ولاية ابيي العالقة بين السودان وجنوبه تبقى منطقة متفجرة
آخر تحديث GMT03:04:29
 العرب اليوم -

ولاية ابيي العالقة بين السودان وجنوبه تبقى منطقة متفجرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ولاية ابيي العالقة بين السودان وجنوبه تبقى منطقة متفجرة

جوبا - ا.ف.ب.

لم يتراجع التوتر في ابيي منذ انقسام السودان بينما تبتعد آفاق استفتاء جديد حول تقرير مصيرها ما ينذر باشتعال هذه المنطقة الصغيرة التي تطالب بها كل من الخرطوم وجوبا من جديد. وقد فقدت المنطقة التي تضاهي مساحتها مساحة لبنان وتقع بين السودان وجنوبه منذ زمن طويل اهميتها الاستراتيجية اذ ان الحقول التي كانت غنية بالنفط بدأت تجف. ويهيمن على المشهد في المنطقة مباني تفتقر الى العناية كثرت في جدرانها اثار الرصاص تدل على عقود الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، والعشب المجفف تحت شمس حارقة. ويكتسي الاهتمام الذي توليه العاصمتان بهذه الاراضي التي تعج بالاسلحة، خصوصا بعدين واحد رمزي والاخر عاطفي اذ ان قسما كبيرا من قادة الجنوب -- المتمردون السابقون في زمن المواجهة المسلحة مع الخرطوم، وكذلك الشمال -- يتحدرون منها. وكان يفترض اجراء استفتاء حول تقرير المصير في ابيي في كانون الثاني/يناير 2011 عندما صوت السودانيون الجنوبيون على استقلالهم من الشمال كما كان ينص عليه اتفاق السلام المبرم في 2005 الذي وضع حدا للحرب الاهلية. لكن الاقتراع لم يتم بسبب خلاف بين الخرطوم وجوبا حول هوية الناخبين فاجتاحت القوات السودانية المنطقة وظلت هناك حتى ايار/مايو 2012. وينتمي سكان ابيي في الاساس الى جنوب السودان وهم يتحدرون من قبيلة نغوك دينكا، فرع الدينكا الذي يتحدر منه رئيس جنوب السودان سلفا كير لكن العديد من الرحل الناطقين بالعربية في شمال البلاد من قبيلة المسيرية يأتون اليها لترعى فيها مواشيهم. وقتل كوال دينغ ماجوك زعيم نغوك دينكا في ايار/مايو في هجوم شنه عناصر من المسيرية، قتل فيه ايضا عنصر من قوات الامم المتحدة التي تضم اربعة الاف رجل المنتشرة في تلك المنطقة. وتعين على سلفا كير ونظيره السوداني عمر البشير التدخل لتهدئة الاجواء. واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في ايلول/سبتمبر ان "الوضع الامني واستمرار الوضع الراهن في ابيي اصبح لا يطاق". واقترح الاتحاد الافريقي للخروج من المأزق استفتاء حول تقرير المصير في تشرين الاول/اكتوبر لكن الاستحقاق لم يحترم. واعلنت مجموعة "سمول آرمزو سارفي" السويسرية المستقلة مؤخرا ان "من غير المرجح اجراء استفتاء في مستقبل قريب" مؤكدة ان الخرطوم لم تتعود الرضوخ لضغوط الاتحاد الافريقي. وامام هذا المأزق قد تعلن قبيلتا نغوك دينكا والمسيرية ولاءهما بشكل احادي الجانب، اما الى جوبا او الخرطوم، ما قد يؤدي الى تجدد النزاع بين الشمال والجنوب في ابيي قبل ان يمتد الى مناطق اخرى. وحذرت منظمة "ايناف بروجكت" الاميركية من ان "في اجواء التوتر المتزايد قد يفجر ارجاء الاستفتاء حول تقرير المصير المرتقب منذ زمن طويل (...) اعمال عنف على نطاق واسع". وقد التقى وزيرا خارجية البلدين في ايلول/سبتمبر في اطار وساطة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، ودعوا الى "اتفاق مقبول من الطرفين" حول ابيي. غير ان قبيلة نغوك دينكا التي تسيطر عمليا على ابيي ترفض انشاء ادارة مشتركة في المنطقة مع المسيرية، واذا لم يتم الاستفتاء قالت سمول ارمز سارفي انها تخشى "ارجاء قضية مستقبل ابيي السياسي الى ما لا نهاية". من جانبها تعارض الخرطوم التي تواجه مزيدا من الضغط في الداخل منذ اندلاع تظاهرات غير مسبوقة احتجاج على تعليق دعم سعر الوقود، اي استفتاء لا يسمح لقبيلة المسيرية بالتصويت. لكن الهدوء ما زال سائدا في المنطقة. ويرى البعض في جوبا ان "مواجهة مسلحة بين المسيرية ونغوك دينكا محتملة جدا وان ذلك قد يدفع بالسودان وجنوب السودان الى حرب اكبر" وفق تحذير الخبير جون اشوورث.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولاية ابيي العالقة بين السودان وجنوبه تبقى منطقة متفجرة ولاية ابيي العالقة بين السودان وجنوبه تبقى منطقة متفجرة



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab