة للغذاء.
اندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إثر خلافات حادة بين الطرفين اللذين كانا حتى وقت قريب شريكين في السلطة الانتقالية بعد سقوط نظام عمر البشير. وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات منظمات الإغاثة الدولية.
ورغم الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة، بما في ذلك الوساطات الإقليمية والدولية، فإن القتال لا يزال مستمراً، متسبباً في تعطيل الزراعة، وقطع سبل العيش، وتفاقم الوضع المعيشي في مختلف أنحاء البلاد، لاسيما في المناطق الريفية التي كانت تمثل شريان الحياة الاقتصادي والزراعي للسودان.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك