أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر
آخر تحديث GMT01:01:27
 العرب اليوم -

أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر

الجزائر - سميرة عوام

تحوّلت المدُن الكبرى في الجزائر خلال السّنوات الأخيرة إلى قُطب صناعيّ بامتياز، وإلى مراكز جذب لليد العاملة البسيطة، حيث تعرف إقبالًا واسعًا من طرَف الفئة المهمشّة، لدرجة جعلت هذه المدن تضيق بقاطنيها. وكان من شأن تلك التحوُّلات أن أفرزت ظهورًا قويًّا لكثير من الأنشطة الهامشيَّة ،التي ازداد عدد تجّارها، أبرزها الأسواق الشَّعبيَّة والتي تعتبر القلب النابض لحركة التجّار والباعة المتجوِّلين في الجزائر. وحسب العارفين بتاريخ الأسواق الشَّعبيَّة، فإنّ هذا أغلبها يمتد إلى بداية التِّسعينات، وازداد انتعاشها منذ أن تمّ غلق بعض الأسواق الهامشيّة وتحويلها إلى دكاكين خاصّة ببيع الفَخَّار والنُّحاس . وفي سياقٍ متَّصل فإنّ المتجوّل في أغلب الأسواق الشَّعبيَّة في الجزائر سيلتمس معاناة سكّان هذه المدن، والّذين يقدّرون حسب إحصائيّات وزارة النّشاط الاجتماعيّ بـ600 ألف عائلة تعيش تحت مستوى الفقر، يظهر ذلك جليًّا من خلال هذه الأسواق الشَّعبيَّة والتي هي بمثابة مقياس لمؤشّر المعيشة، فأغلب مرتاديها من الفئة البسيطة، والكلّ بهذه السّوق يتسابقون مع الزّمن ويراهنون على تحقيق هامش ربح قليل. وفي الوقت الذي تجد فيه الباعة يعرضون سراويل وساعات وبراغي، وهدفهم المشترك توفير بعض الدّنانير التي من شأنها سدّ رمق الفقراء في مدن لا تقدِّم نفسها، إلا لمن يمتلك المال، كما توجد كذلك فضاءات مفتوحة على بيع الخردوات المسروقة، هذا ما يكتشفه الزّائر خلال جولته لهذه الأسواق، والّتي تبدأ في أغلبها في التشكُّل بعد الثّالثة زوالا. ومن المفارقات العجيبة أن سكان الولايات الجزائرية يدركون جيدًا أن تلك السِّلع المعروضة في السّوق أغلبها خردوات مسروقة، إلا أن ذلك لا يمنع الزّبون من اقتناء بعض الأشياء مثل الأرائك والطّاولات والثلّاجات، وكلها سلع مناسبة لأصحاب الدّخل الضّعيف والمحدود. هذه هي أسواق الجزائر والتي تروّج سلعها للفقير قبل الغنيّ؛ لأن هذا الأخير يجد البازرات كملاذ لإشباع حاجيّاته لكن الأسواق الشَّعبيَّة هي الوجهة الخطيرة التي تدخل أصحابها إلى أروقة العدالة؛ لأن الخردوات والذَّهب المضروب الذي يجد طريقه إلى بيوت الفقراء والمعوزين هو في الحقيقة مسروق من جهات مجهولة المصدر، وتمّ استلابها بواسطة السِّلاح الأبيض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر أسواق السِّلع المسروقة قِبْلَة العائلات الفقيرة في الجزائر



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 العرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 10:20 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab