نجل الخطابّي ينفي نقل رفاتّه من القاهرة إلى المغرب
آخر تحديث GMT00:04:47
 العرب اليوم -

نجل الخطابّي ينفي نقل رفاتّه من القاهرة إلى المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نجل الخطابّي ينفي نقل رفاتّه من القاهرة إلى المغرب

الدارالبيضاء ـ حاتم قسيم

أكدَّ نجل المناضل و المجاهد المغربي الراحل عبد الكريم الخطابي الذي توفي منذ 40 عامًا، و الذي شُيعت جنازته عسكريًا في القاهرة ودفن في مقابر الضباط في العباسية، تكريمًا لمشواره الوطني، أنه لم يتسلم طلبًا رسميا من السلطات المغربية بنقل رفات والده إلى المغرب، مضيفًا" إن كل ما لديه من معلومات استقاها من تقارير نشرتها الصحافة المغربية في هذا الشأن"، في حين أكد المستشار الإعلامي في السفارة المغربية علاء الدين هادي أن مسألة نقل رفات الخطابي لم تدرج على طاولة النقاش الرسمي؛ لأن القرار في هذا الشأن  يعود إلى أسرة الخطابي وحدها. ويُذكر أن الخطابي من رموز النضال الوطني ضد المستعمر، خاصة عندما حقق انتصارات مذهلة على القوات الإسبانية في حرب الريف المغربي، ثم اتجه جنوبا نحو مدينة فاس ودخل في مواجهة مع الجيش الفرنسي، وأوشك أن يحقق الانتصارات ذاتها على الفرنسيين لولا استخدامهم القنابل والغازات السامة ضد المواطنين المغاربة، مما حسم ثورة الريف التي انتهت باستسلام عبد الكريم الخطابي للفرنسيين عام 1926. و حصل " العرب اليوم" على وثيقة مهمة هي عبارة عن حوار صحافي لم ينشر بعد مع نجل المجاهد الريفي سعيد الخطابي سنة1994، يكشف فيه حقائق مثيرة تنشر للمرة الأولى. تم وضع عبد الكريم الخطابي في الأسر لمدة تزيد عن عشرين عامًا قضاها منفيًا في جزيرة "رينيو" في المحيط الهندي، وفي بداية عام 48 قررت السلطات الفرنسية نقله إلى مرسيليا مرة أخرى بهدف استغلاله كورقة للضغط على الملك المغربي محمد الخامس الذي طالب للمرة الأولى صراحة بالاستقلال عن فرنسا، ولكن المفاجأة أن الملك فاروق علم بأن باخرة فرنسية تحمل عبد الكريم الخطابي في طريقها من "رينيو" إلى مارسيليا عبر قناة السويس، وكان أن أصدر قرارًا باختطاف المناضل المغربي ومنحه حق الإقامة هو وعائلته في مصر. ويقيم سعد الابن الأكبر للمناضل المغربي عبد الكريم الخطابي، وبالرغم من أنه يحمل جواز سفر مغربيا، ولديه أملاك ومنازل في الريف في المغرب، إلا أنه لازال متمسكا بالإقامة في مصر التي حررت والده من الأسر الفرنسي، وفتحت ذراعيها له ولأسرته منذ هبوطهم من السفينة الفرنسية "كاثومبا" على أرض مصر. يكشف سعيد 67 عامًا النقاب عن القصة الحقيقية لاختطاف والده، حيث كان على المركب ذاتها وتابع تفاصيل العرض، وهو مازال شابا لا يزيد عمره على 15 عامًا. ويقول سعيد " في أيار/ مايو 1947 ألقى الملك محمد الخامس خطبة في مدينة طنجة تحدث فيها للمرة الأولى عن قضية الاستقلال عن فرنسا مما أدى إلى رغبة المسؤولين الفرنسيين في الضغط على الملك فلجأوا إلى التلويح بورقة الخطابي وقرروا نقله من "رينيو" إحدى المستعمرات الفرنسية في المحيط الهندي إلى جنوب فرنسا ليكون قريبا من المغرب، ونظموا استقبالا شعبيا للخطابي في مدينة "نيس" ونقلوا على نفقتهم عشرات من المغاربة. وتحركت الباخرة "كاثومبا" بالخطابي والأسرة إلى المنفى الجديد، وكان مقررا أن تتجه من "رينيو" إلى "نيس" عن طريق رأس الرجاء الصالح وفي آخر لحظة تم تغيير مسار السفينة إلى قناة السويس بناء على رغبة الخطابي الذي كان يتوقف في كل ميناء عربي، وتقام له الاحتفالات والولائم تكريما له ولأسرته، ولم تكن الباخرة مجهزة بحراسة مشددة، بل أن عدد الحراس الفرنسيين لم يكن يتعدى 10 أفراد وكانوا متساهلين، مرحين لم يفرضوا علينا أي قيود أو مضايقات إلى أن وصلنا لمدينة السويس، وكنا فرحين وهناك وصلتنا بعض الأخبار بأن الملك فاروق يدرس قرارا بإنقاذ الخطابي من الأسر، ولكن والدي استبعد هذه المغامرة، لأن مصر كانت تسعى إلى إعلان الاستقلال عن انكلترا، وكانت تعتبر فرنسا من أكبر الدول المساندة لها في هذه القضية على الساحة الدولية. ومرت الباخرة من السويس إلى بورسعيد، وكان ذلك في صيف عام 1948 وإليها صعد محافظ منطقة القنال "فؤاد باشا شرين" وجلس في كابينة والدي وأبلغه بأن الملك كلفه بعرض اختطافه وتوفير الإقامة الكاملة والآمنة له في مصر، وكنت جالسا أثناء هذه المناقشة، وبالفعل طلب الخطابي مهلة زمنية لدراسة العرض وتناقش مع عمه وشقيقه الذي كان ضمن العائلة، وبعد أقل من نصف ساعة وافق على العرض بشرط أن يتعهد الملك بعدم تسليمه للفرنسيين مهما كانت الضغوط وحدث التعهد واتفقنا مع طاقم الحراسة على أننا سنشارك في احتفال يقيمه محافظ القنال مثل باقي الاحتفالات، وكانت تقف سيارة نقلتنا على الفور إلى القاهرة وتركنا أمتعتنا داخل السفينة وكانت الدولة قد أعدت لنا قصرا ملكيا في منطقة أنشاص وبمجرد وصولنا إليه حدثت ضجة عالمية، فقد اعتبرها العالم العربي نصرا عظيما لمصر ووصلت إلى القاهرة أكثر من 100 ألف برقية تشيد بشجاعة الملك فاروق، بينما على الجانب الآخر احتجت السلطات الفرنسية رسميا ونظمت الصحف الفرنسية والأوروبية حملة استهدفت مصر ومارست ضغوطات عديدة لإجبار مصر على تسليم الخطابي، ولكن مصر كانت على مستوى المسؤولية ورفضت حتى مناقشة هذه القضية خاصة أن فاروق كان يحاول أن يفرض وجوده على العالمين العربي والإسلامي، واعتبر اختطاف الخطابي خطوة هامة في هذا الاتجاه، وبعد مرور أيام من إقامتنا في قصر انشاص، قام الملك فاروق بزيارة للخطابي وجلس نحو ساعتين معه، وعرض عليه أن يختار أي مكان بمصر يرغب في الإقامة به. ثم انتقلنا إلى بيت وسط القاهرة بجوار ضريح سعد زغلول حتى عام 1951، وبعد قيام ثورة 23 يوليو خصصت الثورة قصرا في منطقة حدائق القبة ليكون مقرا دائما لإقامة الخطابي وأسرته، ثم قام اللواء محمد نجيب بزيارة للخطابي في قصره الجديد أثناء فترة توليه رئاسة الجمهورية حيث كانت تربطهما صداقة حميمة وشخصية حتى بعد تحديد إقامة نجيب في المرج  وقد زاره الخطابي أكثر من مرة، وكان متعاطفا معه حتى الأيام الأخيرة من حياة الخطابي عام 1962. وعن علاقة الخطابي مع الضباط الأحرار بشكل عام وعبد الناصر بشكل خاص يقول سعيد الخطابي" كانت علاقة ضبابية شديدة الحساسية، لأن الثورة ليس لها فضل على الخطابي، بالعكس فقد كان الملك عدو الثورة هو صاحب هذه المغامرة في اختطاف الخطابي وتحريره من الأسر الفرنسي".  ويضيف سعيد" إن الرئيس جمال عبد الناصر التقى مع والدي مرة واحدة في مكتبه بناء على طلبه واستمرت المقابلة ساعة كاملة وكنت مشاركا فيها ودارت حول ظروفه والأوضاع في المغرب العربي حيث كان والدي رئيس لجنة تحرير شمال إفريقيا ومقرها القاهرة، وكانت تضم عضويتها كل زعماء التحرير من علال الفاسي والحبيب بورقيبة والشاذلي مكي، بالإضافة إلى قادة عدد من الأحزاب الجزائرية، وفي تلك المقابلة، سأل عبد الناصر والدي عن عمره أثناء بداية ثورة الريف فأجابه: 39 عاما فضحك وقال: أنا بدات وعمر لا يتعدى 25 عاما !! وربما كانت هذه المقابلة الوحيدة في عام 1958 بعدها اعتلت صحة والدي وكان يعتبر نفسه مجاهدا وليس ثوريا، ولذلك كان شديد الحساسية في التعامل مع الثوريين". وتابع سعيد "بعد وفاة والدي عام 1962 قررت مصر تشييعه في جنازة عسكرية حضرها علي صبري عضو قيادة الثورة وتم دفنه في مقابر الضباط بمنطقة العباسية، تكريما لمشواره الوطني، والحقيقة أن والدي لم يحدد مكانا معينا لدفنه، لأنه توفي بطريقة مفاجئة وجاء رحيله في أعقاب الانفصال بين مصر وسوريا، وعندما علم السوريون بعدم مشاركة عبد الناصر في مراسيم تشييع جثمان والدي انتقدوه في بيانات إخبارية، فاضطر عبد الناصر إلى الحضور إلى منزلنا لتقديم واجب العزاء، وقد بادرت السلطات المغربية وأرسلت طائرة خاصة لنقل الجثمان للمغرب لكننا لم نكن قد قررنا فكرة دفنه في المغرب، لأنه أثناء حياته لم يطلب ذلك صراحة. ويواصل سعيد" أما ما يتردد في الفترة الأخيرة، فإننا لم نتسلم طلبا رسميا من الجهات المغربية فيما يتعلق بعملية نقل رفات الخطابي للمغرب، وكل ما لدينا مجرد تقارير صحفية غربية تتحدث عن هذه القضية، وأعتقد أن مسألة نقل رفات الخطابي تتطلب تجهيزات واستعدادات عديدة كما يجب أن تشكل لجنة تشرف على هذه العملية الصعبة ويراعي في ذلك إعداد مراسيم استقبال رسمية للجثمان وإعداد مقبرة أيضا في مكان يتناسب مع حجم وعطاء الخطابي الذي يشكل علامة بارزة في الوجدان المغربي، بل أثرت ثورته في جميع شعوب العالم الثالث. ويضيف سعيد: أعتقد أن قضية نقل رفاته مازالت تحتاج لدراسة متأنية وقرار تتخذه أسرته بالاتفاق مع السلطات المغربية". ويرى سعيد الخطابي أن والده لم يكن محبا للحرب، ولكنها فرضت عليه عندما علم بأن الإسبان يرغبون في تعويض هزائمهم وخسارة معظم مستعمراتهم في أمريكا اللاتينية عن طريق احتلال بلاده والتوسع فيها بالقوة العسكرية. في ذلك الوقت كان على علاقة وثيقة مع الحامية الإسبانية، باعتباره من أوائل المتعلمين حيث تخرج من جامعة فاس ودرس الحقوق ثم أكمل دراسته في إسبانيا، وكان يجيد الإسبانية وعمل قاضيا في المحاكم المغربية وترقى إلى أن أصبح قاضي قضاة الريف المغربي، ومن خلال علاقاته، تأكد من نوايا الإسبان الاستعمارية ضد بلاده في عام 1920 وحاول إقناعهم بالاكتفاء بعلاقات طبيعية قوية، لأن الريف لن يقبل فكرة الاحتلال، فاتهموه بالتعاون مع الأتراك والألمان وتم اعتقاله في احد القصور، ولأن والده كان من كبار شيوخ الريف المغربي أرسل مجموعة من الرجال لمساعدته على الهروب، وبالفعل قفز من الطابق الثاني لكن ساقه تعرضت للكسر وسلم نفسه للحراس وبدأوا علاجه واقترحوا عليه بتر ساقه اليمنى بهدف شل كرته، لكنه تنبه لهذه الحيلة وأبلغهم عن رغبته إما أن يعيش بساقيه أو يموت بهما. ثم جرت مفاوضات انتهت بالإفراج عنه في ذلك الوقت. وأوصاه والده وهو على فراش الموت بأن يدافع عن الريف ويقاوم القوات الإسبانية إذ حاولت احتلال البلاد، وبالفعل في عام 1921 بدأت إسبانيا تحرك قواتها من "سبتة ومليلية" في شمال المغرب في اتجاه الجنوب نحو الريف ووصلت القوات إلى منطقة "تل براني" التي تعتبر معقل قبيلته، وبالفعل كانت هذه الخطوة هي البداية لثورة الريف، فقام عبد الكريم الخطابي بجمع القبائل ومناقشة الأمر، وتوصل إلى قرار المقاومة التي بدأت بحوالي 125 من الرجال المسلحين بالبنادق، وقبل ذلك نجح الخطابي  في وقف عادة الثأر التي كانت منتشرة بين القبائل حتى يتفرغ الجميع لمواجهة المستعمر، وفي هذه المنطقة دارت أول معركة وسط الجبال وانتصرت قوات عبد الكريم الخطابي، وأصاب الجيش الإسباني بالذهول، عندما استطاع محاصرة نحو 20 ألف جندي في قلب الجبال واستولى على كميات ضخمة من الأسلحة ومنع وصول المواد الغذائية، وبدأ الإسبان في الانسحاب شمالا عائدين واستمر هو ورجاله في مطاردتهم حتى وصلوا بالقرب من سبتة ومليلية مرة أخرى وهما المنطقتان اللتان مازالتا خاضعتين للسيطرة الإسبانية حتى الآن. وخلال هذه المعارك سقط عدد من الجنرالات أسرى في أيدي عبد الكريم الخطابي الذي ساعده الانتصار في تنظيم قواته ومضاعفة أعدادها حيث فرض على كل قبيلة أن تقدم عددا من المقاتلين ومبالغ مالية. ويستطرد سعيد "الطريف أن الجنرالات الإسبان كانوا يتقهقرون أمام قوات الخطابي بطريقة غير منظمة لدرجة ساعدت في نجاح الجيش الشعبي في تحقيق المزيد من الانتصارات وألهبت أخبار الانتصارات حماس المغاربة، وفي هذه الأثناء، كان الخطابي يتلقى رسائل من الإسبان بعضها يعدونه فيها بمنحه حق الحكم في الريف إذا أوقف الحرب لكنه كان يقبل المفاوضات بشرط الانسحاب وشجعه على ذلك أن القوات الإسبانية تم حصارها بالقرب من سبتة وتم منع وصول المواد الغذائية إليها واضطرت إسبانيا إلى استخدام الطائرات في قصف المجاهدين وإلقاء المؤن من السماء للجنوب المحاضرين، في نفس الوقت كانت العمليات الفدائية ضد القوات الإسبانية قد بدأت، وبالفعل لغم عدد من شباب المقاتلين أجسادهم بالبارود واقتحموا المعسكرات الإسبانية فصدوا عشرات الجنود مما أثار في نفوس الإسبان الرعب والفزع. فلجأوا إلى طلب النجدة من الفرنسيين وبدأت القوات الفرنسية في مهاجمة الثوار المغاربة من الجنوب عن طريق عمليات عسكرية قادها الماريشال "ليوطي" المقيم العام الفرنسي في المغرب، وعندما فشل في تحقيق النصر على قوات الخطابي أرسلت فرنسا القائد "بيتان" أحد أبطال الحرب العالمية الأولى واستخدم الطائرات والدبابات وكافة الأسلحة الحديثة بما فيها الغازات السامة، خاصة أن الخطابي عندما حسم النصر على الجبهة الشمالية مع الإسبان، التفت إلى الجنوب المغربي حيث استقبل العديد من شيوخ القبائل التي كانت خاضعة للسيطرة الفرنسية وأعلنوا عن استعدادهم للانضمام لحركته إذا بدأت المعركة مع الفرنسيين، وبالفعل قرر الخطابي استكمال حركة التحرر في محاولة لطرد الفرنسيين من المغرب العربي كله، لكن ذلك كان يعني امتداد حركة التمرد في جميع المستعمرات في مختلف دول العالم، ولذلك حدث تحالف أوربي شامل واتفقوا على ضرورة إجهاض ثورة الخطابي بكل الوسائل حتى وجد أن الاستسلام هو الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب المغربي من الهلاك على أيدي المستعمر الفرنسي الذي لم يتراجع عن استخدام أبشع الوسائل في قتل وتدمير القرى والمزارع المغربية. ويكمل سعيد " عندما استسلم الخطابي كان شجاعا واستقبل الفرنسيون قراره بالاحترام وخصصوا له منزلا في فاس أقام فيه عدة أيام حتى أبلغوه بأن الحكومة الفرنسية أعدت له قصرا في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، سينتقل للإقامة به لمدة عام حتى تستقر الأوضاع وتهدأ ثورة الريف، بعدها يمكن أن يعود إلى الإقامة في بيته بطريقة طبيعية، لكن بعد مرور العام الأول أبلغوه بأن يستعد للانتقال إلى جزيرة "رينيو" لعدة شهور وبعدها يعود إلى المغرب، ولأنه لا يملك القبول أو الرفض فقد استسلم لكل ما تصدره السلطات الفرنسية، خاصة أنهم تعهدوا بعدم تسليمه إلى الإسبان الذين حاولوا الضغط على فرنسا لتسليمه بهدف إعدامه. وقد سمحت له السلطات الفرنسية بأن يصطحب زوجاته الاثنتين وعمه الذي كان أقرب المساعدين له. وأيضا شقيقه الوحيد وأسرته." وعن حياة الخطابي في المنفى قال سعيد " عاش الخطابي حياة هادئة فقد كان حريصا على متابعة الأخبار العالمية من خلال جهاز "تكرز" كان لدى الحاكم الفرنسي للجزيرة الذي ارتبط مع الخطابي وأسرته بعلاقات طيبة. وكان طوال العشر سنوات الأولى محظورا عليه التحرك بحرية داخل الجزيرة ثم حدثت واقعة مثيرة حاول خلالها أدولف هتلر اختطاف الخطابي من منفاه أثناء الحرب العالمية الثانية، وأرسل غواصة ألمانية إلى شواطئ جزيرة "رينيو" وهبط طاقم أمني وعرضوا على الخطابي فكرة الانتقال إلى ألمانيا، تمهيدا لعودته إلى المغرب في حالة انتصار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، لكن المفاجأة أن الخطابي رفض العرض الألماني، وعندما اكتشفت فرنسا المؤامرة تضاعفت ثقتها في عبد الكريم الخطابي وبدأت في السماح له بحرية الانتقال داخل الجزيرة دون قيود". وأضاف سعيد "رفض والدي أي عرض للعودة إلى المغرب قبل جلاء آخر جندي فرنسي من البلاد، ومع ذلك ظل طوال فترة وجوده في مصر محتفظا بعلاقات طيبة مع العرش المغربي، التقى في القاهرة مع الملك محمد الخامس أكثر من مرة، ومع أن معظم أفراد أسرة الخطابي قرروا العودة إلى قرية "أجدير" المطلة على سلسلة جبال الريف المغربي مسقط رأس المناضل عبد الكريم الخطابي حيث تقيم قبيلة "بني ورياغل" التي ينتمي إليها الخطابي، بينما تمسك الابن الأكبر سعيد بالإقامة الدائمة هو وأسرته في القاهرة ليكون بجوار قبر والده الذي ولد ليحارب الإسبان والفرنسيين وأثار الفزع والرعب لدى كل قوى الاحتلال الغربية، والطريف أن المناضل عبد الكريم الخطابي حتى رحيله في عام 1962 بالقاهرة لم يكن يحمل جواز سفر أو إثبات شخصية، بالرغم من أنه حصل على جواز سفر عالمي بنضاله وحبه لوطنه، كان بوابته لدخول تاريخ النضال الوطني للتحرر من ظلم الاستعمار الأجنبي". ومن ناحية أخرى، أكد المستشار الإعلامي علاء الدين بن هادي في السفارة المغربية في القاهرة أنه لا توجد أية حساسية بين السلطات المغربية وأسرة المناضل المغربي حيث يقيم معظم أفراد أسرته حاليا داخل المغرب ويحظون بكل التقدير، خاصة أن كل مغربي يعتز ويفخر بتاريخ الخطابي في النضال من أجل قضية التحرر من الاستعمار. ويؤكد المستشار الصحافي في السفارة المغربية في القاهرة أن مسألة عودة رفات الخطابي من القاهرة إلى المغرب لم تدرج على طاولة النقاش الرسمي، لأن هذا القرار من حق أسرته وحدها، فإذا رأت وقررت نقل رفات الخطابي، فلن تتأخر الأجهزة الرسمية في مساعدتهم على تحقيق ذلك، باعتبار أنه رمز للنضال الوطني ليس في المغرب وحسب، بل في دول العالم الثالث أجمع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجل الخطابّي ينفي نقل رفاتّه من القاهرة إلى المغرب نجل الخطابّي ينفي نقل رفاتّه من القاهرة إلى المغرب



GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab