القدس المحتلة ـ العرب اليوم
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الجمعة، أن السبب الحقيقي الذي منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ هو خوفه من حليفيه؛ الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين هدداه بالانسحاب من الحكومة، إذ اعتبرا هذه المشاركة بداية عودته إلى حل الدولتين، وتخوفاً من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان ينوي إجراء مصالحة بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيتصافحان أمام العالم، وهما يريان في هذا خطاً أحمر.
وكتب رونين بيرغمان، مراسل الشؤون الاستراتيجية الأمنية في الصحيفة الإسرائيلية، الذي يعمل أيضاً مراسلاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن كل ما نشر حول تهديدات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أو رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالانسحاب من المؤتمر إذا شارك نتنياهو فيه، هو إشاعة غير صحيحة. فإردوغان ونتنياهو يسعيان معاً لتجديد وتحسين العلاقات بينهما. ورئيس الوزراء العراقي لا يشكل تهديداً حقيقياً للمؤتمر.
وفند بيرغمان كذلك الادعاء الرسمي للحكومة الإسرائيلية بأن أحزاب المتدينين «الحريديم» هددت نتنياهو، وأشار إلى أن هذه الأحزاب كذبت هذا الادعاء وقالت إنها لم تهدد بالامتناع عن العودة للحكومة، لأن سفره ينطوي على خرق لحرمة عيد العرش. وقالت هذه الأحزاب، في بيان رسمي، إنها ما كانت لتمانع خرق حرمة العيد إذا كان ذلك لأجل جلب السلام. فقدسية الإنسان في اليهودية تبيح ذلك. وهي في هذه الحالة تبارك قيام نتنياهو بصنع السلام أو السعي لصنع السلام.
وقال بيرغمان إنه بدأ يفتش عن السبب الحقيقي، فوجد أنه يكمن في خوف نتنياهو من تهديدات سموتريتش وبن غفير، وتبعات ذلك على مستقبله السياسي والشخصي.
وأضاف بيرغمان أن 4 مصادر مقربة من مكتب نتنياهو، بينها مصدر أمني رفيع، أكدت له هذه الحقيقة. وكشفت له أن «قضية الدعوة التي تلقاها نتنياهو، وهو يجلس إلى جانب ترمب خلال سفرهما المشترك من مطار اللد إلى القدس؛ حيث ألقى خطابه التهريجي، لم تكن سوى مسرحية من إخراج الرئيس الأميركي». فالحقيقة، يتابع بيرغمان، هي أن ترتيب الزيارة تم مسبقاً بواسطة البيت الأبيض قبل أيام. وقد وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على توجيه الدعوة، فوافق نتنياهو على الدعوة وأمر مكتبه الجيش بإعداد طائرة الرئاسة (أجنحة صهيون) للسفر عصر الاثنين إلى شرم الشيخ، فأنجزوا المهمة. وفجأة، تدخل بن غفير وسموتريتش، فتراجع وألغى الرحلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك