زيورخ - العرب اليوم
سيقدم FIFA واللجنة المنظمة المحلية خلال كأس العالم البرازيل FIFA خدمة خلاقة في التغطية بالوصف السمعي في أربعة ملاعب. وبدأت تداريب المعلقين المتطوعين فعلاً يوم الأربعاء في ريو دي جانيرو.
وأشارت المديرة العامة لمركز الولوج لكرة القدم في أروبا في صدد الحديث عن هذه التجربة الخلاقة في البرازيل والتي تشكل الإنطلاقة الحقيقية لكأس العالم FIFA: "ليتمكن ضعيف البصر من امتلاك تجربة كاملة مع كل ما يجري في ملعب كرة القدم، من الضروري أن يفهم ما يجري في أرضية الملعب وحوله."
سيقدم FIFA واللجنة المنظمة المحلية خلال كأس العالم FIFA خدمة مبتكرة للتعليق بالوصف السمعي في أربعة ملاعب بهدف تحسين تجربة الأضرّاء وضعاف البصر في ملعب كرة القدم. وبدأت الأربعاء في ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو حلقة تدريبية للمعلقين المتطوعين. ويشبه الوصف السمعي إلى حد كبير السرد عن طريق الراديو، مع فارق التركيز على تجربة الملعب. ويقدم المعلق الذي تدرب على هذا النوع من التعليق وصفاً إضافياً لكل المعلومات المرئية المهمة، على غرار الخطاب الجسدي وتعابير الوجه والمحيط والتمريرات والزي والألوان وأي عنصر آخر مهم لنقل مظاهر الملعب ومحيطه.
ويقول أندرسون دياس، مدير جمعية أوريسي للرياضة والثقافة لضعاف البصر، وهي جمعية شريكة مع FIFA واللجنة المنظمة المحلية، والتي تشتغل في مشاريع خاصة بالأشخاص ضعاف البصر، في هذا الإطار: "تقرب خدمة الوصف السمعي المستمع من هتافات الجماهير والطرائف السائدة في ملعب كرة قدم وكيف يجري الحكم...بعض الأشياء التي لا يظنها المرء مهمة، لأنهم يرونها بأعينهم." ويضيف دياس الذي فاز مرتين ببطولة العالم ومرة واحدة في الألعاب الأولمبية الصيفية للمعاقين في رياضة كرة القدم للمعاقين في دورة أثينا 2004: "عن طريق الوصف السمعي لتقييم المتطوعين، سمعت هدف رونالدو في نهاية كأس العالم 2002 وسمعت كذلك أن أوليفير كان ممدداً على الأرض وغاضباً وحزيناً، بينما طار رونالدو بيدين مفتوحتين فرحاً بالهدف. ومن الصعب سماع هذه التفاصيل في النقل الحي للتلفاز والراديو."
وأتار الحكم الدولي السابق أرنالدو سيزار كويليو، الضيف الخاص في اليوم الأول للحلقة، والذي أدار نهائي كأس العالم 1982، موجة من الضحك بعدما صرح بأنه نُعت بالأعمى من طرف بعض المشجعين وعبّر عن سعادته بهذه المبادرة. وتحدث إلى المتطوعين حول أهمية الإلمام بردود فعل الحكام. يقول في هذا الصدد: "من المهم جدا اهتمام FIFA بضعاف البصر في الملعب. وجميل أيضا أن ترى معلقا يشرح كل الأجواء المحيطة بمقابلة في كأس العالم ويصفها. كان حضوري بهدف شرح ردود فعل الحكام، ليتمكن المعلقون من إيصال رسالة واضحة لمستمعيهم. إنها مبادرة ممتازة من FIFA، لم أرى مثلها من قبل."
وسيقدم التعليق بالوصف السمعي باللغة البرتغالية في أربعة ملاعب ستستضيف كأس العالم FIFA وهي: بيلو أوريزونتي (ملعب مينيراو) وبرازيليا (الملعب الوطني لبرازيليا) وريو دي جانيرو (ملعب ماراكانا) وساو باولو (آرينا دي ساو باولو). وسيغطي المباراة معلقان، وسينقل التعليق على موجات الراديو وستلتقطها سماعات فردية. ويمكن للمشجعين الأضرّاء أو ضعاف البصر الجلوس في أي مكان من الملعب.
وسيمر في المجموع 16 متطوعاً، أربعة في كل مدينة من المدن المختارة، من برنامج مكثف من التداريب يشرف عليه مركز الولوج لكرة القدم في أوروبا وجمعية أوريسي. وبعد دردشة مع أرنالدو دياس، تم توجيه المتطوعين في تمرين كان عليهم فيه الإرشاد والإسترشاد بزملائهم بينما يزورون تجهيزات الماراكانا. وأتاح التمرين للمتطوعين تفهم عقبات زيارة مكان لم يشاهدوه من قبل، والتعرف على حجم مسؤولية وصف كل ما يجري في الملعب لضعاف البصر.
واحتفلت المتطوعة ناطاليا كالديرا، البالغة من العمر 29 سنة، والتي تشتغل مع ضعاف البصر منذ 2004، بفرصة مشاركتها في هذا المشروع في كأس العالم FIFA التي ستستضيفها بلادها: "إنها فرصة كبيرة. ليس فقط لحضور مباراة في المسابقة، ولكن لنقل لهؤلاء الأشخاص ما يجري حولهم وجعل تجربتهم أكثر واقعية. إنها مسؤولية كبيرة جداً، لكن أنا جد متأكدة بأننا سنجني دروساً عدة قبل الحدث وسنتمكن من القيام بواجبنا على أكمل وجه. أنا مستعدة."
ومن الأمور المهمة في هذا المشروع المبتكر آثاره البعدية. وسيتم منح معدات التعليق الموضوعة في الملاعب بعد كأس العالم البرازيل 2014 FIFA للهيئات المحلية المستعدة لإتمام أهداف المشروع.
وتشير باولا جابرييلا فريطاس، قائدة فريق الإستدامة في FIFA في البرازيل: "الشيء الأكثر أهمية في هذا المشروع هو العنصر البشري المؤهل: يتلقى هؤلاء المتطوعون معرفة حول كيفية تمرير وصف لأشخاص أضرّاء أو ضعاف البصر. إنهم برازيليون سيبقون هنا، وسيتمكنون من بعد من تقديم هذه الخدمة ليس فقط في مباريات وأحداث رياضية، ولكن أيضا في ملتقيات ثقافية وفي مجالات أخرى."
ويشدد جويس كوك، من مركز الولوج لكرة القدم في أوروبا، على الأهداف المتفائلة لهذا المشروع في البرازيل: "تكمن إرادتنا في رؤية كل الملاعب والمركبات الرياضية في البرازيل مجهزة بهذه الخدمة؛ وأن يتم تعميم ذلك، وأن يتمكن الأضرّاء وضعاف البصر من حضور الملتقيات الرياضية بشكل إعتيادي، مع سماع خدمة التعليق بالوصف السمعي وبخدمة كاملة."
يمثل الأشخاص المعاقون نسبة 12في المائة من سكان العالم: إنهم حوالي 840 مليون شخص عبر العالم، ومن بينهم حوالي 285 مليون ضرير أو بمشاكل في النظر. وإلى يومنا هذا، قليلة هي الأماكن في البرازيل التي تقدم خدمات للأضرّاء أو ضعاف البصر الذين يحضرون في ملتقيات على الهواء، على غرار مباريات كرة القدم.
وبموجب القوانين البرازيلية؛ ستخصص في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA نسبة 1 في المائة من المداخيل للأشخاص المعاقين ـ وسيمكن لهم طلب تذاكر إضافية لزملائهم. وسيمكن للمعاقين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل حركية ومن البدانة من الولوج لكل الملاعب في كأس العالم 2014. مقاعد وحمامات وممرات خاصة كلها أمور متوفرة. وتوجد بوابات خاصة بالأشخاص المعاقين إلى جانب بوابات ولوج الأشخاص الأسوياء.
أرسل تعليقك