واشنطن - العرب اليوم
بعد فوزه في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، تركز زهران ممداني على مواجهة التحديات المقبلة، وأبرزها التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلال خطاب النصر، وجه ممداني رسالة ساخرة إلى ترامب قائلاً: "ارفع الصوت"، في حين رد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي مؤكداً بداية المواجهة، ووصف ممداني بأنه يمثل مستقبل الحزب الديمقراطي "الشيوعي".
ترامب سبق أن دعم الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو وحذر سكان نيويورك من أن انتخاب ممداني قد يؤدي إلى قطع التمويل عن المدينة، مشيراً إلى أن السكان "قد يفرّون" نتيجة سياساته. ولم يقتصر تدخل ترامب على التحذيرات، فقد مارس سلطته الفيدرالية ضد مدن يقودها الديمقراطيون من قبل، مثل تكثيف حملات تفتيش الهجرة ومحاولة إلغاء تمويل رسوم الازدحام.
ويواجه ممداني، الذي يصف نفسه بأنه "اشتراكي ديمقراطي"، تحديات كبيرة في تنفيذ أجندته، التي تشمل تقديم حافلات مجانية، وتجميد الإيجارات في المساكن الخاضعة للرقابة، وتوفير رعاية أطفال شاملة، وفتح متاجر بقالة تديرها المدينة، إضافة إلى أهداف سياسية أخرى. وقد أكد خبراء أن مواجهة ترامب ستكون أولوية بالنسبة للعمدة المنتخب، ما قد يشتت تركيزه عن القضايا المحلية الأخرى.
ويواجه ممداني أيضًا تحديات مالية، حيث قد يؤدي خفض التمويل الفيدرالي إلى صعوبات في تنفيذ البرامج الطموحة، خصوصاً مع وجود فجوة تمويلية قد تصل إلى نحو 8 مليارات دولار من ميزانية المدينة، والتي تُستخدم لدعم الإسكان، وحالات الطوارئ، وخدمات الأطفال والتعليم، ووجبات المدارس. وبينما من المتوقع أن يواجه أي محاولة لخفض الأموال الفيدرالية تحديات قانونية، فإن تأخير وصول هذه الأموال سيؤثر على الخدمات والبرامج التي تحتاجها المدينة.
كما يمكن أن يوسع ترامب حملات إنفاذ قوانين الهجرة في نيويورك، وهو ما قد يتعارض مع خطط ممداني للحفاظ على المدينة كملاذ آمن للمهاجرين. وقد سبق أن تعاون العمدة السابق مع إدارة ترامب في هذا الشأن، لكن ممداني، الذي قدم إلى الولايات المتحدة وهو طفل مهاجر، يشير إلى مسار مختلف ويرى أن المدينة ستظل مدينة للمهاجرين بقيادته.
ومع توقع بعض الخبراء أن يلجأ ممداني إلى استراتيجيات قانونية لمواجهة أي تدخل من قبل الحكومة الفيدرالية، من المرجح أن يستخدم محامين إضافيين لتعزيز الإدارة القانونية للمدينة. ويشير محللون إلى أن مواجهة ترامب قد تصبح أداة سياسية لممداني لحشد الدعم بين سكان المدينة المناهضين لسياسات الرئيس السابق، مع التأكيد على أنه سيبحث عن فرص للتواصل مع ترامب فقط إذا كانت مفيدة لتحقيق أهدافه السياسية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك