الخرطوم -العرب اليوم
أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق السلام، عقب إعلان الرئيس الأمريكي عزمه العمل مع شركاء آخرين على رأسهم السعودية لإنهاء الصراع الدائر في السودان.
وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان إن الحكومة السودانية "تؤكد استعدادها للانخراط الجاد معهم من أجل تحقيق السلام"، مرحبا بالجهود السعودية والأمريكية "من أجل إيقاف نزيف الدم السوداني".
وكتب البرهان عبر منصة إكس: "شكرا سمو الأمير محمد بن سلمان، شكرا الرئيس دونالد ترامب"، بعد انتهاء لقاء جمع الزعيمين في واشنطن.
وفي وقت سابق اليوم، قال ترامب في كلمة خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "يريد جلالته مني أن أفعل شيئًا قويًا للغاية يتعلق بالسودان، لم يكن ضمن مخططاتي أن أشارك في ذلك. اعتقدت أن الأمر شيء مجنون وخارج عن السيطرة، لكنني أرى أهمية ذلك بالنسبة لك [بن سلمان] ولكثير من أصدقائك في القاعة، وسنبدأ بالعمل في السودان".
وذكر ترامب أن ولي العهد السعودي أثار قضية السودان خلال اجتماعهما ليلة أمس، لافتًا إلى أن إدارته بدأت بالفعل العمل على ذلك.
ولاحقًا، كتب الرئيس الأمريكي على حسابه بمنصة تروث سوشيال: "هناك فظائع هائلة تحدث في السودان، لقد أصبح المكان الأكثر عفنًا على وجه الأرض.. لقد طلب مني قادة عرب من أنحاء العالم، لا سيما ولي العهد السعودي، استخدام قوة ونفوذ منصب الرئاسة لوقف ما يجري في السودان على الفور.. سنعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين في الشرق الأوسط لوضع حد لهذه الفظائع، وفي الوقت نفسه تحقيق الاستقرار في السودان".
وكانت قوات الدعم السريع السودانية قد أعلنت في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر بإقليم دارفور غربي البلاد بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، إلا أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أكد أن انسحاب قوات الجيش من المدينة جاء لتجنب مزيد من الدمار، لكن مراقبين يرون أن قوات الجيش لم تكن لتنسحب من مدينة استراتيجية لو لم تتلق هزيمة عسكرية محققة.
كما أعلنت قوات الدعم السريع السودانية قبل ذلك السيطرة على مدينة بارا الاستراتيجية في شمال كردفان بعد معارك مع قوات الجيش السوداني، إلا أن الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور نفى في تصريح لوكالة "سبوتنيك" صحة ما أعلنته قوات الدعم السريع السودانية بشأن استعادتها السيطرة الكاملة على مدينة بارا.
وفي نيسان/أبريل عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
السيسي والبرهان يتفقان على تفعيل الآلية الرباعية لمعالجة الأزمة السودانية ويعلنان توافقهما حول قضية السد الإثيوبي
عبد الفتاح البرهان يعيد تشكيل رئاسة هيئة الأركان السودانية ويخضع القوات المساندة لقانون الجيش
أرسل تعليقك