الدارالبيضاء - سعيد علي
لم يتصور المتتبعون للشأن الكروي المغربي أنّ تتطور فصول الخلاف بين مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم حسن بنعبيشة، وعميد أسود الأطلس المهدي بنعطية، إلى الأسوأ ويدخل الطرفان في حرب التصريحات المضادة، لتنتهي القصة باستبعاد لاعب "روما" الإيطالي بنعطية، من اللائحة الرسميّة للمنتخب، التي ستخوض المباراة الوديّة أمام الغابون، الأربعاء، 5 آذار/مارس الجاري.
وهدّد بنعطيّة، قبل أسبوع، بعدم المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2015، المُقرّر تنظيمها في المغرب. مبُررًا تهديده بغياب الظروف الجيدة لتحضير منتخب يكون قادر على إحراز اللقب القاري.
وردّ بنعبيشة على تهديدات بنعطية، موضحًا أنّ "بن عطية لاعب جيد ويلعب ضمن نادٍ كبير، روما الإيطالي، فإذا أراد اللعب لمنتخب بلده فمرحباً به وإذا أراد غير ذلك فتلك مشكلته وأمامه الاختيار". إلا أنّ بنعطية لم يرقه جواب بنعيشة، وردّ مؤكدًا "لا أعرف بنعبيشة ولا أرغب أبدًا في التعرف عليه أو العمل معه". وأوضح أنه انزعج من تصريح المدرب، الذي بدا له أنه يشكك في وطنيته والدفاع عن القميص الوطني، مما دفع بنعطية إلى التأكيد "أنّ المنتخب المغربي يمثل لي الشيء الكثير، وقد غامرت برسميتي في فريق أودينيزي الإيطالي من أجل المشاركة مع المنتخب المغربي، لكن في الأخير أجازى بمثل هذه التصريحات." موضحًا أنّ تهديده بمقاطعة المنتخب المغربي في النسخة المقبلة من أمم أفريقيا هو راجع لحالة الغموض التي عاشها المنتخب المغربي منذ نهاية عقد المدرب السابق رشيد الطاوسي". ولفت "أنا انتقدت الوضع لغياب أي تجمع أو أي مباراة ودية لأسود الأطلس منذ مغادرة الطاوسي مما اضطرني إلى البوح برأيي نظرًا كوني عميدًا للمنتخب".
ورأي بنعطية، الذي تزامن مع اللائحة الأولية للمنتخب، التي كانت تضم اسمه، دفع بالمدرب بنعبيشة إلى إقصائه من اللائحة النهائية، مشترطًا اعتذار اللاعب للمناداة عليه على ودية الغابون. ولم يكترث اللاعب بالاتصالات التي قامت بها مجموعة من الأطراف من داخل الاتحاد المغربي، وكان آخرها الاتصال الهاتفي الذي قام الرئيس المفوض للاتحاد المغربي عبد الله غلام. ولم يفلح غلام في ربط الاتصال باللاعب لحثه على تقديم الاعتذار والمشاركة في المباراة الودية أمام الغابون. ووضح أنّ مساعي الرئيس المفوض باءت بالفشل، ليُعلن بعد ذلك رسميًا أنّ لائحة أسود الأطلس خالية من اسم بنعطيّة.
وتطور الأمر إلى دخول والد بنعطية على الخط، وانتقد تصريحات بنعبيشة، مؤكّدًا أنّ ابنه يعشق القميص المغربي منذ الصغر، ولم ينصاع إلى تغيير جنسيته وحمل قميص إحدى المنتخبات الأوربية وعلى رأسها فرنسا.
وحسب مصادر مقربة من الاتحاد المغربي لكرة القدم، فإن مسلسل الخلاف بين بنعبيشة وبنعطية لم ينتهي بعد، ومن المنتظر أنّ يحمل الجديد الأسبوع المقبل، وخصوصًا أثناء الندوة الصحافية التي سيعقدها المدرب، الثلاثاء المقبل، لتسليط الضوء على تحضيرات الفريق للمباراة الوديّة أمام الغابون.
أرسل تعليقك