أنجيلا ميركل تعاني من نكسة انتخابية جديدة لحزبها في هيسا
آخر تحديث GMT17:49:25
 العرب اليوم -

المعارضون اعتبروها فرصة لتلقين الحكومة في برلين درساً

أنجيلا ميركل تعاني من نكسة انتخابية جديدة لحزبها في "هيسا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أنجيلا ميركل تعاني من نكسة انتخابية جديدة لحزبها في "هيسا"

النتائج المبكرة للانتخابات الإقليمية
برلين ـ جورج كرم

تعيش الأحزاب الحاكمة في ألمانيا حالة ترنح وتفكك بعد العملية الانتخابية الثانية في غضون أسبوعين، بسبب تخلي الناخبين عنها بمجموعات كبيرة. وقد تؤدي النتيجة في ولاية "هيسا" المركزية إلى إغراق الطرفين المشكلين لحكومة ائتلاف أنجيلا ميركل في أزمات متجددة.

وأظهرت النتائج المبكرة للانتخابات الإقليمية التي اعتبرت حاسمة لمستقبل الائتلاف الألماني المتذبذب، أن اتحاد الديمقراطيين المسيحيين بزعامة ميركل قد تراجع إلى 28٪ ، وهو أسوأ أداء للحزب في الولاية منذ عام 1966 وانخفض بنسبة 10 نقاط منذ بدء التوجه الى صناديق الاقتراع في "هيسا" عام 2013.

وحاول قادة "اتحاد الديمقراطيين المسيحيين" إظهار النتيجة على أنها نجاح. فإذا كانت النتيجة قائمة، فبإمكان "ائتلاف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الأخضر أن يتغلب على الأغلبية، الأمر الذي يضع حداً للتكهنات حول مستقبل رئيس وزراء ولاية "كونيكت" وحليفه فليكر بوفييه. ومع ارتفاع حدة التوتر في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أشار بعض الأعضاء إلى أنه في حالة سقوط بوفييه، فإن ميركل ستجاهد عندما تترشح لإعادة انتخابها كزعيم للحزب في مؤتمره في ديسمبر/كانون الأول. لكن لدى ميركل أسباب أخرى تدعو للقلق بشأن النتيجة.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن شريكها في الائتلاف في برلين، الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD)، يجاهد لتحقيق زيادة 20٪ مع احتفاظ "حزب الأخضر" مجددًا بالمركز الثاني. وستكون النتيجة الأسوأ له منذ عام 1946، حيث ستشكل ضغوطاً على زعيمة الحزب أندريا ناليز، وفي أقصى نتيجة محتملة يمكن أن تتسبب الصدمة في انسحاب الحزب الديمقراطي الاشتراكي من ائتلاف ميركل في برلين، وهي خطوة من المؤكد أنها ستكون "اجباريه" بفعل نتائج الانتخابات.

وقالت ناليز بعد وقت قصير من استطلاع يوم الأحد: لقد "ساهمت السياسة الوطنية بشكل كبير في خسائر الحزب الديمقراطي الاجتماعي في هيسا"، "إن حالة الحكومة غير مقبولة". ورغم أنها لم تذكر موقفها، فقد وعدت ناليز بالتغييرات داخل حزبها ودعت حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى ترتيب صراعاته الداخلية. وأعلنت ناليز أنها ستلتقي بقيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي اليوم الاثنين لوضع قائمة الأهداف التي سيحققها الحزب في الحكومة ضمن جدول زمني محدد.

وتأتي محاولات حزب التحالف بعد فترة وجيزة من النتيجة الكارثية في "بافاريا" التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها احتجاج ضد إخفاقات حكومة برلين. وسيُنظر إليه على أنه دليل إضافي على تقلص المشهد السياسي السائد في أنحاء ألمانيا وأوروبا على نطاق أوسع.

ويعتبر مقر المركز المالي الألماني في "فرانكفورت"، ان "هيسا" مقاطعة متأرجحة ويُنظر إليها على أنها راية للسياسة الوطنية التي تحكمها الائتلافات التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على مدار العشرين سنة الماضية. وفي انتخابات الولاية الإقليمية السابقة في عام 2013، حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على 38.3٪ من الأصوات وحصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي على 30.7٪. وتحدث بوفييه مساء الأحد عن "مشاعر متناقضة للغاية" تجاه النتيجة، وقال "إن الحزب سوف يأخذ "الخسائر المؤلمة" على محمل الجد. لكن من ناحية أخرى، رأينا أن الأمر يستحق القتال".

وفي حين أن ميركل لم ترد بعد على النتائج، فإن الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي،   أنيغريت كرامب كارينباور، وصفت أيضا الخسائر بأنها "مؤلمة" وفي نفس الوقت هنأت بوفييه على إنقاذ تحالفه.

وكما هو الحال في بافاريا، يبدو أن الفائز الكبير هو "حزب الأخضر" المؤيد للهجرة، والذي ضاعف حصته من الناخبين في هيسا إلى 19.5٪ على حساب حزبي الائتلاف. وتعكس النتيجة زيادة كبيرة له في جميع أنحاء البلاد، مع وصول استطلاعات الحزب الى أعلى مستوى لها منذ عام 2011. وردا على استطلاعات الرأي  قالت السياسية بريسكا هينز، أحد المرشحين الرئيسيين لـ "حزب الأخضر" في هيسا: "لم تكن هيسا أبدا أخضر كما هى اليوم".

ويشهد اقتصاد "هيسا" الأن ازدهاراً مثل بافاريا ولكن انخفضات معدلات البطالة لم يمنع الناخبين من الانجراف إلى أقصى اليمين. كما حقق حزب البديل المناهض للهجرة المكاسب (AfD)، وجاء في المركز الرابع ولكن لا يزال يدخل برلمان الولاية بشكل مريح للمرة الأولى على 12 ٪. ويتم تمثيل الحزب الآن في جميع ولايات ألمانيا البالغ عددها 16 ولاية.

كما احتفل "الديمقراطيون الأحرار"(FDP)، بعد أن تعدوا نسبة 5٪ اللازمة للعودة إلى البرلمان، بنسبة 7.5٪. ووصف زعيم الحزب الليبرالي كريستيان ليندر، الحزب بأنه "الفائزين الصغار" في المساء. ومن المرجح أن يبقى "لينك" الحزب اليسارى المتشدد في البرلمان بنسبة 6.5٪ من الأصوات.

وقال أندريا روميلي أستاذ الاتصالات في كلية "هيرتي" في برلين: إن "الطريقة الوحيدة التي لا تسير بها أنجيلا ميركل هي لو أن بوفييه لا يبقى رئيساً للوزراء في ولاية هيسا". لكن الوقت نفسه، تعني أرقام الاستطلاعات الوطنية الكئيبة أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي لا يملك إلا القليل من المكاسب التى تجبره طواعية على إجراء انتخابات، ووصفها روميلي بأنها "أسوأ نتيجة لـ الحزب".

وخلال الحملة الانتخابية هذا الأسبوع، قللت ميركل من أهمية التصويت الإقليمي في هيسا على حكومتها، حيث احتجت على أنه "لا يمكن تحويل كل انتخابات إقليمية إلى انتخابات وطنية صغيرة". ولكن هذه الرسالة لم تصل إلى الناخبين الذين كان الكثيرون منهم حريصين على تسجيل استيائهم من حكومة برلين التي شابها الاقتتال الداخلي وأزمات متعددة. واشار استطلاع للرأي نشر يوم الاحد الى ان نصف الناخبين على الاقل في ولاية هيسا اعتبروا الانتخابات الاقليمية فرصة لتعليم الحكومة في برلين درسا.

وقال هيكو بيكر (48 عاما) وهو ناخب يعيش في مدينة "فولدا" قبل التصويت: "بالنسبة لي سيكون هذا اقتراعا احتجاجيا ضد كل هذا الهراء في برلين" ،"الأمور جيدة لنا في هيسا، ولكن لا أحد يهتم بذلك. الأمر كله يتعلق بمواجهة ميركل في الوقت الحاضر ".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنجيلا ميركل تعاني من نكسة انتخابية جديدة لحزبها في هيسا أنجيلا ميركل تعاني من نكسة انتخابية جديدة لحزبها في هيسا



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab