زيورخ - العرب اليوم
"حلم كبير". هذا ما نقرأه في واحدة من آخر رسائله على حسابه الخاص في موقع Twitter. إنها عبارة تعكس إلى حد كبير الفترة الممتازة التي يعيشها اللاعب الكوستاريكي جويل كامبل في الوقت الحالي، حيث يبدو أنه في الطريق إلى تحقيق أحلامه...الكبيرة.
فلنبدأ من البداية. فقد فاز المهاجم الكوستاريكي للتو بلقبه الأول في مسيرته الكروية، حيث تربع مع فريقه أولمبياكوس على عرش الدوري اليوناني على بعد خمس جولات من نهاية الموسم الحالي. وقد علّق على ذلك في حديثه لموقع FIFA.com بالقول: "لقد كان إنجازاً هاماً جداً في مسيرتي."
وبعد التتويج المحلي، ها هو الآن مقبل على موقعة أولد ترافورد ضمن إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، علماً أنه قاد فريقه إلى الإنتصار 2-0 في مباراة الذهاب ضد مانشستر يونايتد، حيث سجل الهدف الثاني بتسديدة ساحرة من مسافة 30 متراً ليهديه إلى واحد من أعز الأشخاص إلى قلبه: "كانت لحظة إلهام. رأيت حارس المرمى متقدماً بعض الشيء فأطلقت تلك التسديدة دون تردد. كان والدي حاضراً في المدرجات، كانت لحظة مليئة بالشرف والفخر والإعتزاز."
ولعّل إقصاء الشياطين الحمر من شأنه أن يشكل فرصة مثالية لتحقيق حلم هذا اللاعب الذي يتمنى التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريق آرسنال الذي يملك حقوقه منذ عام 2011، والذي لم يسبق له اللعب بقميصه، إذ بمجرد التعاقد معه قررت إدارة المدفعجية إعارته إلى لوريان الفرنسي وبيتيس الإسباني وبطل اليونان على التوالي. وقد أفصح عن رغبته الجامحة قائلاً: "لقد كنت دائماً على أتم الإستعداد، وأتمنى أن يعطوني هذه الفرصة. إنني أعمل لأجل ذلك دون كلل أو ملل."
وإذا كان التألق على صعيد الأندية لا يكفي لإقناع آرسين فينجر، فإن كامبل لا يزال يملك بين يديه ورقة رابحة أخرى. ذلك أن المهاجم الكوستاريكي مرشح للعب في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، معتبراً ذلك "تجربة جميلة جداً للدفاع عن القميص الوطني في كل موعد دولي"، مضيفاً أن "التأهل إلى كأس العالم في البرازيل أمر مهم جداً للجميع."
تطور أداء هذا الشاب الواعد (21 عاماً) بشكل هائل في ملاعب الساحرة المستديرة. ففي عام 2009 خاض غمار كأس العالم تحت 17 سنة FIFA في نيجيريا، ثم ظهر في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة FIFA التي استضافتها كولومبيا بعد عامين. وقد علّق بنفسه على مساره خلال المواسم الأخيرة بالقول: "أعتقد أنني نضجت كثيراً، كإنسان وكلاعب على حد سواء. كامبل اليوم ليس هو كامبل الأمس. أنا سعيد جداً بالتقدم الذي أحرزته."
وتابع: "أشعر بالارتياح عندما ألعب في قلب الهجوم أو كرأس حربة خالص، ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو إنجاز الأشياء بشكل جيد وفعل ما يطلبه المدرب: استغلال تحركاتي والمناورة والإستفادة من نقاط قوتي الفنية بهدف مساعدة الفريق."
التحدي الأكبر
تأهلت كوستاريكا إلى البرازيل 2014 قبل جولتين من نهاية التصفيات، حيث احتلت المركز الثاني وراء الولايات المتحدة في ترتيب الجولة السداسية النهائية. بيد أن قرعة النهائيات العالمية لم تكن رحيمة بكتيبة التيكوس، حيث وضعتها في المجموعة الرابعة إلى جانب ثلاثة أبطال سابقين: أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا. فهل يتعلق الأمر بحلم أم بكابوس؟
يقول كامبل في هذا الصدد: "إنه حلم في واقع الأمر. إنه لمن دواعي سروري أن أنال الفرصة لمواجهة منافسين بهذا الحجم. لا يوجد شيء أفضل من ملاقاة العمالقة في البرازيل! ما زلت أوئمن بحظوظنا في تجاوز الدور الأول."
لكن ربما تكون المباراة ضد لاسيليستي هي ما يتطلع إليه الكوستاريكيون على أحر من الجمر للانتقام من الفريق الذي أغلق أمام وجوههم أبواب جنوب أفريقيا 2010 بعدما فاز عليهم في الملحق. وختم كامبل حديثه بالقول: "رأيت تلك المباراة في المنزل مع عائلتي. لقد كانت خيبة أمل كبيرة. ولكن هذا أصبح جزءاً من التاريخ. الكرة لا تتوقف عن الدوران والآن يجب علينا اغتنام هذه الفرصة للثأر منهم."
أرسل تعليقك