أوروبا تؤكد أنها تنوي أن تعلم دونالد ترامب الأدب والتحضر
آخر تحديث GMT05:45:46
 العرب اليوم -

انجيلا ميركل تشترط التعاون معه على أساس قيم الديمقراطية

أوروبا تؤكد أنها تنوي أن تعلم دونالد ترامب الأدب والتحضر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أوروبا تؤكد أنها تنوي أن تعلم دونالد ترامب الأدب والتحضر

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية السابق والرئيس المنتخب دونالد ترامب
واشنطن - يوسف مكي

كانت إدارة جورج دبليو بوش الأميركية السابقة، في حالة أسى شديد من العلاقات الأطلسية الأخيرة، وكذلك الحال الآن من موقف الاتحاد الأوروبي حيال انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة والذي لا يبشر بالخير. فالأمر بدأ أولاً مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية السابق، الذي صرح بأن أوروبا سوف "تعلم الرئيس المنتخب ما هي أوروبا وكيف يتعامل معها". وبعد ذلك جاءت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتذكر السيد ترامب "بقيم الديمقراطية والحرية واحترام القانون وكرامة الإنسان"، وتشترط التعاون معه "على أساس هذه القيم".

ربما تعتقد أوروبا ان هذ اللهجة في التعامل مع دونالد ترامب سوف تثمر عن شيء آخر لن يكون سوى رد فعل عنيف من واشنطن هي فكرة ساذجة. فالرسالة من هذا الارتجاف الجماعي للاتحاد الأوروبي واضحة، والتي عبروا عنها في "اجتماع طارئ" لوزراء الخارجية في بروكسل، هي أن أوروبا لن تكتفي بالتدخل والقيام بأعمال مع السيد ترامب، ولكنها تنوي أن تعلمه الأدب والتحضر.

ولن يكون هناك أحد تحت أي نوع من الخداع حول الحالة السيئة لسياسة السيد ترامب، فقد اثار فستيف بانون، مستشار ترامب وكبير المحللين التابعين له منتدى "بديل اليمين" على شبكة الإنترنت والذي يُعتبر منحازًا للتفوق البيض ومعاداة للسامية. ولكن في حين لا يتوقع أحد من ميركل احتضان السيد ترامب بكل إخلاص –على الرغم من أنها سوف يكون لها يوم كامل لمواساة باراك أوباما هذا الخميس – فان فكرة التلويح من أوروبا بانها لن تجني أي شيء آخر سوى رد فعل عنيف من واشنطن هي فكرة ببساطة ساذجة.

وفي الأصل، يقال إنه حتى بعد البريكست والآن ترامب،  فان الاتحاد الليبرالي الأوروبي لا يزال لم يتعلم التواضع في مواجهة الناخبين الذين يطالبون الآن أن يُستمع إليهم. فهذا يمثل أيضا المعادلة الأيديولوجية للمقولة الشهيرة "دعهم يأكلون الكعكة". وفى حين قد فات الأوان للأنظمة الليبرالية القديمة من أجل إحياء ظاهرة "بريكست أو ترامب"، لان بالفعل سوف تجري بهذه الطريقة، لذا علينا أن نشمر عن سواعدنا ونعلن التعامل مع مخاوف الناخبين العاديين الذين تم جذبهم بمد وجزر الشعبوية. فالنجاح الحالي للسياسيين من أمثال مارين لوبان، وفيكتور أوربان في المجر أو جيرت فيلدرز في هولندا، قائم على أساس من هوية أقصى اليمين والاستفادة من الاستياء على نطاق أوسع من ذلك بكثير.

وقد أعلنت عن ذلك مارين لوبان بالقول: أن "دونالد ترامب اظهر كيف يمكننا بناء عالم جديد". وهذا هو السبب الذي دفع السيدة لوبان للتخلي عن نهج والدها جان ماري، وتقوم الأن بتمييز نفسها ببساطة تحت اسم "البحرية". ولكن لماذا يقوم خيرت فيلدرز، الذي يعلن عن فوبيا الإسلام بلا حياء، بتوثيق الاقتصاد الشعبوي في منصته الضيقة سابقا. لكن هذا الوضع يمثل فشل الاتحاد الأوروبي، الذي اهتم بالانخراط في قضايا مثل الهجرة والأجور والسكن والأمن، الأمر الذي ضمن بان يكون هامش القومية، ليس في منتصف بين الساخطين، بل سيحتل مركز الصدارة.

ولوحظ أن بوريس جونسون أشار بوضوح الى أن "الناس الذين يشعرون بأنهم لم يُستمع اليهم بشكل صحيح، أو يمثلوا بشكل صحيح، بدأوا باستخدام أساليب تمكنهم من سماع أصواتهم. والأمر متروك لنا، وللجميع، للاستماع إليهم ولنأخذ الأمور بطريقة إيجابية ". واضاف "شئنا أم أبينا، نحن ندخل مرحلة جديدة من السياسة الواقعية في كل من الساحة المحلية والدولية. فالتعالي والمزايدات ليس هو الطريق إلى الأمام، فنحن على المحك من ناحية لأمن الأوروبي، والحكم العالمي والتجارة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا تؤكد أنها تنوي أن تعلم دونالد ترامب الأدب والتحضر أوروبا تؤكد أنها تنوي أن تعلم دونالد ترامب الأدب والتحضر



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:49 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

السؤال الشائك في السودان

GMT 17:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حادث مروّع في عُمان يوقع قتلى وجرحى

GMT 00:46 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

القذائف تتساقط على وسط مدينة رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab